إدارة الرئيس الأمريكي الحالي ، باراك أوباما ، تمثل يسار اليسار الأمريكي ، . وقبل صعودها إلى السلطة كانت أمريكا ، ومعها العالم ، في عهدة إدارة تمثل أقصى اليمين ، برئاسة جورج بوش الابن .. ومن الملاحظ أن الناخب الأمريكي منح اليمين المتطرف ثم يسار اليسار الأمريكيين دورتين رئاستين لكل منهما .. ونجح كل من الفريقين بإدخال العالم ، وخاصة الشرق الأوسط ، في دوامة لازالت تفاعلاتها في صعود وتمدد . اليمين الأمريكي المتطرف ثم أقصى اليسار فيه عالجا الأوضاع في الشرق الأوسط بشكل يكاد أن يكون متشابهاً . إذ أعلنت إدارة جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب ممثلاً في ( القاعدة ) واحتلت العراق وسلمته لمليشيات تابعة لإيران وفتحت حدود العراق المحتل لتدخله المليشيات العراقية والإيرانية وتحوله إلى دولة طائفية إرهابية بامتياز .. والآن أعلنت إدارة أوباما الحرب على الإرهاب متمثلاً هــــــذه المرة في نبتة شيطانية جـــديـدة انطلقت مــن العراق الطائفي تحت مسمى (داعش) وسارعت للجوء إلى إيران بدعوتها لتوقيع وثيقة معها يعلن فيها الإيرانيون تجميد ( إلى حين ) أنشطتهم النووية العسكرية وذلك حتى يتمكن الاثنان ، إيران وأمريكا ، من المشاركة مع بعض ، حسب الرسائل المتبادلة بين أوباما وخامنئي ، بمحاربة (داعش) . ماهي نتائج ذلك على العرب ؟ الجواب واضح من الآن : إيران ، التي يحدد دستورها أنها دولة مذهبية شيعية ، تستخدم الجماعات الشيعية العربية لتحقيق أطماعها الفارسية التوسعية . ويشهد على ذلك ( حزب الله ) في لبنان ، وحربها الطائفية في سوريا ، ومليشيات الشيعة المتعددة في العراق ، والحوثيون في اليمن . وسيكون من الصعب عليها ، كبح جماح طموحها بعد أن يتوجها الأمريكيون حامية لمصالحهم في منطقة الشرق الأوسط . ولن يؤدي ذلك سوى لتأجيج حرب طائفية يعيشها العراقيون والسوريون وامتدادها لدول عربية أخرى ، وارتفاع حدّتها الحالية ، ولن تتمكن الدول العربية حينها من كبح جماح الجماعات السنية المتطرفة من الانطلاق سفكاً لمزيد من الدماء ، خاصة السنية ، عما تعتقد أنه دفاع عن عقيدتها . فهل هذا ما يسعى الأمريكيون إليه ؟ adnanksalah@yahoo.com
مشاركة :