قلت لكم أو لهم فور أن جاء ممتطياً حصان المجد العربي أفسحوا له كي يعيد ترتيب بيوتكم من جديد. أزعم أنني قلتها هنا في نفس هذا المكان عن دراية وخبرة لا عن تهويل أو تخمين.. وها أنا أكررها اليوم مرفقة بالشروط التالية: - تحملوا صراحته، فهو على دبلوماسيته وتواضعه وصبره، لا يقبل المناورة في الحق، ولا يطيق الغش والخداع. - اتقوا فراسته، فهو بالفعل ماهر في معرفته بواطن الأمور ليس من ظواهرها فقط، وإنما من دواخلها ودوافعها والمستهدف منها.. ولأن فرس - يفرس فروسية، وفراسة، وفروسة فهو بالفعل فارس. - تحملوا علاجه فهو من هؤلاء العرب الذين يؤمنون بأن آخر الدواء الكي.. والمعنى أنه بعد انقطاع طرق الشفاء يعالج به، ولذا كان أحد ما حمل عليه النهي عن الكي وجود طريق مرجو للشفاء! ولكي تتحملوه، ينبغي أن تجهزوا أنفسكم من الداخل.. من داخل القلوب قبل البيوت.. ومن داخل البيوت.. قبل الأحزاب والكتل والجماعات والحكومات والأنظمة.. هنا ينبغي كذلك أن تصارحوا أنفسكم بأن الأمة تعيش عصراً من فساد الأمكنة ولا نقول الأزمنة.. تلك هي الحقيقة الساطعة. - رصُّوا الصفوف، وأعيدوا ترتيب الأولويات والمهمات بما فيها مهمات إعلامكم ومنابركم وأحزابكم بل وجيوشكم.. جيوشكم العربية. - لتكن كل دولة على قلب رجل واحد بالفعل، وكل سياسة تبتغي وجه الله والوطن بالفعل، وكل خلاف أو نزاع انما في الحق وحول الحق بالفعل. - فاذا ما تم الصلح الداخلي في كل دولة على حدة، واذا ما تم توحيد الجيوش في كل دولة على حدة، وتهيئة النفوس للصلح والإصلاح في كل دولة على حدة تسهل مهمة الفارس السعودي العربي الجسور في التقريب بين كل دولة وأخرى، وكل طموح عربي وآخر.. ستتكامل الدول والطموحات الى ما يطمح فيه وله كل شعب عربي أبيّ وكل مواطن عربي مخلص. كل دول العالم تبحث عن تكتل كبير تنتمي اليه، وأنتم بطبيعة جغرافيتكم وتاريخكم وواقعكم «المؤلم طبعاً» تشكلون أهم التكتلات العالمية. كل دول العالم تبحث عن قواسم مشتركة، وأنتم في الأصل قاسم مشترك واحد.. في الدين واللغة.. في الارض والسماء. أقسم لكم أنكم الآن أمام فرصة تاريخية نادرة أخشى ألا تتكرر بعد سنوات أو حتى بعد عقود. ولأن الأمل معقود عليه، فامنحوه الفرصة لترتيب أوضاعكم من جديد، وجمع كلمتكم من جديد، بحيث تكون لكم جامعة عربية حقيقية، ومجالس عربية حقيقية وكيانات عربية حقيقية، ومواقف عربية حقيقية. حينها فقط ستحترمكم شعوبكم.. كلها.. ويحترمكم العالم.. كله! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :