أكد مختصون وأكاديميون في الملتقى العلمي للتعلم النشط بالرياض، أهمية الانتقال من التعليم التقليدي القائم على أسلوب التلقين والإلقاء والمحاضرة إلى التعلم النشط والذي يركز على أدوار الطلاب بصفتهم متعلمين فاعلين ونشطين في اكتساب المعرفة وتطبيقها في مواقف جديدة، حيث يعد برنامج التعلم النشط أحد البرامج التطويرية المناسبة لهذه الأيام. وفي التفاصيل، جاء ذلك خلال كلمة لمدير الإشراف التربوي بالإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض خالد الدوسري بمناسبة الملتقى الذي نفذته الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض ممثلة في مكتب التعليم بقرطبة على مدى يومين في ابتدائية الابتكارية الثانية في حي أشبيليا، وذلك بحضور مدير مكتب التعليم بقرطبة سهم الدعجاني. وقال "الدوسري": "لدينا في المملكة - ولله الحمد - معلمون قادرون على إيجاد بيئة تعليمية نشطة قادرة على نقل المملكة في مصاف الدول المتقدمة ومواكبة تطلعات حكومتنا الرشيدة تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وملبية لمتطلبات الرؤية الطموحة 2030". وأوضح مدير إدارة الإشراف التربوي، أن الملتقى اشتمل على معرض عن التعلم النشط تم فيه عرض 16 أسلوباً من أساليب التعلم النشط قدمها معلمون متميزون في هذا المجال، وسبع أوراق علمية مقسمة على يومين. وقدّم الدكتور محمد الشهري في اليوم الأول ورقة عمل بعنوان: "التعلُّم النشط كأساس من أسس الإبداع"، حث فيها على الابتعاد عن التعليم التقليدي الذي يعتمد على التلقين ويكرس الفردية والتنافسية لتحقيق التفوق الفردي الذي يصل إليه الطلاب عن طريق الحفظ والاستظهار للمعلومات، ما أسهم في ظهور اتجاهات سلبية بين أفراد المجتمع وليحل محلها إعلاء قيم التعاون والمشاركة التي يؤكد عليها ديننا الإسلامي الحنيف. ومن ناحيته، قدّم مسفّر الغامدي ورقة عمل بعنوان: "دور قائد المدرسة في نجاح عملية التعلم النشط" الذي يتمثل في اعتماد التعلم النشط كنظام إداري وفني وتزويد أعضاء الإدارة والمعلمين بالمعلومات التي يحتاجون إليها، وتوضيح أدوارهم ومسؤولياتهم وصلاحياتهم وأسلوب العمل وفق نماذج الوزارة، وإتاحة الفرصة للتعاون مع الطلبة وأخذ آرائهم وتصوراتهم في الأمور التي تعينهم على ممارسة وتفعيل التعلم النشط وتهيئة الجو العام في المدرسة بالإيجابية والدعم والمشاركة والمسؤولية والاحترام ورسم إجراءات واضحة ومحددة لتقويم الجهود والإنجازات المتميزة التي يقوم بها العاملون مع الجهات الإشرافية وتقوم المدرسة بتشجيعهم على الاستمرار في تميزهم". وقدم حمود العمار ورقة عمل بعنوان: "دور رائد النشـاط في تفعيل التعـلم النشـط"، التي حث فيها رائد النشاط على استكمال وتعزيز دور التعلم النشط خارج غرفة الصف، من خلال إشراك الطلاب في الإعداد والتنفيذ حيث تستطيع الأنشطة الطلابية السليمة أن تقدم التعلم بأسلوب ذكي، عبر إضافة ممارسات تدريسية تراعي التعدد والاختلاف بين المتعلمين". وفِي اليوم الثاني، قدم مجاهد الكنهل ورقة عمل بعنوان: "مدخل إلى التعلم النشط"، أوضح فيها أن "التعلم النشط يزيد من اندماج الطلاب في العمل ويجعل التعلم متعة وبهجة وينمي العلاقات الاجتماعية بين الطلاب وبعضهم بعضا وبين المعلم، كما أنه ينمي الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأي وينمي الدافعية في إتقان العمل، إضافة إلى أنه يعود الطلاب على اتباع قواعد العمل وينمي لديهم القيم الإسلامية والاتجاهات الإيجابية ويساعد على إيجاد تفاعل إيجابي بين الطلاب ويعزز روح المسؤولية والمبادرة لديهم". وقدم ماجد العنزي ورقة عمل بعنوان: "دور المرشد الطلابي في التعلم النشط"، شدد فيها على التعاون مع طاقم المدرسة في تقديم الإرشاد والعون للطلاب وتقديم برنامج توجيه وإرشاد للطلاب الجدد لضمان فهمهم لأنواع البرامج المقدمة وتقديم خدمات الرعاية والإرشاد للطلاب منخفضي التحصيل وذوي المشكلات، مشيراً إلى أنه لا بد أن تتوافق الخدمات الطلابية المقدمة مع متطلبات الصحة والسلامة وتبنّي أعمال الطلاب المتميزة وزيادة دافعية الطلاب للتعلم والانتماء للمدرسة من خلال التعلم النشط وتزويد من يحتاج بالأدوات والمواد التي يتعذر على ولي أمر الطالب توفيرها. واستعرض عبدالرحمن الزهراني تجربته في التعلم النشط، حيث اختصرها في جملة: "التعلم النشط قل لي وسأنسى, أرني ولعلي أتذكر, أشركني وسأفهم". واختتمت الأوراق بورقة عمل عنوانها: "التعلم النشط والتفكير الرياضي"، قدمها محمد عليمي، وبين فيها أن "التعلم النشط يركز على أعمال العقل وأن يتعلم الطلاب بأنفسهم، ما يجعلهم منهمكين في التعلم ومستمتعين به. وحيث إن الرياضيات مادة تفكير تحتاج إلى تبسيط لفهمها عند عديد من الطلبة، وقد يظن بعض المعلمين أنه من الصعوبة تطبيق نموذج التعلم النشط في مادة الرياضيات لذلك تم إعداد ورقة العمل لتكون عونا لمعلمي الرياضيات في تطبيق التعلم النشط". ومن جانبه، أوضح مدير مكتب التعليم بقرطبة سهم الدعجاني أن الملتقى يأتي ضمن خطة وبرامج الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض للتعلم النشط، التي تركز على تعزيز المهارات والتأكيد على متابعة مرحلة تمهين التعلم النشط بمتابعة مجلس التعلم النشط في الإدارة. وقال الدعجاني "إن جميع الأوراق التي قدمت والأساليب التدريسية التي تم عرضها كلها قدمها زملاء نفذوها في الميدان وأثبتت جدواها، والتي بدورها تعزز دور المعلم في تفعيل دور الطالب وإيجاد إيجابية في التواصل بين أطراف العملية التعليمية على أن يتمثل دور المعلم في أن يحاضر بدرجة أقل وأن يوجه الطلاب إلى اكتشاف المادة التعليمية التي تؤدي إلى فهم المنهج المدرسي بدرجة أكبر".
مشاركة :