تأتى الزيارة التى يقوم بها صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الى الصين من أجل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وفتح افاقا اوسع من التعاون فى جميع المجالاتوالتاريخ يسجل للعلاقة بين الدولتين منذ ما يقرب من 80 عاما رصيدا كبيرا من الاحترام المتبادل، وارتكازها في مضمونها على الملفات ذات الأهمية، مثل الملفات الاقتصادية والسياسية؛ وأهمها: العمل على دفع عملية السلام في الشرق الأوسط، والدعم الصيني لموقف من القضية الفلسطينية، ودعم حق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.نمو متواصلوتشهد العلاقات بين البلدين نمواً متواصلاً على جميع المستويات، ويعزز ذلك الزياراتُ المتبادلة بين كبار المسؤولين في الرياض وبكين.وبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نمواً قياسياً خلال السنوات العشر الأخيرة؛ حيث تجاوَزَ أكثر من 73 مليار دولار في 2013.طريق الحريرفي القرن التاسع عشر أطلق الجغرافي الألماني فرديناند فون ريتشهوفتن اسم "طريق الحرير" على الطرق البرية والبحرية التي كانت القوافل والسفن تسلكها، مروراً بجنوب الصين، وعبر الروابط البحرية والبرية مع أنطاكيا التركية وجغرافيات أخرى، وهو الطريق الذي كان سبباً في ازدهار عدد كبير من الحضارات القديمة مثل الحضارة الهندية والرومانية والصينية وحضارات أخرى.وما بين القرن 19 والقرن 21، توسع طريق الحرير ليشمل الأرض والبحر والجو، ولتصبح الصادرات والواردات لا تسلك طريق حرير واحداً؛ بل طريق الذهب والنفط والتحالفات الاستراتيجية، التي جعلت الاقتصاد السعودي يرسم طرقاً حريرية أخرى أساسها النفط.تاريخ قديمويبلغ عمر العلاقات بين البدين في التاريخ الحديث نحو 80 عاماً، حين قررت الرياض في عام 1939 التمهيد لعلاقات سياسية قوية مع بكين؛ هذا القرار استغرق ستة أعوام قبل توقيع أول معاهدة صداقة بين البلدين في 15 من نوفمبر 1946 في جدة.تعزيز الشراكةوفي الفترة بين 1991 و1998، شَهِدت العلاقات بين البلدين تطوراً ملحوظاً تَلَخّص في 16 زيارة واتفاقيات تعاون رفيعة المستوى في مختلف المجالات؛ لتتوج بزيارة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حين كان ولياً للعهد في 1998؛ لتعد حينها الزيارة الأعلى مستوى من ناحية الوفد الرسمي للجانب السعودي إلى الصين، وهي الزيارة التي وصف فيها الملك عبدالله، الصينَ بأنها أفضل صديق للمملكة.زيارات متبادلةوسبق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن زار الصين عندما كان ولياً للعهد في 2014، وشهدت هذه الزيارة مباحثات تشمل ثلاثة ملفات مهمة سياسية واقتصادية وعسكرية.وقد شهدت زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة في يناير 2016 توقيعَ 14 اتفاقية، تَنَوّعت في مجالات الفضاء والعلوم والطاقة المتجددة، وهي في طور التطبيق ميدانياً؛ مما دفع علاقة البلدين إلى الأمام؛ حيث أُعلن خلال الزيارة رفع مستواها إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، كما تم الاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة رفيعة المستوى.وعكست هذه الزيارة -من خلال الأرقام والحقائق- مدى عُمق وثبات العلاقة، وبيّنت سعي البلدين للانطلاق في طريق الشراكة لتحقيق أهدافهما الوطنية، ورفع مستوى العلاقة الذي اعتمد على المنافع الاقتصادية المتبادلة كأساس يستند عليه في سوق مشتركة ما زالت تجذب المزيد من الشركات في كلا البلدين.
مشاركة :