تصاعد الأزمة بين إنفانتينو وقطر يعزز فرص نقل المونديال

  • 2/19/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر إعلاميةٌ غربيةٌ النقاب عن وجود أزمةٍ مكتومةٍ بين جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وكبار المسؤولين في قطر بفعل الخلاف المحتدم بين الجانبين، على خلفية إصرار إنفانتينو على زيادة عدد المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم المقبلة من 32 إلى 48 منتخباً، رغم افتقار الدوحة للتجهيزات اللازمة لاستضافة بطولةٍ بمثل هذا الحجم. وأشارت المصادر إلى أن هذه الأزمة بدت واضحةً خلال الزيارة التي قام بها إنفانتينو إلى العاصمة القطرية الأسبوع الماضي دون سابق إنذار لسلطاتها، وهي الثانية من نوعها خلال أقل من شهرين في مساعٍ محمومةٍ لحسم الخلافات التي تهدد بنقل المونديال إلى دولةٍ أخرى بخلاف قطر. وقالت المصادر عبر موقع «إنسايد وورلد فوتبول» المرموق -المعني بأنباء الرياضة العالمية- إن هذه التوترات ظلت قائمةً على الرغم من الحفاوة الظاهرية التي قوبل بها رئيس «الفيفا» من جانب كبار مسؤولي النظام القطري، وفي مقدمتهم حاكم قطر تميم بن حمد الذي ظهر في أكثر من صورةٍ مع المسؤول الأول عن المنظومة الكروية في العالم، خلال تفقدهما مركزاً لتطوير مهارات كرة القدم، يتبع مؤسسة «إسباير زون» في الدوحة. وتحيط شبهاتٌ كثيفةٌ بهذه الأكاديمية التي تأسست عام 2004، ويستغلها «نظام الحمدين» لتقديم رشاوى عينية للفرق الكروية العالمية التي يسعى للتواصل معها لأسبابٍ دعائيةٍ. ومن بين هذه الفرق؛ بايرن ميونيخ الألماني الذي واجه عاصفةً عاتيةً من الغضب في بلاده، بسبب اختياره لـ«إسباير» مكاناً لإقامة معسكر الإعداد الخاص به لسبع سنواتٍ على الأقل. كما يوجه خبراء كرويون اتهاماتٍ للمسؤولين عن هذا المرفق الكروي بأنهم يستخدمونه لسرقة المواهب الكروية من الدول الفقيرة في العالم، وإقناعهم بالحصول على جنسية قطر واللعب بألوان منتخبها، بدلاً من الانضمام إلى منتخبات دولهم الأم. وخلال زيارتهما للأكاديمية المشبوهة، تظاهر تميم ورئيس «الفيفا» -اللذان كانا يرتديان ملابس رياضية- بتبادل الدعابات أثناء مشاركتهما في إطلاق ضربة البداية لـ«اليوم الرياضي»، وهو إحدى الفعاليات التي استحدثتها قطر للزعم بأن لديها اهتماماً فعلياً بالرياضة، وذلك في محاولةٍ على ما يبدو لمواجهة الاتهامات الموجهة لها بالافتقار إلى أي تاريخٍ كرويٍ، رغم أنها ستنظم بعد أقل من أربع سنوات الحدث الكروي الأبرز في العالم بأسره. وألمح «إنسايد وورلد فوتبول» في تقريرٍ إخباريٍ إلى أن رحلة إنفانتينو الأخيرة إلى قطر كانت أشبه برحلة إلى «دولةٍ عدو»، بالنظر إلى أن تطبيق اقتراحه زيادة عدد المشاركين في مونديال 2022 سيشكل عبئاً لن تستطيع الدوحة تحمله، وسيُضاف إلى قائمةٍ طويلةٍ من المشكلات المعقدة التي تواجهها جراء تَبِعات سرقتها حق تنظيم كأس العالم. فالمعروف أن النظام القطري كان قد تعهد بتشييد تسعة ملاعب جديدةٍ وتجديد ثلاثةٍ قائمة بالفعل تحضيراً للبطولة، ولكن الخطط التي يتبناها حالياً تقتصر على بناء ثمانية ملاعب فقط، وهو العدد نفسه الذي شيدته الأرجنتين عام 1978 عندما احتضنت بطولةً شارك فيها 16 منتخباً فحسب، وليس 32 على الأقل كما هو مقررٌ في المونديال القادم، إن لم يمضِ «الفيفا» على طريق زيادة العدد إلى 48 حسبما يرجح الكثيرون. وترى أوساطٌ كرويةٌ وإعلاميةٌ غربيةٌ أن اتخاذ هذا القرار سيكون بمثابة «كابوسٍ وكارثةٍ حقيقيةٍ» بالنسبة لقطر، لأنه سيضطرها إلى تشييد أربعة ملاعب إضافية على الأقل، وهو ما لن تتمكن سلطاتها من إتمامه خلال الفترة المتبقية قبل انطلاق