تعرّض حزب العمال المعارض في بريطانيا لأضخم انشقاق منذ عام 1981، إذ استقال أمس 7 من نوابه وشكّلوا كتلة وسطية، متهمين زعيمه جيريمي كوربن بالتراخي في معالجة ملف اللاسامية في الحزب، وبالامتناع عن تبنّي معارضة قوية لمسألة انسحاب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت). وشكا هؤلاء من «خيانة» أوروبا، ومن أن الحزب «خطفته ألاعيب سياسية لليسار المتطرف»، لكن كوربن أعرب عن «خيبة»، لأنهم «شعروا بأننا لسنا قادرين على مواصلة العمل معاً من أجل سياسات حزب العمال التي ألهمت الملايين في آخر انتخابات (نيابية عام 2017)، وشهدت زيادة الأصوات المؤيّدة لنا بأضخم نسبة منذ العام 1945». وأضاف: «الآن أكثر من أي وقت هو وقت تقريب الناس من بعضهم، لبناء مستقبل أفضل لنا جميعاً». ويشكّل المستقيلون أضخم انشقاق في الحزب منذ العام 1981، عندما انفصل 4 نواب وشكّلوا مع آخرين الحزب الديموقراطي الاجتماعي الوسطي. وسيواصل النواب السبعة حضور جلسات مجلس العموم (البرلمان)، باسم «المجموعة المستقلة». وفاقم تحرّك هؤلاء حال فوضى سياسية تشهدها بريطانيا، مع اقتراب خروجها من الاتحاد الأوروبي، المرتقب في 29 آذار (مارس) المقبل، إذ إن المتمردين في حزب المحافظين الحاكم يتحيّنون اللحظة المناسبة للانقلاب على رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي تواجه معارضة قوية من الاتحاد لتعديل اتفاق توصل إليه الجانبان لـ«الطلاق»، بعدما رفضه البرلمان. والمستقيلون هم لوسيانا بيرغر وكريس ليزلي وأنجيلا سميث وغيفين شوكر ومايك غابس وشوكا أومونا. الأخير الذي قاد حملة لتنظيم استفتاء ثانٍ على «بريكزيت»، وكان مرشحاً محتملاً لقيادة الحزب، دعا إلى إيجاد «بديل» وسطي في السياسة البريطانية، قائلاً: «السياسة متصدعة، ولكن ليس بالضرورة أن تكون كذلك، لنتغيّر».
مشاركة :