القاهرة:الخليج أصدرت الهيئة المصرية العامة للكتاب، كتاب د. محمد دوير وعنوانه: «فلسفة الحكمة.. دراسة في إبستمولوجيا نيكولاس ماكسويل»، والكتاب دراسة في فلسفة العلم، ويطرح إشكالية مهمة، وهي ضرورة إعادة النظر في توجهات المعرفة العلمية الحالية، تلك التي أصابت العلم بأزمته الراهنة، ويقدم الكتاب، فيلسوفاً غربياً للمكتبة العربية لأول مرة؛ لكن لماذا ماكسويل؟ وما موقفه من المعرفة العلمية الحالية؟ ثم كيف تأسست الفكرة؟ يقول المؤلف: منذ منتصف الستينات تقريباً، وماكسويل يطرح أفكاره وتصوراته في مناهج وفلسفة العلوم؛ من خلال المؤلفات والدراسات في هذا التخصص المهم، وأهم هذه التصورات: دعوته إلى ثورة عقلانية شاملة في أهداف ومناهج العلم، تتحول من خلالها فلسفة المعرفة-التي تركز على تراكم المعارف العلمية وتوظيفها لمصلحة الإنسان وضد أخيه الإنسان أيضاً في أحيان كثيرة- إلى فلسفة الحكمة، التي تؤسس وجودها على نقد ونقض ذلك التصور. يرى الكتاب، أن التحول الرئيسي من فلسفة المعرفة إلى فلسفة الحكمة، يعني في أحد أهم صوره، التحول من حالة اكتساب المعرفة إلى وضعية جديدة نحو المزيد من تحضر العالم؛ ولذلك شهد الكتاب تحولات جذرية بين فصوله، من متن فلسفة العلوم في معظم الأحيان، وفي تماس مع هوامش التاريخ وعلم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد والسياسة والحكمة في بعض الأحيان. ولأن ماكسويل، يحاول أن يعيد الاتصال الذي انقطع بين الحكمة والمعرفة، وأن يحول اهتمامات العلم والعلماء ومراكز الأبحاث العلمية إلى إحداث قدر من التعاطف والتعاون العقلاني بين المعرفة والإنسان، ومن ثم يأتي الكتاب - وهو تحليل لفلسفة وفكر ماكسويل بالضرورة- كدمج وتفاعل دائم ومستمر بين المشكلات والقضايا الإبستمولوجية من ناحية، والقيم والمفاهيم الإنسانية العليا من ناحية أخرى. هذا الكتاب يعد بحثاً في فلسفة العلوم؛ لكنه يطل بناظريه على الاعتبارات المؤسسة لها، والدافعة لمقولاتها والمندفعة منها إلى فضاء العالم؛ ليكشف عن تلك الأزمة الكامنة في ثنايا البحث العلمي الحالي، أزمة انفصال العلم عن متطلبات الحياة الإنسانية، وأزمة انشغال العلم بالواقع، وتعظيم شؤون القوة وانفصال العلم عن الحلم، حلم البشرية بحياة أكثر تعاوناً. يتضمن الفصل الأول من هذا الكتاب، السيرة الذاتية للفيلسوف مع عرض لأهم مؤلفاته، ثم ينتقل إلى حيث المصادر الأساسية لفلسفة المعرفة، التي تلخصت في النزعة البيكونية، والثنائية الديكارتية، والأيديولوجية العلمية النيوتينية، وبرنامج التنوير التقليدي، تلك المصادر، التي أسهمت في ترسيخ مفاهيم فلسفة المعرفة؛ ومن خلالها انبثقت مشكلات المعرفة العلمية الحالية. يبحث الفصل الثاني في دوافع ومبررات الثورة العقلانية الشاملة، وفقاً لرؤية ماكسويل، التي تستند إلى جملة انتقادات جذرية في التكوين الحالي للمعرفة العلمية، بما يجعل من استمرارها على هذا المنوال أمراً بالغ الخطورة، ينذر بعواقب وخيمة على الجنس البشري، بينما يعرض الفصل الثالث لمصطلح الحكمة وتاريخه في الحضارات الشرقية والأديان السماوية، ثم يتحول إلى مناقشة تصورات فلسفة الحكمة الأساسية.
مشاركة :