طالب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان نيودلهي بـ «أدلة» تثبت تورط إسلام آباد بتفجير انتحاري أسفر عن مقتل 44 شرطياً هندياً في كشمير، ولوّح بردّ على أي هجوم تتعرّض له بلاده. لكن نيودلهي أصرّت على اتهاماتها، وطالبت إسلام آباد باتخاذ إجراء «واضح». وتبنّت جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان الهجوم، والتي اعتبرها الجنرال كنوال جيت سنغ ديلون، ابرز قائد عسكري هندي في كشمير، «صنيعة الجيش الباكستاني وجهاز الاستخبارات الباكستانية». وأعلن أن قواته قتلت ثلاثة متشددين، بينهم باكستانيان أحدهما مدبّر التفجير الانتحاري الذي رأى انه «كان بتوجيه من خارج الحدود، من أجهزة الاستخبارات الباكستانية وباكستان وقادة جيش محمد». واضاف في سريناغار، العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير: «أطالب كل الأمهات في كشمير بأن يطلبن من أبنائهنّ الذين انضمّوا الى الإرهاب، بالاستسلام والعودة إلى المواطنين. وإذا لم يحدث ذلك، سيُقتل أي شخص يحمل السلاح»، علماً أن العنف متواصل في كشمير، اذ قُتل 9 عسكريين هنود الاثنين في معارك مع مسلحين. ونفذ التفجير الانتحاري شاب عمره 20 سنة، قال والداه إنه انضمّ الى جماعة متشددة بعدما ضربته القوات الهندية قبل 3 سنوات. وخاطب خان قادة الهند، قائلاً: «إذا كانت لديكم أدلة قابلة للاستخدام على تورط باكستانيين، أعطونا إياها وأضمن لكم أننا سنتخذ إجراءات». واضاف أنه إذا كانت هناك جماعات تستخدم الأراضي الباكستانية لإطلاق هجمات، «فهي خصم لنا، وما تفعله هو ضدّ مصلحتنا». ورأى أن «إشعال حرب سهل جداً»، آملاً بأن «يسود المنطق». وحذر الهند من شنّ هجوم على بلاده، قائلاً إن «باكستان لن تفكّر بالانتقام فحسب، بل ستنتقم». جاء ذلك بعدما طالب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بـ «التدخل لنزع فتيل التوتر» مع نيودلهي. واضاف مخاطباً غوتيريش: «من السخيف الزجّ بباكستان، حتى قبل إجراء تحقيقات. ألفت انتباهك على نحو عاجل إلى تدهور الوضع الأمني في منطقتنا، بسبب تهديد من الهند باستخدام القوة ضد باكستان». وحذر السفير الباكستاني في كابول زاهد نصر الله من أن محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة «طالبان» الأفغانية ستتأثر، إذا لجأت الهند إلى القوة رداً على هجوم كشمير. في المقابل، علّقت الخارجية الهندية على خطاب خان، ببيان ورد فيه: «نطالب باكستان بالتوقف عن تضليل المجتمع الدولي وبأن تتخذ إجراءً موثوقاً وواضحاً ضد المتورطين بالهجوم، وضد الهجمات الإرهابية والجماعات الإرهابية التي تنشط في مناطق تحت سيطرتها». وتابع البيان أن خان «لم يدن هذا الفعل الشنيع ولم يقدّم تعازٍ للعائلات المفجوعة. رئيس الوزراء الباكستاني عرض التحقيق في المسألة، إذا قدّمت الهند دليلاً. إنها حجة واهية».
مشاركة :