دبي: عثمان حسن استضافت مؤسسة العويس الثقافية مساء أمس الأول في مقرها في دبي الشاعر والباحث في التراث العراقي مؤيد الشيباني، في أمسية متخصصة تناولت تجربة الشاعرة الإماراتية عوشة بنت خليفة السويدي «فتاة العرب» تحت عنوان (مغاصات المكان في شعر فتاة العرب) وقدمه فيها الشاعر الإماراتي محمود نور، الذي عرف بتجربة مؤيد الشيباني، كما ألقى خلال الأمسية نماذج من أشعار «فتاة العرب» سلطت الضوء على عمق وثراء تجربتها الشعرية. بدأ الشيباني حديثه بالإشارة إلى كتابه الجديد «بحر عوشة.. مغاصات المكان في شعر فتاة العرب الشاعرة عوشة بنت خليفة السويدي» الذي استغرقه نحو عشر سنوات، و صدر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ضمن سلسلة «أعلام من الإمارات». ثمة تفاصيل كثيرة تعرف بالشاعرة عوشة من حيث نشأتها وبزوغ موهبتها الأدبية، وهي طفلة لم تتجاوز العشر سنوات مروراً بتطور هذه التجربة التي سجلت منجزاً شعرياً إماراتياً حقيقياً. وقال الشيباني: «إن أبرز ما يصادفك وأنت تقرأ ديوان فتاة العرب، ذلك الكم الهائل من الدلالات والمضامين والرموز الثقافية، بمعطياتها المكانية والتاريخية والاجتماعية على شكل مفردات وصور شعرية ثابتة في مكانها فنياً، وسابحة في فضاء المعرفة موضوعياً». ورصد الشيباني سيرة الشاعرة فتاة العرب (1920 2018) والتي تعد كما وصفها رائدة من رواد الشعر النبطي في الإمارات والخليج، فقد عرفت سابقاً ب «فتاة الخليج» وهي من مواليد أبوظبي، اعتزلت الشعر في أواخر التسعينيات وبقيت تروي أشعارها في مدح الرسول (صلى الله عليه وسلم). وقارن الشيباني بين فتاة العرب ونازك الملائكة من حيث المفردات ذات الدلالة وفضاء المكان، وضرب أمثلة شعرية تؤكد هذه المقارنة، كما أشار إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قد اختار لقب «فتاة العرب»، بعد تكريمها وتقليدها وسام إمارة الشعر في عالم الشعر الشعبي في عام 1989. وقرأ الشاعر محمود نور قصائد مختارة للشاعرة، لاقت استحسان الجمهور، من بينها قصيدة «سقى الله دارنا» وجاء فيها: سقى الله دارنا عقب المحولي حقوق الغيث من سحبٍ سرايا حيابٍ ساقه الوسمي همولي يعمّ اليود به كل النّحايا عسى عشرين يومٍ بالكمولي وعشر ايّام تتلاها وفايا مطرها من مخايلها هطولي تشعّ بروقها مثل الصِّرايا يزافن رعدها برقٍ شعولي وتسمع له دويٍّ في الخفايا ومن النماذج التي قرأها نور قصيدة «هب شرتا»: هبّ شرتا لافحٍ ترسا من فيوي دْبَي نسناسه ياب لي في مسمعي همسا حَرِّكتْ من قلبي اجراسه لى بذوقه تنطق الخرسا والبيلد يْرَجِّع احساسه حيّ قولٍ به زها الطرسا يشبه الدّيباج بَالماسه وفي نهاية الندوة شكر الدكتور محمد عبدالله المطوع الباحث مؤيد الشيباني والشاعر محمود نور على جهدهما الطيب في الندوة وقدم لهما درع مؤسسة سلطان بن علي العويس. بعد ذلك وقع الشيباني كتابه الجديد.
مشاركة :