جون إيفانز * شهد العام الماضي الكثير من القضايا الخاصة بالتعدي على بيانات العملاء ومعلوماتهم الخاصة، فبعد أن تصدرت «فيسبوك» العناوين الرئيسية العام الماضي، لم تكن هي الوحيدة التي تسلطت عليها الأضواء، الأمر الذي يطرح سؤالاً مهماً جداً: هل فات فعلاً أوان حماية خصوصية بياناتنا التي تسيطر عليها شركات التكنولوجيا الكبرى؟ وقد أظهرت دراسات حديثة أن أغلبية الأمريكيين لا يأتمنون شركات التكنولوجيا الكبرى على المعلومات الخاصة بهم على نحو مناسب. وقد أصبح الوضع الاحتكاري الذي تتعامل به تلك الشركات أمراً لا يطاق، وأصبح البعض يطرح الآن أسئلة حول إذا ما كان مفهوم خصوصية البيانات والمعلومات موجوداً أصلاً، أم لا، وإذا ما وجهت إذا ما وجهت سؤالاً إلى أي شخص من الجيل الحديث؟ سيؤكد لك بكل وضوح أنه غير مرتاح من مراقبة شركات التكنولوجيا لجميع تحركاته بما أصبح يمثل إزعاجاً متواصلاً، ولكن في الواقع فإنهم هم من ساهموا في حصول تلك الكيانات على هذا الكم الهائل من البيانات بطريقة، أو بأخرى. وحتى الناس الذين يكون لديهم بعض الحذر في تقديم المعلومات لتلك المواقع الإلكترونية، يكتشفون في النهاية أن المعلومات والبيانات التي بحوزة المنصات الإلكترونية تبلغ أضعاف ما قدموه لها، والتي تتضمن حتى العناوين القديمة لمنازلهم، ووظائفهم السابقة، والشركات أو المؤسسات التي عملوا فيها، بل وحتى رواتبهم، إضافة إلى تاريخ تصفح شبكة الإنترنت والصور الشخصية، وغير ذلك. هل تعتقد أن جميع التعليمات التي تظهر على المواقع الإلكترونية، والتي تحذر من أهمية الإبقاء على سرية معلوماتك وبياناتك التي تقوم بإدخالها، تظهرها تلك الشركات بحسن نية؟ إنها ببساطة تحتكر البيانات الخاصة بك، للمتاجرة بها وتوزيعها لمن يدفع أكثر، أو استغلالها لتحقيق أقصى ربح مادي ممكن، بغض النظر عن انتهاكات الخصوصية والسرية التي يبدو أنها مجرد حبر على ورق. أضف إلى ذلك أن البصمة الإلكترونية التي يتركها المستخدم للمواقع الإلكترونية تنتشر بشكل أسرع مما نعتقد، ويتم الاستفادة منها بطريقة لا نتوقعها أبداً. ويجب علينا الاعتراف بأننا نواجه مشكلة كبيرة جداً، وأود أن أشارك الناس فكرة ترميز البيانات كما هو الحال مع المنتجات التي يتم عرضها في السوبر ماركت، ما يجعل من السهولة معرفة الطرق التي تم بها استغلال تلك البيانات أو المعلومات، والجهة التي استفادت منها، الأمر سيمكننا من ملاحقة تلك الشركات وحتى مقاضاتها، والحصول على تعويضات عن سوء استغلالها لتلك البيانات. * نيويورك تايمز
مشاركة :