الشيخة جواهر: «القافلة الوردية» تكاتف اجتماعي لمواجهة التحديات

  • 2/20/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة: «الخليج» أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ‬الرئيسة ‬المؤسسة ‬لجمعية ‬أصدقاء ‬مرضى ‬السرطان، أهمية التكاتف الاجتماعي الذي تجسده القافلة الوردية لمواجهة التحديات الصحية وفي مقدمتها سرطان الثدي، وأشارت إلى أن الوعي الصحي والوقاية من الأمراض هي إحدى سمات المجتمعات المتحضرة الحريصة على سلامة وكفاءة مواردها البشرية. ستبدأ مسيرة فرسان القافلة الوردية دورتها التاسعة يوم 23 فبراير لتنتهي في 1 مارس 2019، حيث تجوب الإمارات السبع على امتداد سبعة أيام لتقديم فحوص مجانية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتذكيرهم بأهمية المبادرة إلى إجراء فحوص طبية دورية إلى جانب توعيتهم بسبل الوقاية من المرض والتعامل معه بما يحافظ على معنويات المجتمع. واعتبرت سموها أن الصحة التي تشكل إحدى الركائز الأساسية الثلاث للمجتمعات إلى جانب المواطنة والمعرفة، هي حق وواجب في الوقت ذاته، موضحة أن من حق كل فرد في المجتمع أن يحصل على المساعدة والرعاية والعيش الكريم، وواجب عليه أن يحمي ذاته من الأمراض التي تستنزف موارد الدول ليكون فاعلاً في بناء وطنه والعمل على رفعته وازدهاره. ودعت سموها إلى حشد الجهود بين المؤسسات الاجتماعية والطبية والأكاديمية لتفعيل الاستراتيجية الوطنية لمكافحة سرطان الثدي، والاتفاق على آليات عملية لتنفيذها، بحيث تكون عملية الوقاية والمكافحة فعلاً يومياً ومستمراً. ونوهت سموها بأهمية غرس ثقافة الفحص الدوري لاكتشاف الأمراض مبكراً ومعالجتها، وقالت سموها: «ليس الهدف من القافلة الوردية إجراء الفحوص وتقديم العلاج فقط، بل بناء الفرد الواعي الذي يراعي صحته ويتابعها باستمرار ويقف بجدية أمام المخاطر التي قد تواجهه». وقالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: «في الوقت الذي يتحدث العالم عن أهمية استدامة الموارد الطبيعية، هناك حاجة دائمة للتذكير بأن استدامة الموارد البشرية والحفاظ على صحتها وسلامتها، مقدمة لنجاح مساعي الأمم نحو التنمية الشاملة والمستدامة، وشرط للتماسك والاستقرار الاجتماعيين اللذين يشكلان قاعدة المنجزات على مختلف الصعد». ودعت سموها الرجال والنساء إلى التقدم للكشف عن مرض سرطان الثدي الذي يصيب الجنسين على عكس ما هو سائد، لما لهذا الكشف من أهمية للشفاء من المرض وتخفيف المعاناة على الأسر. ونوهت سموها بأن معاناة فرد واحد من المرض ستنعكس سلباً على كافة أفراد أسرته ومن هم في محيطه الاجتماعي أو المهني، ما يجعل من الكشف الصحي بمثابة تعبير عن مسؤولية الأفراد تجاه من هم مرتبطون بهم بشكل أو بآخر.كما أكدت سموها أن فرص النجاة من هذا المرض تعتبر اليوم ممكنة جداً إذا اكتشف مبكراً نظراً للتطور الكبير الذي شهدته الأبحاث المتعلقة بإنتاج علاجات فعالة، ونبهت سمو الشيخة جواهر القاسمي من تبعات التراخي وتأجيل الفحص الطبي بفعل الخوف أو الخجل أوالانشغال بأمور الحياة، وقالت: «إن مبادرة القافلة الوردية انطلقت من المجتمع لخدمة المجتمع ووظفت في سبيل ذلك أفضل الكفاءات الطبية ووفرت مراكز للكشف الطبي في الإمارات السبع التي يجوبها فرسان القافلة، إلى جانب آليات متابعة العلاج لحين التخلص النهائي من المرض وما يحتاج اليه المريض بعد ذلك من تأهيل نفسي ومعنوي». وأشادت سموها بدعم المجتمع الإماراتي ومؤسساته في القطاعين العام والخاص لمساعي القافلة الوردية، معتبرةً إياها مظهراً حضارياً ومصدر فخر لنا جميعاً، وأشارت إلى أن الفضل في منجزات القافلة الوردية يعود للدعم اللامحدود من قبل القيادة الإماراتية والمؤسسات الأكاديمية والاقتصادية والإعلامية ومن التشكيلات الاجتماعية الشبابية والنسوية والرياضية. وقالت: «تجسد القافلة الوردية والتفاف المجتمع الإماراتي حولها، القيم الأصيلة التي ورثناها وتربينا عليها، وأشكال التعبير عن هذا الانتماء، على عكس ما قد يقوم به الفرد الذي يشعر بالإهمال والوحدة في مواجهة المرض». وتابعت سموها: «في نشاطات القافلة، نجد السمات الجميلة التي نسعى لترسيخها في مجتعمنا مجسدةً بأبهى صورها، حيث تشمل التطوع، والإيثار والتعاون، ما يجعل من فرسان القافلة الذين تطوعوا لنشر الوعي حماةً للأمن والاستقرار الاجتماعيين». يشار إلى أن القافلة الوردية تنظم في كل عام مسيرة فرسانها التي تجوب إمارات الدولة السبع معززةً الوعي بسرطان الثدي، وتقدم الفحوص المجانية للكشف المبكر عنه للمراجعين من كل فئات المجتمع الإماراتي رجالاً ونساءً، مواطنين ومقيمين، من خلال مسار العيادات الطبية، الذي يضم كل عام أكثر من 30 عيادة ثابتة ومتنقلة، و200 كادر طبي، وأسهمت جهود الفرق الطبية خلال الأعوام الماضية في تحقيق إنجازات كبيرة تمثلت في تقديم الفحوص لأكثر من 56 ألف شخص، والتي سجلت 61 حالة تم تحويلها للعلاج.ودشنت القافلة الوردية في فبراير 2018 عيادتها الطبية المتنقلة الدائمة التي مثلت نقلة نوعية في مسيرة عملها، كونها توفر حزمة من الخدمات الطبية المجانية للمجتمع الإماراتي على مدار العام، بدلاً من توفيرها خلال فترة مسيرة فرسان القافلة الوردية السنوية، أبرزها الفحص السريري للكشف عن سرطان الثدي بتقنية الماموغرام الإشعاعي الثلاثي الأبعاد، وفحص سرطان عنق الرحم المعروف ب«مسحة باب»، الذي يعد أول خدمة تضاف عالمياً إلى وحدة طبية متنقلة، إلى جانب مجموعة من الفحوص الطبية الأخرى ومن بينها فحص السكر، وضغط الدم، وهشاشة العظام، وقياس الطول والوزن.

مشاركة :