قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن الاستغفار نعمة عظيمة أنعم الله بها على عباده؛ كي لا ييأسوا من عفوه، ولا يقنطوا من رحمته، بل يعودوا ويُنِيبوا إليه إن أذنبوا وقصَّروا، ويُجدّدوا صلتهم به سبحانه وتعالى، مُطمئنّين بأنَّ عفو الله ومغفرته أعظم من ذنوبهم، وأنَّ رحمته وسعت كلَّ شيء.وأضاف «جمعة»، عبر صفحته على «فيس بوك»، أن الاستغفار إنما هو هجرة، فالهجرة انتقال من حال رديء إلى حال مرضي، فإذا كانت الهجرة كذلك، فهاجر وسِح في ذكر الله حتى تكتب من السائحين والسائحات لا تلك السياحة الدنيوية التي تُجلب فيها الشهوات وتتبع فيها المعاصي بل تلك السياحة الربانية التي تعيش فيها في ذكر الله تعالى، مؤكدا أن هناك بعض المستغفرين لا يقبل الله تعالى استغفارهم ويعذبهم في الدنيا والآخرة.وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «هل يغفر الله تعالى لكل المستغفرين، أم أنه سيُعذب البعض، كما ورد في الآية 14 من سورة الفتح؟»، أن هناك بعض الناس يستغفرون الله سبحانه وتعالى على سبيل النفاق، حيث إنهم يستغفرون الله تعالى ظاهريًا لكن ليس بقلوبهم، وهذا الذي كان يُسمى نفاقًا أيام النبي -صلى الله عليه وسلم-.ولفت إلى أن هؤلاء كانوا من المستغفرين ظاهرًا، لكنهم ليسوا من المستغفرين حقيقة، مشيرًا إلى أن أولئك من ورد في شأنهم قوله تعالى: «وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا» الآية 14 من سورة الفتح، فالله تعالى يُعذب هذا المنافق الذي أعلن الاستغفار من أجل دنيا يريدها، أما المعنى القائم بأن الله تعالى غفور رحيم فهو صحيح وحقيقة.
مشاركة :