طالب أشهر المكفوفين على مستوى المملكة يتقدّمهم الدكتور عبد الرزاق التركي، وطفلة الشلل الدماغي "حصة"؛ بإنشاء مراكز متخصصة لتأهيل أسر ذوي الإعاقة، وذلك خلال لقاء جمع أشهر المكفوفين من كل أنحاء الوطن. وقال الدكتور التركي: إن الحاجة ملحة لإنشاء مراكز متخصصة لتأهيل أسر ذوي الإعاقة، وإن كان في المملكة بعض منها، ولكن قليل جداً، وينقصها الكثير، على حد قوله. وأضاف: الأسرة عندما يصبح لديها معاق تكون مشتتة ومتخبطة بحيث تمر بمرحلة صدمة، وقد يأخذها الجهل لرفض هذا الوقع، والبعض يتعرّض للإهمال والحبس في المنزل لسنوات، والآخر يختار أن يبحث بشغف عن حلول ولكن لا يجد استراتيجية واضحة للمضي قدماً لتأهيل ابنهم. وتابع "التركي" قائلًا: "بغض النظر عن نوع الإعاقة تحتاج الأسرة لتوجيهٍ بشكل مكثف من قبل جهة متخصصة في هذا الأمر؛ حتى تُلم بكل ما يحتاجه ابنها من تشخيص سليم للحالة ومن تدخل مبكر، وحتى وصوله لمرحلة الدراسة، فتتخبط الأسرة بين أن يكون في مدرسة دمج تابع لوزارة التعليم، أو يكون في مركز رعاية نهاري تابع لوزارة العمل، فنحن نتمنى ونطالب بأن تكثف هذه المراكز المتخصصة التي تكون بمثابة مرشد للأسرة". ووجه نصيحة لذوي الإعاقة، وقال: أتمنى من المعاق أن يستمد الثقة أولاً من نفسه، ويدعمها ويعززها المجتمع، ولكن ما نريد توضيحه أن المعاق لا يقتصر توظيفه فقط على سنترال أو إمام مسجد، فالمعاق مستعد أن يعمل في أي وظيفة كانت، شرط توفر ثلاثة شروط: الثقة به، وتدريبه التدريب اللازم للعمل المناط به، وتوفير الأجهزة اللازمة له لأداء عمله. يذكر أن الدكتور عبد الرزاق التركي، أصيب بالعمى وعمره عام ونصف، وعاش طفولته كباقي الأطفال من مرح ولعب حتى وصل لعمر ست سنوات؛ حيث واجه أكبر صعوبة، فعندما أراد الدخول للمدرسة لم يوجد بالمنطقة الشرقية مدرسة خاصة بالمكفوفين في ذلك الوقت، إلا في الأحساء، وكان الطريق لها صعبًا. وأحضر له والده مدرسين خصوصيين للمنزل؛ لتدريسه جميع المواد، وواصل التعليم حتى أنهى المرحلة الثانوية، ولكن دون شهادة، فتوجه لمعهد النور للمكفوفين ووجد أنه مضطر إلى إعادة المرحلة الابتدائية، وبعد سلسلة عقبات أكمل دراسته في المعهد حتى أنهى الثانوية ثم أكمل دراسته في بريطانيا، وواصل دراسته حتى حصل على ماجستير تربية خاصة من جامعة واشنطن، ثم ماجستير آخر في العلاقات الدولية.
مشاركة :