المباراة الافتتاحية للمونديال والمقررة في 21 نوفمبر 2022. كما أن إضافة 16 منتخباً إلى النهائيات ستشكل كذلك «كابوساً لوجيستياً» بالنسبة للمنظمين القطريين من أوجهٍ عدة، على رأسها مسألة القدرة على استضافة لاعبي هذه الفرق وإدارييها ومشجعيها، بالإضافة إلى الصحفيين والمصورين المرافقين لها. وقد تؤدي زيادة عدد المنتخبات -بحسب وسائل إعلامٍ أميركية- إلى انهيار منظومة البنية التحتية بالكامل في الدوحة، نظراً لأنه من المستحيل على الأجهزة المعنية هناك توسيع مرافق هذه المنظومة، لجعلها قادرةً على استيعاب تدفق الأعداد الإضافية من الزوار. وفي التقرير الذي حمل عنوان «اجعل أصدقاءك قريبين منك وأعداءك أقرب»، في إشارةٍ ضمنية للعلاقة الحالية بين إنفانتينو والنظام الحاكم في قطر، قال «إنسايد وورلد فوتبول» إن إصرار رئيس الاتحاد الدولي على التبكير بزيادة عدد فرق المونديال وتطبيق ذلك اعتباراً من النسخة المقبلة له، وليس اعتباراً من نسخة عام 2026 كما كان مقرراً سابقاً «سيجبر قطر على الأرجح على أن تتشارك في استضافته مع الدول المجاورة لها». لكن الموقع أكد أن هذا ليس بالأمر الهين في ضوء المقاطعة التي تفرضها الدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين) على «نظام الحمدين» منذ منتصف عام 2017، والتي ستجعل من المستبعد أن توافق أيٌ من هذه البلدان على استضافة جانبٍ من منافسات البطولة الكروية. وشدد التقرير على أن العزلة الخانقة التي تعاني منها قطر إقليمياً ودولياً، تزيد من تعقيد موقف إنفانتينو الذي سيصب الإسراع بتوسيع رقعة المشاركة في المونديال في صالحه بشكلٍ مباشرٍ، خاصة أنه يستعد لخوض الانتخابات على رئاسة «الفيفا» خلال العام المقبل. فزيادة عدد فرق كأس العالم سيدعم فرص إنفانتينو في الفوز بأصوات مزيدٍ من الاتحادات الوطنية في مناطق مثل أميركا الجنوبية التي ستعزز هذه الخطوة من حصتها في البطولة. ويعزز موقف رئيس «الفيفا في هذا الصدد التقديرات التي تشير إلى أن من شأن تفعيل مقترحاته ضخ عائداتٍ إضافيةٍ تُقدر بنحو مليار دولار في خزائن الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يخشى من انفضاض الرعاة الكبار من حوله، بفعل تشبثه بقراره المثير للجدل الذي اتُخِذَ قبل أكثر من ثماني سنواتٍ بتغليب كفة الدويلة المعزولة في المنافسة على استضافة كأس العالم، رغم أن منافسيها حينذاك مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، كانوا أكثر منها خبرةً في تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى. وقال «إنسايد وورلد فوتبول» في تقريره إن الخلاف الناشب بين النظام القطري ورئيس «الفيفا» حول ملف زيادة عدد فرق البطولة الكروية، خيم كذلك على الزيارة التي قام بها جياني إنفانتينو إلى الدوحة في ديسمبر الماضي، خاصةً أنه كان قد استغل وجوده هناك في ذلك الوقت لإطلاق تصريحاتٍ أكد فيها أن «غالبية» الاتحادات الوطنية لكرة القدم في العالم، تدعم فكرته الخاصة بالسماح لـ48 منتخباً بالتأهل لكأس العالم المقبلة التي ستُقام في أواخر الخريف لتفادي درجات الحرارة المُحرقة التي تسود قطر في فصل الصيف، وهو الموعد المعتاد لإقامة المونديال. وأبرز التقرير أحد الأوجه الرئيسة للأزمة الحالية بين تميم وإنفانتينو، والمتمثلة في تجاهل الاتحاد الدولي للكرة محاولات المسؤولين القطريين الاستئثار بالقول الفصل في مسألة زيادة عدد المنتخبات التي ستشارك في مونديال 2022، وتمسك مسؤولي «الفيفا» بالتأكيد على أن القرار النهائي في هذا الشأن سيُتخذ في مارس المقبل بعد الانتهاء من دراسة جدوى يتم إعدادها في الوقت الراهن حول ذلك الملف.

مشاركة :