العلامات التجارية تنقض على «جيل العملاء الرقميين»

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

يُعدّ جيل الألفية في الولايات المتحدة، وهم الشريحة الذين تتراوح أعمارهم بين 17- 35 عاماً، هدفاً للشركات الإعلانية والعلامات التجارية، ولكن الشركات التي تستهدف تلك الشريحة، مهددة بفقدانها، فمن «جيليت» و«ماكدونالدز» وحتى «أمريكان إكسبريس»، فإن الشركات تحاول جذب هؤلاء الشباب الذين يعدون قوى المستقبل، والجيل القادم من العملاء. وتقوم الشركات الأخرى مثل «إكسون موبيل» و«شيفرون» النفطيتين، بجهود حثيثة في سبيل تلميع صورتها أمام جيل الألفية، من خلال تسليط الضوء على أنشطتها في مجال محاربة ظاهرة التغير المناخي، لإدراكها أن تلك الشريحة تهتم بذلك الأمر، بسبب أنهم الأكثر عرضة لمخاطرها. يقول خبراء و أكاديميون إن التركيز على جيل الألفية من جانب الشركات فكرة سديدة، بسبب أنهم يمثلون جزءاً كبيراً من السوق، ولكنهم لا يرون أن اعتبار تلك الشريحة كمجموعة متجانسة فكرة صحيحة، إذ إنهم يختلفون في توجهاتهم من حيث الأسعار والمنتجات أو الخدمات التي يرغبون فيها، وحتى القيم التي يتشاركها المجتمع بشكل عام. تنوع كبير تشير دراسات أكاديمية إلى أن وجود تنوع كبير في توجهات شريحة جيل الألفية بالولايات المتحدة، والذين يبلغ عددهم نحو 75 مليوناً، فيختلفون في آرائهم السياسية أو ولاءاتهم لمنتجات معينة على حساب أخرى، ويمتثل الخطأ الأكبر للشركات في أنها تتعامل مع تلك الشريحة وكأنها كتلة واحدة تتشارك توجهات موحدة، كما أظهرت دراسة أخرى ركزت على جوانب سياسية واجتماعية، تبايناً كبيراً في توجهات أفراد الجيل وآرائهم العامة تجاه القضايا المختلفة. وأشار أكاديميون من جامعات أمريكية مرموقة إلى أن النهج الذي يتعامل مع جيل الألفية بناءً على الاختلافات الديموغرافية، هو الأكثر فعالية في التعاطي مع تلك الشريحة. وعلى جانب موازٍ، أصبح الخطر يلقي بظلاله على مراكز التسوق التقليدية، ويستعرض تحليل ل «ماكنزي»، كيف يمكن لمراكز التسوق والمتاجر التقليدية تلبية احتياجات العملاء الرقميين، في وقت أصبحت فيه التكنولوجيا الرقمية، تسهم في تحول أساليب الحياة حول العالم وتغيير أسلوب حياتنا وعملنا وطرق تسوّقنا وتناولنا للطعام ولعبنا وتعلمنا، وبالتالي، يجب على مطوّري العقارات توفير وسائل جديدة لتلبية هذه الاحتياجات. تعدّ مراكز التسوّق أحد النماذج على هذا التغيير، إذ إنها تشكل جزءًا جوهريًا من المجتمعات في الكثير من المدن سواءً في العالم المتقدم أو النامي، لكن تبنّي المستهلكين للتقنيات الرقمية، يفرض على المطوّرين تغيير آلية عمل مركز التسوق التقليدي للتكيف مع هذا التوجه الرقمي في سلوكهم. وسائل النقل يعدّ الدخول والخروج من المركز التجاري، جزءاً مهماً من تجربة التسوق، إذ غالباً ما تكون هذه العملية مزعجة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بمواقف السيارات والسلامة والراحة. ويُمكن لمطوري العقارات تحسين هذا الجزء من تجربة التسوّق، عبر اعتماد مواقف السيارات القائمة على التكنولوجيا، بما في ذلك استخدام مواقف السيارات الآلية لتقديم خدمة «الميل الأخير» التي تساهم في تأمين نقل أصحاب السيارات من موقف السيارات إلى وجهاتهم، وزيادة عدد المواقف المتاحة للسيارات. التكنولوجيا يشكل جيل الألفية أكبر نسبة من المتسوقين عبر الإنترنت، وأصبح لديهم قوة شرائية أكبر من أي جيل آخر على الإطلاق، ويقول سبعة تقريبًا من بين كل عشرة أشخاص من هذا الجيل، بأنهم يتأثرون بما ينشره أصدقاؤهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما يقول 83% منهم إنهم يثقون بالتوصيات التي يقدمها الأصدقاء وأفراد العائلة حول المنتجات، كما إنهم يعتمدون على توصيات أقرانهم، ويبحثون بشكل متزايد على المنتجات عن طريق الإنترنت قبل الخروج للتسوق، لكنهم في نفس الوقت أعربوا عن رغبتهم المستمرة في لمس المنتجات وإحساسها والاطّلاع عليها قبل شرائها، وبالتالي هناك حاجة لإيجاد رابط سلس بين التسوق الإلكتروني والتسوق من المتاجر، وهناك العديد من الابتكارات القائمة على التكنولوجيا التي يمكن أخذها بعين الاعتبار: نماذج تسوق جديدة توفير نماذج تسوّق «افتراضية - حقيقية» لتقديم تجربة شراء أكثر تفاعلية للمستهلكين، على سبيل المثال، من خلال استخدام لوحات التصفح عن طريق اللمس، وغرف القياس الافتراضية، والمرايا السحرية، ومناطق تعزيز الواقع. دمج تجارة التجزئة عن طريق الإنترنت والمتاجر باستخدام تكنولوجيا «التسوق الاجتماعي» مع شاشات رقمية في مناطق وصول وسائل النقل، والساحات، وواجهات المتاجر، والتقاطعات الرئيسية من منطقة التسوق. ويمكن أن تساعد هذه التكنولوجيا، المستهلكين في العثور على المنتجات التي يبحثون عنها وقراءة التعليقات حولها ومن ثم توجيههم إلى أماكن الشراء.

مشاركة :