المصداقية بين «الإعلام» و«التواصل الاجتماعي»

  • 2/19/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مارلين سلوم «تقليدي» أم غير تقليدي، سمّه كما شئت، إلاّ أنه سيبقى «الأصل» ومصدر الثقة الأول، مهما تطور الزمن ووسائله.الإعلام قادر على تطوير أدواته. هو الذي يجمع أهل القلم والفكر، والباحثين عن الخبر ومصدره الحقيقي، والمحققين في تبعاته، والمسلّطين الأضواء على الحقائق أينما كانت، والمتحدثين بلسان الناس وأوجاعهم وانتصاراتهم وإنجازاتهم.. هل يعجز عن تحديث وسائله ليواكب عصره، ويكون سبّاقاً كما كان دائماً في نقل الخبر وصنع الحدث؟.التقرير الذي تجريه شركة «إيدلمان» سنوياً، حول الثقة في الحكومات والمؤسسات ووسائل الإعلام وغيرها.. كشف عند نشره حديثاً، احتفاظ وسائل الإعلام «التقليدية» بثقة 65% من أصوات من شملتهم الدراسة، كونها «مصدر معلومات مهم»، مقارنة مع 43% لوسائل التواصل الاجتماعي. صحيح أن هذه الثقة تراجعت في 16 دولة، منها أمريكا وبريطانيا وروسيا وفرنسا وغيرها.. إلاّ أن حلول الإمارات الرابعة عالمياً في نسبة ثقة الجمهور بوسائل الإعلام التقليدية، وحصولها على 60 نقطة، وبزيادة أربع نقاط عن العام الماضي، يجعل كل إعلامي يزداد فخراً وإحساساً بالمسؤولية، ليتمسك أكثر فأكثر بالقارئ والمتابع، ويقدم له المزيد من الحرفة والمهنية والتميز والمصداقية في نشر الأخبار والمعلومات.يسميها البعض «حرباً» بين وسائل الإعلام التي نشأنا عليها، ووسائل التواصل الاجتماعي، بينما هي في الواقع مرحلة انتقالية طبيعية، تواجهها وسائل الإعلام بين الفترة والأخرى، أي كلما ابتكر أهل العلم تقنية جديدة أو طوّروا في التكنولوجيا وطرق انتشارها واستخدامها. وكان طبيعياً أن يضع أهل الإعلام أقلامهم «التقليدية» جانباً، ليسايروا التطور ويستخدموا التكنولوجيا، بل من واجبهم تطوير أدواتهم ليحافظوا على الصدارة في كسب ثقة الناس.ليس سهلاً أن تستسلم لفكرة تخلي القارئ عن الورق، وانتقاله إلى القراءة الإلكترونية، لذا تستوعب المرحلة وتبتكر أنت أيضاً متسلحاً بثقة الناس؛ وهل هناك أقوى منها لتتسلح به وتشحذ إرادتك؛ فتتقدم وتواكب الشباب والصغار، وشعارك الأول المصداقية، والخبر الأكيد والمؤكد، والسرعة والقدرة على الوصول إلى كل قارئ ومستمع ومشاهد أينما كان؟.الجيل الجديد يفضل التعامل مع الوسائل الإلكترونية، طبيعي طالما أنه يقرأ ويدرس ويحل واجباته المدرسية إلكترونياً، ويتواصل مع العالم كله عبر الآلة. ومن السهل أيضاً أن تصل إليه وسائل الإعلام بنفس الوسائل، شرط أن تعرف كيف تدربه على التمييز بين الخبر الصحيح والشائعات والأكاذيب، وتدربه على معنى «المصداقية» والتأكد منها قبل نقل المعلومات وإعادة نشرها. أما كيف يتدرب عليها؟؛ فمن خلال تأكده من أن «المصدر الموثوق به»، هو دائماً الوسيلة الإعلامية المشهود لها بصدقها وبخطها الواضح، وهي لسان حال البلد وأهله، وهي المرجع و«الأرشيف» إذا أراد المرء حفظ التاريخ أو استعادة أحداثه، وستبقى كذلك وإن غيرت حُلَّتها وسايرت عصرها. marlynsalloum@gmail.com

مشاركة :