سياسة أوباما الجديدة: أمريكا بدون شرق أوسط | عدنان كامل صلاح

  • 11/12/2013
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

في الوقت الذي سعت فيه إدارة الرئيس الأميركي أوباما إلى إسقاط عدد من الأنظمة العربية كان المفاوضون الأمريكيون يؤكدون لنظرائهم الإيرانيين مباشرة وعبر رسائل سرية حملها وسطاء للمرشد الإيراني أن نواياهم تجاه إيران تتلخص في نقطتين رئيسيتين اثنتين. أولاهما: أن أمريكا لا تسعى لتغيير النظام في إيران، ثانيتهما: أن واشنطن على استعداد للتفاوض على حل سلمي للملف النووي. ولا شك أنه لم يكن من السهل أن يصدق النظام الإيراني هذه الرسائل، فلازال صدى اتهام رئيس أمريكي سابق بأنهم جزء من دول (محور الشر) يتردد صداها في أمريكا وأنحاء أخرى من العالم. لكن تكرار الرسائل الأمريكية المباشرة وغير المباشرة جعلتهم يعيدون النظر في شكهم من نوايا إدارة أوباما، حيث كانت سوزان رايس، ممثلة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة من 2009 حتى 2013، تتحاور معهم باستمرار مؤكدة نوايا صديقها أوباما، وجاءت ترقيتها إلى منصب مستشار الأمن القومي ليعطي المزيد من المصداقية للنوايا التي تعبر عنها إدارة أوباما. واختار أوباما السيد بونييت تالوار، مساعد سابق لنائب الرئيس بودن، ليكون المسؤول الأول في البيت الأبيض عن الملف الإيراني تحت مسمى «المساعد الخاص للرئيس والمدير الأعلى لشؤون إيران والعراق ودول الخليج في مجلس الأمن القومي» (مسمى طويل ويعطي مؤشرات عن سياسة إدارة أوباما تجاه المنطقة)، والتقى تالوار، بشكل سري حسب تقارير صحفية، بمسؤولين إيرانيين في مسقط (عمان) واستوكهولم (السويد) مؤخراً لينقل لهم رسالة الرئيس أوباما في عدم رغبته تغيير النظام بطهران واستعداده للوصول مع هذا النظام إلى حل سلمي للملف النووي. ولا شك أن تسوية الملف النووي الإيراني سيكون لصالح منطقة الخليج، وباقي الشرق الأوسط. إلا أن المخاطر تأتي من اتجاهين، أولهما الطموح غير المحدود لإيران في سبيل الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأنها أحكمت قبضتها على العراق، وسيطرت على نظام بشار الأسد بسوريا، وتضخم وليدها (حزب الله في لبنان) وقويت شوكته عبر كميات السلاح والمال التي حصل عليها ودخوله سوريا غازياً مع القوات التي أرسلتها إيران من العراق وإيران، وانهيار عدد من الأنظمة العربية، وضياع البوصلة السياسية لتركيا بعد انهيار الرهان على حركة الإخوان المسلمين في المنطقة. والمخاطر الآتية من الاتجاه الثاني هي خطر تشكله إدارة أمريكية تسعى لتحقيق انتصار لرئيسها، حتى وإن اضطرت لتقديم تنازلات على حساب حلفائها وأصدقائها في الشرق الأوسط وخارجها. ومن المؤكد أن الإيراني الطموح اكتشف عبر تكاثر الوفود والرسائل السرية عن تهافت الأمريكي للوصول إلى (صفقة)، وسيسعى للاستفادة من ذلك لأقصى حد ممكن. وليس من الواضح فيما إذا كان الحزب الديمقراطي الذي يمثله الرئيس والإعلام اليساري المتعاطف معه سيسعى لتمرير أي اتفاقية عبر الكونجرس لتحقيق مكاسب انتخابية على حساب الحزب الآخر. ولكن احتمال الوصول إلى اتفاق تفرضه حاجة أوباما إليه، هو أمر قائم ومحتمل. ومن الأمور الدالة على توجهات إدارة أوباما ما تم تسريبه مؤخراً من أن سوزان رايس، مستشار الأمن القومي الجديد، كانت تعقد لقاءات أسبوعية كل سبت من شهري يوليو وأغسطس مع ستة من مساعديها لمراجعة سياسة أمريكا في الشرق الأوسط وإعـادة (تصحيحها) بناء على إطار وضعه الرئيس الأمريكي لها، وأشارت سوزان رايس في لقاء صحفي إلى أن سياسة أمريكا تجاه الشرق الأوسط هي الآن التركيز على التفاوض مع إيران للوصول إلى صفقة حول برنامجها النووي - والتوسط فيما بين الإسرائيليين والفلسطينيين سعياً للوصول إلى حـل سلمي. (وتنتهي هنا سياسة أوباما الجديدة تجاه الشـرق الأوسط)، مما يشكل تحدياً للنظام العربي، بما فيه دول مجلس التعاون الخليجي، حتى يسعى لوضع سياسته الخاصة به لمواجهة المجهول المعلوم لمستقبل هذه المنطقة. فهل يفعلها العرب؟! adnanksalah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (5) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :