تريثت «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية عمودها الفقري في شمال شرقي سوريا، في الرد على تصريحات قائد قوات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في سوريا والعراق الجنرال بول لاكاميرا وتحذيراته من توجه الأكراد نحو دمشق وموسكو.وطلب قائد في «قوات سوريا الديمقراطية» ببقاء جزء من القوات الأميركية في سوريا بعد لقائه قائد القيادة الأميركية الوسطى الجنرال جوزف فوتيل الذي قام بزيارة لمناطق سيطرة الأكراد برفقة قيادات أميركية عسكرية كبيرة، بحث فيها آخر التطورات المتعلقة بكيفية سحب القوات الأميركية من المنطقة وتنسيق الخطوة مع الأكراد.وكان الجنرال بول لاكاميرا أعلن أن الولايات المتحدة ستضطر إلى وقف مساعداتها العسكرية لقوات «قسد» إذا قرر مقاتلوها التحالف مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد أو روسيا لأن القانون الأميركي يمنع التعاون مع هذين الطرفين.وقال رئيس «هيئة العلاقات الخارجية في مقاطعة الجزيرة» عبد الكريم عمر لـ«الشرق الأوسط» إن الأكراد لم يتبلغوا أي موقف رسمي من الأميركيين، وأن هذا الموضوع يحتاج إلى توضيحات عدة قبل بحثه بشكل علني، لأنه معقد جدا ويرتبط بعوامل مختلفة، لها علاقة بالاتصالات الإقليمية والدولية لترتيب مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي من سوريا.وأضاف عمر أن الأكراد لن يتوجهوا نحو دمشق وموسكو إذا لم يتم ضمان مشاركتهم في أي حوار مستقبلي للحل في سوريا ومشاركتهم في لجنة صياغة الدستور والاعتراف بخصوصياتهم.من ناحيته، رفض مدير المركز الكردي للدراسات في ألمانيا نواف خليل لـ«الشرق الأوسط» تلك التحذيرات. وقال إن الأكراد هم من يطالبون الأميركيين بتحديد وتوضيح خياراتهم وإزالة الغموض المحيط بعملية انسحابهم من شمال سوريا. وأضاف أن تجربة الأكراد مع النظام معروفة وخطاب الرئيس بشار الأسد أول من أمس «دليل إضافي على غطرسة هذا النظام وإصراره على التمسك بالسياسات نفسها في علاقته سواء بالأكراد أو باقي أطراف المعارضة».من ناحية أخرى، أكد عبد الكريم عمر أن الخلاف التركي - الأميركي يتصاعد على خلفية قضايا عدة، لها علاقة بالنقاشات الساخنة التي تدور بين الطرفين حول الدور الذي تلعبه تركيا في مواجهة الجماعات المتشددة، بحسب عمر.وأضاف أن إصرار تركيا على صفقة صواريخ إس 400 الروسية قد تكون من بين الأسباب الرئيسية وراء إلغاء اللقاء بين وزيري دفاع الولايات المتحدة وتركيا الذي كان مقررا الأسبوع الماضي على هامش اجتماع وزراء حلف الناتو الذي عقد في بروكسل.وأكد عمر أن «أي اجتياح تركي لشمال سوريا سيشعل حروباً جديدة قد تمتد سنوات طويلة، فضلاً عن الكوارث الإنسانية التي ستنجم عنها، ونزوح مئات آلاف الأشخاص».
مشاركة :