استعرض الدكتور شاهر النّهاريّ أروع قصص التحدّي مع الأزمات لأولئك العظماء الذين لم يستسلموا للإعاقة، وتجاوزوا أزماتهم بروح الأمل والتحدّي، وكانوا قادرين على الإسهام في النهضة الحضارية، مثمنين دور المجتمع في مساندتهم للاندماج، وتحفيزهم على الابتكار والإبداع، وحماية البيئة من السموم ومخلفات الأغذية التي تسبب الأمراض العصبية المزمنة، مستعرضًا أروع قصص التحدي مع الأزمات، بطولها وشدتها. جاء ذلك في محاضرة ألقاها بمجلس حمد الجاسر، وأدارها د.مهنّد سعيد، يوم السبت 11 جمادى الآخرة 1440ه، الواقع في 16 شباط (فبراير) 2019م. وأوضح أن كثيرًا من الرموز والمشهورين، كانوا يدورون في وسط إعصار حلزوني لأزمة طاحنة، وكان من الممكن أن تتحطم أشرعتهم، وأن تغرق سفنهم، وأن يكونوا نسيًا منسيًّا، ولكنهم أبَوا الاستسلام، وعاندوا التيار، بأيديهم المجردة، حتى بلغوا شواطئ الأمان، فعرفوا أن الأزمات مفترق طرق، كان لا بد لهم من الاختيار فيه، لإكمال مسيرة حياتهم. وأشار المحاضر إلى أن الأزمات تختلف حسب عمر المأزوم والتجارب ونوعيتها، فهنالك أزمات بسيطة، وهنالك أزمات مركَّبة، وتختلف بنفسية المتلقي، فتجد ضعيف الهمة المتشائم، يسقط على وجهه عند أبسط أزمة، بينما قد يتعدى قويُّ الهمة، المتفائل المؤمن، عدة أزمات، وهو يبتسم، موضحًا بأنّ أجمل الطرق وأفسحها عادة تكون بعد الأزمات، فقط للأشخاص الذين يعوُن مدى أزماتهم، ويصبرون على الأذى فيها، ويحاصرونها، ويحاولون حل معضلتها بطرق علمية، جدية، مجربة، دون التخبط، وزيادة المخاطر، والخسائر. وتحدث عن مرض ALS وقال إن أشهر من أصيبوا بذلك المرض العصبي المميت، هو ستيفن هوبكنز، الذي قرر الأطباء في بداية إصابته أنه لن يعيش أكثر من سنتين، إلا أنه مع ذلك ظل مجاهدًا أزمته حتى بلغ عمره (76) سنة، حيث جعله ذلك المرض مقعدًا تمامًا، وغير قادر على الحراك، لكنه مع ذلك استطاع أن يجاري أقرانه من علماء الفيزياء، بل وأن يتفوق عليهم، متناسيًا إعاقته الكاملة. مكتفيًا بقدرة دماغه الهائلة، وأشاد بدور المجتمع في الوفاء معه؛ حيث حصل على (12) مرتبة شرف علمية، وعديد من الأوسمة والجوائز العالمية، وقد ذكر الدكتور النهاري في نهاية المحاضرة الأدوار التي تستطيع الأسر والمجتمعات فعلها نحو من يصابون بالأمراض العصبية المزمنة، من دعم ومحبة وتفهم ودفع للأمام، وتهيئة أماكن وثقافة العمل لتكون أزماتهم مجرد عقبة بسيطة يشرفون بالوقوف على ركامها.
مشاركة :