صناعة الوعي العام

  • 2/18/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الوعي العام أو ما يطلق عليه العقل الجمعي أو الضمير العام من المقومات الأساسية للدول والجماعات بل يعد من أهم عناصر أمنها القومي. وتتشارك في صناعة هذا الوعي عناصر كثيرة درج على تسميتها بالقوى الناعمة وهي التي تشمل الفنون والآداب باختلاف تقسيماتها. والأهمية القصوى لهذا الوعي العام قديما وحديثا فتولي الدول ومجتمعاتها أهمية بالغة بهذة الصناعة باتت تنافس اهتمامها بصناعات إستراتيجية أخرى. وفِي مصر القديمة كان هذا الاهتمام عظيما لدرجة أثمرت عن حضارة عظيمة تشهد لها البشرية وتدل عليها معابد وأهرامات وتذخر بها متاحف عديدة كما اهتمت بها مصر الحديثة ودلت عليها فنون وآداب ومفكرين وأدباء أثروا البشرية وساهموا في نشر مكارم الأخلاق والقيم الفضيلة في فترة زمنية ناهزت النصف قرن من الزمان تقريبا. وبذلت الامم المختلفة جل همها في هذا المجال وما كان من نشر للثقافة والفنون فأسهم في بناء وعي عام ساهم وبشدة في رسم صورة والتبشير بحضارة جديدة وميلاد لقوى عظمى تملكت العالم هي الحضارة الأمريكية. فالصورة التي رسمتها الآلة الناعمة لارض العسل واللبن وجنة الله في أرضة والقوى التي لا تقهر وحامية الحريات العامة ما هي إلا نتاج لتخطيط علمي يهدف لخلق وعي عام محدد. ومن اللافت ان سلوكيات جديدة وأنماط اجرامية حديثة باتت تهدد أمن المجتماعات واستقرارها وهي لا تعزو إلا أن تكون انعكاسات لوعي عام مريض ناتج عن إساءة استخدام لوسائل تكوين الضمير الجمعي وهي القوى الناعمة. ⁃ بات أنه من الواجب أن تولي الدول ومجتماعاتها أهمية قصوى لقوتها الناعمة في سبيل حفاظها على خلق وعي عام متحلي بمكارم الأخلاق وفضائلها ويساهم في تحقيق أهدافها وفِي إطار حرصها الشديد على أمنها القومي.

مشاركة :