بيروت: «الشرق الأوسط» عقد وفد من الهيئة الرئاسية في الائتلاف السوري المعارض يوم أمس الاثنين سلسلة اجتماعات مع مسؤولين في الخارجية السعودية بإطار جولة عربية وأوروبية أولى لخالد خوجة بعد انتخابه الشهر الماضي رئيسا للائتلاف. وضم الوفد الذي التقى المسؤولين السعوديين إلى خوجة، نائبيه هشام مروة ونغم الغادري. ووصف مروة في اتصال مع «الشرق الأوسط» الاجتماعات التي جرت بـ«الإيجابية والودية»، لافتا إلى أنهم لمسوا «حرص المملكة على وحدة الائتلاف والمعارضة ودعمها غير المحدود للثورة السورية والائتلاف». وأشار مروة إلى أن الوفد قدم خلال الاجتماعات شرحا للخطة الرئاسية الجديدة ولآليات العمل المتبعة من قبل الهيئة، كما عرض لاحتياجات الائتلاف والمعارضة. وأضاف: «تلقينا رسائل واضحة بدعم المملكة للائتلاف ولجهوده، ويمكن الحديث عن وجهات نظر متطابقة بين الطرفين». ولم يتم التطرق لملف تدريب المعارضة السورية بإسهاب، باعتبار أن تركيا والولايات المتحدة هما الدولتان المعنيتان حاليا بشكل أساسي بالموضوع، بحسب تعبير مروة، لافتا إلى تأكيد المملكة دعمها للجيش الحر وللمعارضة المعتدلة في مواجهة الإرهاب. وأضاف: «لقد توافقنا على أن النظام السوري يسعى لطرح نفسه شريكا بمكافحة إرهاب أوجده هو، سعيا للهروب إلى الأمام». وتطرق الطرفان السعودي والسوري المعارض إلى خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، لـ«وقف القتال بحلب» التي سبق أن أعلن النظام السوري موافقته عليها، وقال مروة إن «المملكة تدعم بالكامل موقف الائتلاف منها لجهة وجوب أن يكون الحل شاملا وغير مجتزأ ويستند إلى بيان (جنيف 1)»، لافتا إلى أن «وفدا من الائتلاف سيلتقي في اليومين المقبلين دي ميستورا لاستيضاح مواقفه الأخيرة وتفاصيل الخطة ليكون لنا موقف رسمي منها». ومن المتوقع أن يعود وفد الائتلاف إلى تركيا بعد زيارة السعودية، على أن يستكمل جولته في 5 مارس (آذار) المقبل منتقلا إلى باريس وبعدها إلى ألمانيا، بحسب مصادر بارزة في الائتلاف. وكان دي ميستورا قد أدلى بإفادته حول محادثاته مع النظام السوري الأسبوع الماضي للدول الأعضاء في مجلس الأمن. وأكد موافقة الرئيس السوري بشار الأسد على خطة تجميد القتال في مدينة حلب لمدة 6 أسابيع، لكنه لم يستطع توضيح الوقت المحدد ليصبح اتفاق وقف القتال نافذا. من جهة أخرى، أعلنت المديرة العامة لبرنامج الغذاء العالمي ارثارين كوسين أن أبرز وكالات الأمم المتحدة مستعدة لدخول حلب «في اليوم نفسه» لإعلان هدنة فيها من أجل تقديم المساعدة للسكان. وقالت كوسين في مؤتمر صحافي: «تبادلنا الرسائل الإلكترونية طوال نهاية الأسبوع مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) ومنظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومع زملائي في برنامج الغذاء العالمي على المستوى الإقليمي وفي البلاد لتحضير هذه المناسبة وحتى نكون جاهزين». وأوضحت كوسين «ستكون لدينا قافلة من كل الوكالات مع شركائنا كالهلال الأحمر السوري، لدخولها في أسرع ما يمكن». وتتقاسم السيطرة على مدينة حلب منذ يوليو (تموز) 2012 القوات النظامية (في الغرب) وقوى المعارضة (في الشرق)، ولا تبدو الأخيرة متحمسة كثيرا للسير بخطة المبعوث الدولي وهي تدفع باتجاه توسيعها وتسعى ليكون الحل شاملا.
مشاركة :