محادثات جديدة في جنيف حول الملف النووي الإيراني

  • 2/23/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى جنيف، اليوم (الاحد)، لإجراء محادثات مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، وذلك غداة تأكيده وجود "ثغرات كبيرة حتى الآن وطريق طويل" قبل التوصل الى اتفاق حول الملف النووي الايراني. ويفترض ان يجري كيري وظريف المحادثات ليومين في فندق فخم على ضفاف بحيرة ليمان، ويواصلان بذلك سلسلة اتصالات جرت في الاسابيع الاخيرة في مناسبات عدة. وكان كيري صرح بعد لقاء مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند في لندن السبت، انه "ما زالت هناك ثغرات كبيرة وطريق طويل" قبل التوصل الى اتفاق. والموعد المحدد للتوصل الى اتفاق حول البرنامج النووي الايراني هو31 مارس (آذار). وتحاول ايران والدول الكبرى في مجموعة 5+1 التفاهم على اتفاق شامل يسمح ببعض النشاطات النووية المدنية، لكنه يمنع طهران من امتلاك سلاح نووي عبر برنامجها المثير للجدل، مقابل رفع العقوبات الدولية التي تؤثر على اقتصادها. وتتألف مجموعة 5+1 من الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين والمانيا. وقال كيري ان "الرئيس (باراك) اوباما ليس لديه اي نية لتمديد هذه المفاوضات الى ما بعد الفترة التي تم تحديدها (...)، وأنا واثق من ان الرئيس اوباما مستعد تماما لوقف هذه المفاوضات" اذا شعر بان طهران غير مستعدة لاتفاق. وقبيل ذلك حرص كيري على تأكيد وحدة 5+1 في المفاوضات مع ايران. وقال ان "مجموعة 5+1 تبقى موحدة حول ملف ايران. ليس هناك اي خلاف حول ضرورة ان تثبت طهران ان برنامجها النووي سيكون سلميا مستقبلا". وقال الاتحاد الاوروبي في بيان ان المفاوضين الاميركيين والايرانيين الذين يعملون منذ الجمعة في جنيف والمديرين السياسيين في دول مجموعة 5+1 وايران سيلتقون اليوم الاحد "لمواصلة جهودهم الدبلوماسية للتوصل الى حل طويل الامد وشامل للمسألة النووية الايرانية". وفي مؤشر الى تكثيف الجهود من اجل اقرار اتفاق في ما تبقى من وقت، انضم وزير الطاقة الاميركي ارنست مونيز للمرة الاولى الى المفاوضات في جنيف بطلب من كيري. وردا على سؤال في هذا الشأن اكد كيري في لندن ان مونيز يشارك في المحادثات لأسباب تقنية. وقال ان "هذه المفاوضات تقنية جدا. ولأننا نعمل من أجل التوصل الى اتفاق حول بعض القضايا الصعبة جدا، تقرر انه من الضروري والمناسب وجود طاقمنا التقني"، مؤكدا ان "وجود هذا الطاقم لا يدفعني الى استنتاج" ان التوصل الى اتفاق بات وشيكا. ووصل رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالحي الى جنيف صباح السبت برفقة ظريف وحسين فريدون شقيق الرئيس الايراني حسن روحاني ومستشاره الخاص، كما ذكرت وسائل الاعلام الايرانية. وقال مسؤول ايراني رفيع المستوى ان فريدون مكلف "التنسيق طوال فترة المفاوضات". وكان المسؤولان ووفداهما أمضوا خمس ساعات من المفاوضات السبت، كما ذكرت وسائل اعلام ايرانية. ويرى مراقبون ان مشاركة مونيز وصالحي تشكل اشارة واعدة الى انه قد يتم التوصل الى اتفاق. من جانبه، قال رئيس منظمة مراقبة منع انتشار الاسلحة في واشنطن كيلسي دافنبورت في بريد الكتروني لوكالة الصحافة الفرنسية، ان وجود مونيز وخبرته التقنية "سيكون اساسيا عندما يتم ابرام اتفاق". مضيفا ان صالحي الذي يلعب دورا مماثلا "سيكون اداة اساسية للترويج للاتفاق في طهران". ولكن مسؤولا كبيرا في الخارجية الاميركية قال ان مشاركة مونيز وصالحي لا تعني بالضرورة تحقيق اختراق وشيك، لكنها تعكس "الجدية التي نتعامل فيها مع الجوانب التقنية". وكان الجانبان اتفقا على جدول زمني من مرحلتين للتوصل الى اتفاق سياسي قبل 31 مارس (اذار) ثم لوضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل التقنية قبل 31 يوليو (تموز). لكن طهران تطالب باتفاق واحد يتضمن الجانب السياسي والتفاصيل في الوقت نفسه. وقال نائب وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي "لن يكون هناك اتفاق من مرحلتين. فبعد سنة من المفاوضات، علينا التطرق الى التفاصيل ونريد ان يتضمن الاتفاق النهائي الاطار العام والتفاصيل". ومن النقاط الاساسية في الاتفاق النهائي كمية اليورانيوم التي سيسمح لايران بتخصيبها وعدد ونوع اجهزة الطرد المركزي التي يمكنها امتلاكها. وبموجب اتفاق انتقالي تم توقيعه في نوفمبر (تشرين الثاني) 2013، خفضت ايران نصف مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المائة الى خمسة في المئة وحولت الباقي الى اكسيد اليورانيوم. وعملية التخصيب بنسبة عشرين في المائة قريبة من تلك التي تسمح بالتخصيب بنسبة 90 في المائة لانتاج القنبلة الذرية التي تنفي طهران سعيها الى امتلاكها. وفي واشنطن، يسعى الجمهوريون الذين يسيطرون على الكونغرس الاميركي منذ يناير(كانون الثاني)، الى التصويت على عقوبات وقائية بحق ايران في الاشهر المقبلة، وذلك قبل انتهاء مهلة المفاوضات، بهدف الضغط على طهران. والمفاوضات التي بدأت في نوفمبر 2013، تم تمديدها مرتين.

مشاركة :