أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تتراجع عن عقد أبرمته مع روسيا لشراء صواريخ «أس-400»، ووصف نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه «مبتدئ في السياسة»، بعدما أعلنت باريس يوماً لإحياء ذكرى «الإبادة» التي تعرّض لها الأرمن خلال عهد السلطنة العثمانية. وحذر حلفاء أنقرة في الحلف الأطلسي من أن هذا السلاح الدفاعي المضاد للطيران لا يتوافق مع المنظومات الدفاعية للحلف. وحدّد مسؤولون أميركيون مهلة غير رسمية لتركيا، انتهت الجمعة، للردّ على عرض أميركي منافس، وأعلنوا أن مضيّها في صفقة «أس-400» سيدفع واشنطن الى سحب عرضها بيع أنقرة صواريخ من طراز «باتريوت»، قيمتها 3.5 بليون دولار. ونبّه هؤلاء الى أن شراء تركيا «أس-400» قد يحرمها من امتلاك مقاتلات أميركية من طراز «أف-35» ويعرّضها لعقوبات تفرضها واشنطن. وعلّق أردوغان، قائلاً: «أبرمنا صفقة أس-400 مع روسيا، لذلك فإن تراجعنا ليس وارداً. انتهى الأمر». وأكد في المقابل «انفتاح» أنقرة على شراء صواريخ «باتريوت»، واستدرك: «يجب ان تخدم هذه الصفقة مصالح بلادنا». وشدد على «الاهمية الحيوية» للاستفادة من إنتاج مشترك وتسهيلات في الدفع وتسليم سريع للصواريخ، وزاد أن واشنطن «نظرت إيجاباً» إلى طلب التسليم بسرعة، لكنها التزمت الصمت في شأن المسألتين الأخريين. وتابع: «نواصل عملنا على وعد بتسليم أس-400 في تموز (يوليو)» المقبل. وشنّ اردوغان هجوماً عنيفاً على ماكرون، بعد أعلن أخيراً خلال العشاء السنوي للمجلس التنسيقي للمنظمات الأرمنية في فرنسا، تكريس 24 نيسان (أبريل) سنوياً «يوماً وطنياً لإحياء ذكرى الإبادة الأرمنية». ويفي بذلك وعداً أطلقه خلال حملته الانتخابية. وصرّح الرئيس التركي: «قلت لماكرون: أنت ما زلت مبتدئاً في السياسة، تعلّم أولاً تاريخ بلدك». وعدّد بلداناً استعمرتها فرنسا و«مجازر» ارتكبتها، لا سيّما في الجزائر والهند الصينية ورواندا. وتابع مخاطباً نظيره الفرنسي: «ماكرون، بادئ ذي بدء افهم هذا الأمر. لم تحصل إبادة في تاريخنا». وطالبه باستخدام «هذه الكلمة (الإبادة) بحذر». الى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم تعيين الديبلوماسي المخضرم ديفيد ساترفيلد سفيراً للولايات المتحدة لدى تركيا، علماً انه الآن القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى.
مشاركة :