أوصى مؤتمر البحرين لداء السكري الذي اختتمت أعماله اليوم الجمعة بضرورة تبني حلولاً ومبادرات غير تقليدية تسهم في تقليل حجم انتشار داء السكري والأمراض المزمنة في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون، تقوم على أساس التوعية والوقاية من الأمراض، قبل الوصول إلى مرحلة الإصابة، تماشياً مع التوجه العالمي بهذا الشأن. وأكد المؤتمر على ضرورة وضع خططاً مستقبلية متوسطة وطويلة المدى للحد من انتشار هذا المرض وتقليل نسبته، على أن يكون ذلك بالتنسيق مع جمعية السكري البحرينية ووزارة الصحة، على أن تندرج تلك الخطط تحت مظلة الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض المزمنة. كما أوصى المؤتمر بضرورة التثقيف المجتمعي بأعراض ومضاعفات داء السكري، وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي يتم تداولها بهذا الخصوص، بالإضافة إلى معالجة التشخيص الخاطئ لبعض حالات الاصابة بالسكري، والتي ينتج عنها عدة مضاعفات، كما تم التوصية بالتركيز على مسألة تطور جراحات السكري التي تسهم في علاج بعض الحالات. أشادت الدكتورة مريم الهاجري الوكيل المساعد للصحة العامة بوزارة الصحة عضو اللجنة التنفيذية لمجلس الصحة الخليجي بالمستوى التنظيمي ومخرجات مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء، نظراً لتضمن جلساته محاوراً هامة تتعلق بمضاعفات أمراض السكري والأمراض المزمنة الأخرى، والتي حاور بها عدد من نخبة المتخصصين في هذه المجالات على الأصعدة المحلية والاقليمية والدولية. من جانبها قالت الدكتورة دلال الرميحي استشاري الغدد الصماء والسكر بمستشفى الملك حمد، رئيسة اللجنة العلمية لجمعية السكري البحرينية أن مملكة البحرين تصنف من الدول التي تشهد كثافة مرتفعة في الاصابة بمرض السكري، مشيرة إلى أنه وبحسب الإتحاد الفيدرالي الدولي للسكر فإن معدل الإصابة في مملكة البحرين هي مريض بين كل 6 أشخاص، وهي نسبة مرتفعة بكل تأكيد، بل أشارت إلى أن النسبة قد تكون أكبر نتيجة لوجود أشخاص في المملكة غير مشخصين وبالتالي غير مدرجين في الإحصائية. وثمنت الدكتورة دلال الرميحي النقاشات التي تضمنتها جلسات مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء، والتي آلت إلى أفكار بحثية جديدة تسهم في التحسين والتطوير المعرفي في هذا المجال، مشيرة إلى أن وجود مشروعأ تم استخلاص فكرته من محاور المؤتمر وتبنته جمعية السكري البحرينية، وسيتم تنفيذها بالتعاون مع الكلية الملكية الأيرلندية للجراحين في مملكة البحرين، ومستشفى الملك حمد الجامعي وجامعة الخليج العربي ووزارة الصحة، وسيمثل مشروعاً وطنياً سيتم الإعلان عنه لاحقاً. قال الدكتور حسين طه رئيس وحدة الغدد الصماء بمستشفى السلمانية، أنه وفقاً لاحصائيات منظمة الصحة العالمية، فقد بلغت نسبة الإصابة بداء السكري في مملكة البحرين 16%، أي ما يعادل 200 ألف مصاب بهذا المرض في المملكة، وهي نسبة مرتفعة للغاية، مشيراً إلى أن ارتفاع نسبة الاصابة بداء السكري تعد ظاهرة عالمية، بينت الاحصائيات أنها بلغت 422 مليون شخص مصاب في جميع دول العالم. وكان مؤتمر البحرين لداء السكري والغدد الصماء قد نظم من قبل مستشفى رويال البحرين تحت رعاية معالي الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبد الله آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للصحة، وبالتعاون مع شركات Icom وQTC و EBTKAR على مدى اليومين الماضيين، وشهدا إقبالا فاق التوقعات من قبل المشاركين من مختلف التخصصات الطبية تجاوز عددهم الـ 500 مشارك، وبمشاركة نخبة من أبرز الأطباء والمتخصصين في هذا المجال محلياً وإقليمياً ودولياً. ويعد هذا المؤتمر الأول من نوعه الذي يشهد تخصصاً في مجال السكري والغدد الصماء ويعقد في مملكة البحرين، وشهد حضوراً مميزاً من قبل المسئولين في القطاع الحكومي ومؤسسات المجتمع المدني في المملكة نظراً لأهمية موضوع المؤتمر.
مشاركة :