نظرت بعض الصحف العربية الصادرة الاثنين في سبل مكافحة الإرهاب مع حث البعض منها على تجديد الخطاب الديني وتناول البعض الآخر تردد الغرب في اتخاذ تدابير لمكافحة الإرهاب. وفي الوقت نفسه، تناولت صحف أخرى تطورات الشأن اليمني، ودعا بعض كتاب الأعمدة إلى مصالحة وطنية عاجلة، محذرين من جر البلاد إلى حرب أهلية. الإسلام ومحاربة الإرهاب حصل مؤتمر مكافحة الإرهاب الذي أُقيم الأحد في مكة المكرمة تحت عنوان الإسلام ومحاربة الإرهاب على تغطية كبيرة خاصة في الصحف السعودية. وأبرزت عناوين الصحف السعودية مقتطفات من كلمة الملك سلمان خلال المؤتمر - التي ألقاها نيابة عنه أمير منطقة مكة المكرمة. وجاء في الكلمة أن المملكة لم تدخر جهدا بمكافحة الإرهاب فكرا وممارسة - وهكذا جاء عنوان صحيفة الجزيرة. أما صحيفة الرياض فقد أبرزت في صدر صفحتها الأولى عنوانا يقول: الملك سلمان يدعو إلى إستراتيجية ملزمة لاجتثاث الإرهاب المتأسلم. وقال الكاتب يوسف الكويليت في الصحيفة ذاتها إن المؤتمر هو إدانة علنية وصريحة لكل ما يضاد قيمة الإنسان وهدفه في الحياة. ودعا الكاتب المشاركين في المؤتمر إلى إيجاد سبل ليس فقط لمكافحة الإرهاب، بل أيضا لنشر الإسلام الوسطي. وقالت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها إن عنوان المؤتمر يعكس إرادة شعوب وأنظمة العالم الإسلامي في مواجهة خطر الإرهاب والتطرف، وعزم علماء الإسلام المعتدلين على مواجهته، وتبرئة هذا الدين العظيم منه، وكف أخطاره عن أوطاننا، وعن الإنسانية كلها. وحثت الصحيفة رجال الدين المسلمين على لعب دورمؤثر في نشر الإسلام المعتدل، محذرين في الوقت ذاته من أن التباطؤ في إيضاح براءة الإسلام من الإرهاب قد يستغله المتطرفون والمتعصبون الغلاة والخوارج من كل تيار ومذهب لاستقطاب الشباب المسلم وتلويث أفكارهم. ومن جانبه شدد محمد المري في صحيفة الوطن القطرية على الحاجة إلى إصدار اتفاقية تشتمل على تعريف محدد للإرهاب، وعدم ربطه بدين أو عرق أو ثقافة معينة، وتأكيد التزام المجتمع الدولي بتعزيز التعاون في مكافحة الإرهاب، وضرورة التمييز بين الإرهاب وبين المقاومة المشروعة للاحتلال الأجنبي والدفاع عن النفس وعن حق تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت الاحتلال. اليمن إلى أين؟ في الوقت ذاته، ناقشت بعض الصحف آفاق المستقبل في اليمن بعد هروب الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي من إقامته الجبرية في العاصمة صنعاء وانتقاله إلى مدينة عدن الجنوبية. وأفردت صحيفة النهار اللبنانية عنوانا في صفحتها الأولى يقول: اليمن تحت سلطتين وترتيبات مرتقبة من عدن لـإنهاء الانقلاب. أما صحيفة الديار اللبنانية فقالت في عنوانها: اليمن نحو التقسيم... والرئيس هادي يُعلن عدن عاصمة مُؤقّتة. وكتب عريب الرنتاوي في صحيفة الدستور الأردنية يقول إن وصول عبد ربه منصور هادي إلى عاصمة الجنوب قد قلَب اللعبة في اليمن رأسا على عقب، وأحسبُ أنه بهربه إلى عدن وحديثه عن استئناف مهامه الرئاسية، وهو الرئيس المستقيل الذي انتهت ولايته الممدد لها، ولم تقبل استقالته، سيعمل على خلق قطب يمني جديد يعيد قدرا من التوازن إلى المعادلة اليمنية الداخلية التي اختلت باكتساح الحوثيين لمعظم محافظات الشمال. وحذر الكاتب من أن هادي ليس لديه خيارات كثيرة، فهو إما أن يقود البلاد من جديد إلى ضفاف الحوار والمصالحة، وإما أن يضعها على حافة الانهيار والتقسيم والحرب الأهلية. وفي صحيفة الجمهورية اليمنية، حث الكاتب محمد عبده سفيان على تبني حوار وطني مسئول وبنَّـاء للخروج من الأزمة. كما حث جميع الأطراف على تقديم تنازلات من أجل إنجاز اتفاق نهائي وشامل للأزمة يمثل خارطة طريق واضحة الأهداف والمعالم تحافظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره وسيادته الوطنية وسلمه الاجتماعي. خطاب السيسي وكان لخطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد نصيبا من التغطية لدى بعض الصحف العربية، فقد أولت صحيفة النهار اللبنانية اهتماما بتصريحات السيسي التي قال فيها إن الضربات الجوية الأخيرة التي شنتها مصر ضد مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا لم تستهدف المدنيين. دعا الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى تشكيل قوة عسكرية عربية مشتركة. هذا وقد سلطت الصحف الإماراتية الضوء على تصريحات السيسي حول علاقات مصر بدول الخليج، فقد قالت صحيفة الاتحاد في عنوان لها:السيسي: الدعم الخليجي وراء صمود مصر. أما صحيفة الخليج فقد حملت عنوانا يقول: السيسي: دعم الإمارات والسعودية والكويت حصّن مصر. وفي مصر ركزت صحيفة الأخبار على تصريحات السيسي التي قال فيها إن الدفعة الأولى من الشباب المسجونين سوف يتم الإفراج عنها خلال أيام، في حين نقلت صحيفة اليوم السابع عن السيسي قوله إن أي محاولة لافساد علاقاتنا بدول الخليج مصيرها الفشل. أما صحيفة الأهرام فقالت في افتتاحيتها إن الرئيس المصري قد كشف بعض الحقائق التي تتعلق بحرب مصر على الإرهاب، وشددت الصحيفة على ضرورة تكاتف المجتمع الدولى من أجل سرعة التحرك في هذا الصدد وكذا ضرورة المواجهة الشاملة مع جميع قوى الإرهاب. وأضافت الصحيفة أن مصر تعرف أكثر من غيرها أن الحرب على الإرهاب لن تكون حاسمة إلا إذا كانت شاملة. ولذا فإن القاهرة أكدت مرارا ضرورة أن تشتمل الحرب بالاضافة إلى المواجهة العسكرية والأمنية وسائل أخرى، ومن بين الأمور المهمة مواجهة التطرف وتجديد الخطاب الدينى ومحاربة الفقر والجهل والمرض وحل القضايا المزمنة مثل القضية الفلسطينية. وانتقدت الصحيفة ما وصفته بـتردد الغرب في مكافحة الارهاب، وقالت في ذلك إن الحرب ضد الإرهاب طويلة وصعبة، وإن الوقت يداهمنا، وليس هناك ترف أن نضيع مزيدا من الوقت أمام التردد الغربى.
مشاركة :