شنّ وزير الخارجية الألماني الأسبق، يوشكا فيشر، هجومًا على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بسبب سياساته الأحادية المناهضة لأوروبا، بينما دعا القارة العجوز واتّحادها إلى الانتفاض لأجل الحفاظ على مصالحهما على المستويين الإقليمي والدولي، ولكن عبر سياسة متوازنة. وشغل فيشر موقع وزير خارجة ألمانيا بين عامي 1998 و2005، وذلك تحت حكم المستشار الألماني السابق، جيرهرد شرودر. وحذّر فيشر -في حوار له مع مجلة «دير شبيجل» الألمانية نشر في عددها الأخير- ألمانيا وأوروبا، من افتراض أن مدة بقاء ترامب في الحكم ستكون أربع سنوات فقط. وتابع بحسم: «لا يمكن التنبؤ بما إذا كان سيتم إعادة انتخابه أم لا.. هذا يمكن أن يحدث بالفعل وببساطة». وأكد فيشر أنه غير متشائم في ما يخص فرضية بقاء ترامب في السلطة لولاية ثانية، ولكن -في المقابل- يجب على المرء أن يكون حذرًا من الاعتقاد بأنه بعدم وجود ترامب في البيت الأبيض ستنتهي كل المشكلات مع الولايات المتحدة". وأضاف: «ترامب بالنسبة لي يعدّ تعبيرًا عن تحول عميق في ميول الناخبين الأمريكيين. ووجوده في السلطة هو أقرب لعرض للتحول في ميول الناخبين، ومن ثم فإن ذلك التحول لن يختفي معه، ويتعين علينا نحن الأوروبيون أن نكون مستعدين للاعتماد أكثر على قوتنا، وخاصة في السياسة الأمنية. وكذلك أيضًا في مسألة التجارة الحرة لم يعد هناك مفرّ بالنسبة إلى الأوروبيين من تجميع قواهم بشكل أفضل على الساحة الدولية، وحتى بدون الولايات المتحدة». كما طالب فيشر بأن تدرك أوروبا مصالحها جيدًا، وتحاول حمايتها من هذه الحكومة الأمريكية. ورغم ذلك، دعا فيشر إلى الكياسة والتوازن في التعامل مع ترامب، بحيث لا يصبح الأمر أقرب إلى معركة أو حرب شرسة، وقال إن ارتكاب مثل تلك التصرفات سيكون «خطًا تاريخيًّا»، وفق شبيجل. وبرر فيشر وجهة نظره المعتمدة على حماية المصالح الخاصة للأوروبيين، وفي الوقت نفسه عدم تحويل المواجهة مع واشنطن إلى صراع، بأن هناك رابطة أساسية عبر شمال المحيط الأطلسي بين واشنطن والاتحاد الأوروبي، ومن ثم «لا يمكن ضمان الأمن الأوروبي بدون الولايات المتحدة في الوقت الحاضر». وتعتبر السوق الأمريكية مهمة لأوروبا، كما أن السوق الأوروبية مهمة أيضًا بالنسبة للولايات المتحدة. وبالنسبة لشركات التكنولوجيا الكبرى من الولايات المتحدة، تعدّ أوروبا واحدة من أهم الأسواق على الإطلاق، «وسواء أكان هذا التضامن الأساسي سينجو خلال فترة ولاية دونالد ترامب أم لا، فسيتعين على المرء أن يعمل لأجل هدف المصلحة المشتركة».
مشاركة :