نيودلهي – الوكالات: طالبت الحكومة الهندية أمس باكستان باتخاذ إجراء «موثوق وواضح» بعد اعتداء انتحاري في كشمير، مع رفضها لعرض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان تقديم المساعدة في التحقيق في الاعتداء. ومع تجدد التوتر بين البلدين المجاورين اللذين يملكان أسلحة نووية، طالب خان في وقت سابق من امس الهند بتقديم «أدلة فعلية» على ادعائها بأن باكستان دعمت منفذ الهجوم الانتحاري. وعرض خان مساعدة الهند في التحقيق في الهجوم، مؤكدا في الوقت نفسه أن باكستان ستردّ إذا ما اعتدي عليها على خلفية التفجير الذي تبناه تنظيم «جيش محمد» المتمركز في باكستان وأسفر عن 41 قتيلاً من الجيش الهندي. وقالت الخارجية الهندية في بيان إن «رئيس وزراء باكستان عرض التحقيق في المسألة إذا قدمت الهند دليلاً. يا لها من حجة واهية». وتابع البيان «نطلب من باكستان التوقف عن تضليل المجتمع الدولي وأن تتخذ إجراء موثوقا وواضحا ضد المتورطين في هجوم بولواما الإرهابي». ومنذ اعتداء الخميس على عسكريين هنود في مقاطعة بولواما في كشمير، أطلقت القوات الهندية عملية واسعة النطاق ضد «جيش محمد». وأكد مسؤولون هنود امس أن أربعة عسكريين ومدنيا هنديًا قتلوا في تبادل لإطلاق النار الاثنين. وقال الجيش الهندي إن التفجير الانتحاري «خطط له» جهاز الاستخبارات الباكستاني القوي. وتنفي باكستان علاقتها بالهجوم، بينما أكد عمران خان في خطاب وطني بثّ على التلفزيون أنه إذا اعتدي عليها «فإن باكستان لن تفكّر في الانتقام فحسب بل ستنتقم فعلاً». وسار الآلاف في المدن الهندية في الأيام الأخيرة تكريمًا لضحايا الهجوم، ومطالبين الحكومة بردّ حازم. وقامت الحكومة الهندية بالفعل بسحب امتيازات تجارية لباكستان، وأنهت حماية الشرطة لأربعة قادة كشميريين انفصاليين، كما علّقت بعض الخدمات عبر الحدود. وقال خان إن نظيره الهندي ناريندا مودي سينال دفعًا انتخابيًا قبل الانتخابات المرتقبة، إذا ما أقدمت نيودلهي على مهاجمة باكستان. وتابع «من السهل إشعال حرب»، آملاً أن «يسود التعقل». وأكد خان أن أي تنظيم يستخدم الأراضي الباكستانية لشن هجمات فإن «مشكلته معنا. إن هذا يتعارض مع مصالحنا». وفي وقت سابق امس، طلب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التدخل في هذا العنف المتصاعد. وكتب قرشي «على الأمم المتحدة التدخل لنزع فتيل التوتر»، وذلك في رسالة شاركها مع الصحفيين. والاثنين، تعهدت السعودية بالعمل على «تهدئة» الأوضاع خلال زيارة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لإسلام أباد. ووصل امس إلى نيودلهي في زيارة تستغرق يومين.
مشاركة :