الخرطوم - (الوكالات): حذر مسؤول أمريكي بارز الأربعاء من أن «العنف المفرط» الذي تستخدمه قوات الأمن السودانية لقمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة يمكن أن يهدد المحادثات لشطب السودان من قائمة واشنطن للدول الراعية للإرهاب. وصرح مدير شؤون إفريقيا في مجلس الأمن القومي الأمريكي سيريل سارتور الذي يزور الخرطوم لوكالة فرانس برس «من غير المقبول مطلقاً أن تستخدم قوات الأمن القوة المفرطة لقمع المتظاهرين، اضافة الى التوقيفات من دون اتهامات وكذلك اللجوء الى العنف والتعذيب». واضاف المسؤول الأمريكي «ليس هناك أي سبب لقتل أي كان». وتابع أن «التطورات التي تشهدها البلاد حاليا تهدد عملية التفاوض بين الولايات المتحدة وحكومة السودان والتي قد تؤدي الى شطب السودان من قائمة الدول التي تدعم الارهاب». وقررت إدارة دونالد ترامب العام 2017 رفع بعض العقوبات المفروضة على السودان منذ 1997. لكن الولايات المتحدة أبقت الخرطوم على قائمة الدول الداعمة للإرهاب. وإلى ذلك بحث رئيس مجلس الوزراء السوداني وزير المالية معتز موسى أمس الاربعاء مع المسؤول الأمريكي الاوضاع الاقتصادية والسياسية في السودان. ووصل المسؤول الامريكي إلى الخرطوم يوم الأحد الماضي على رأس وفد أمريكي لبحث عدد من الملفات المتصلة بالبلدين، بينها الحوار الامريكي السوداني. وسيطر الحراك الشعبي والعنف الذي تواجه به السلطات السودانية المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ شهرين، على مباحثات الجانبين أمس حسبما افادت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية. وقال وزير الدولة بوزارة المالية طارق شلبي، في تصريحات صحفية عقب الاجتماع، إن “رئيس الوزراء معتز موسى قدم خلال اللقاء شرحا للأوضاع الاقتصادية والسياسية التي تمر بها البلاد، فضلا عن الحلول الخاصة بتجاوز التحديات الاقتصادية. وأشار الى أن الطرفين ناقشا إمكانية دفع الاجراءات البنكية والتحويلات عبر البنوك المختلفة، باعتباره بندا اساسيا وأحد مخرجات المرحلة الاولى لقرار رفع العقوبات الامريكية عن السودان الذي اتخذ قبل نحو عامين. وتتزامن زيارة المسؤول الأمريكي للخرطوم مع مليونية دعا اليها تجمع المهنيين وحلفاؤه في قوى الحرية والتغيير اليوم الخميس بالعاصمة الخرطوم، لتكون نقطة التلاقي عند القصر الرئاسي. وأعلن التجمع، في بيان له، مشاركة قيادته فضلا عن قيادات القوى المعارضة في تظاهرات الخميس التي أطلق عليها «موكب الرحيل».