نلتقي بأحبتنا ويلتقي آخرون بأحبابهم، خلال إجازة مناسبتين عزيزتين على قلب كل مواطن كويتي «يوم الاستقلال ويوم التحرير... التي بدأت من اليوم... ويختلف سياق اللقاءات على حسب ثقافة كل مجموعة» .يتحدث البعض عن الحلال والحرام٬ والعدل والمساواة٬ والإصلاح المراد بلوغه عبر تنمية بشرية واقتصادية.من فضل الكسب الحلال٬ يقول تعالى: «فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله لعلكم تفلحون»... وجاء في الحديث الشريف: «ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده٬ وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده».ومن فضل العدل والمساواة يقول تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها، وإن حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل».يتحدث البسطاء عن مصير إسقاط القروض، وبعضهم يبحث في توزيع الثروة وتجمعات أخرى ترى في إسقاط القروض والهبات والمنح الداخلية من ريع الاستثمارات، يؤدي إلى الاتكال على مردود الدولة «أرباح الاستثمارات»، ويقلل من شأن العمل والاتكال على النفس.كل مجموعة تلتقي وتخرج لنا بمرئيات حسب ثقافتها واحتياجاتها وظروف حياتها المعيشية... ولا يوجد رأي، من الممكن أن يوحد صيغة توافقية بين رأيي المجموعتين.إننا هنا نريد تسليط الضوء على مفهوم الكسب الحلال٬ وضرورة إرساء مبدأ العدل والمساواة.نحن أحوج للعدالة في التوزيع، وتوفير حالة الرخاء المعيشي، وفهم احتياجات الشارع من تعليم وخدمات صحية وطرق صالحة غير مزدحمة، وتمكين الكفاءات من قيادة مؤسساتنا.لهذا السبب ذكرنا بما جاء حول ضرورة توفير المناخ للعمل الشريف «الكسب الحلال»، وأن تسود العدالة والمساواة وتكافؤ الفرص للجميع، كي تكون كل قضايانا تسقط على مسطرة عادلة عند التعامل معها.فهل افتقارنا لمناخ العمل الصحيح، يسمح بتوفير مخارج لـ«الكسب الحلال»؟وهل مواردنا المالية تضخ في الصحيح من مجالات الحياة، التي يبحث عنها المواطن والمقيم وتسودها الأمانة في العمل والعدالة في الحكم على مجريات ومضامين «سوالفنا وسوالفهم»: فأين الصالح من تلك «السوالف»؟لهذا وجد قانون فضل الإصلاح بين الناس، الذي في محصلته يؤدي إلى الاستقرار الاجتماعي والتكافل الاجتماعي، الذي ينتج عنه حالة الرخاء، التي قيل عنها أكثر مما قال مالك في الخمر.يقول المولى عز شأنه: «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجراً عظيما».وفي الحديث الشريف٬ يقول صفوة الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم «كل سُلامى من الناس عليه صدقة٬ كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة٬ وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له متاعه صدقة٬ والكلمة الطيبة صدقة٬ وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة».فلماذا تحرمونا من الصدقات إذاً؟الزبدة:هذا المقال موجه من باب النصيحة لمن يجعل من «السوالف» مجالا للغيبة والنميمة، أو الحديث عن أمر لا يفقه فيه.«ليس عليك هُداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلأنفسكم»... ابحثوا عن مصادر الخير من قول طيب فيه صدقة٬ وعدل بين اثنين فيه صدقة... وإصلاح بين الناس.الفرق بين «سوالفنا وسوالفهم»... إننا «نسولف» وفق إطار أخلاقي ينشد الإصلاح للجميع.نريد أن نسلم من شرور أنفسنا والبعد عن «هوى النفس»، قبل أن نهلك وعندئذ لا ينفع أي «سالفة» من هنا وهناك.مختصر القول... في ضوء ما ذكرنا أعلاه٬ نريد الصالح من «سوالفنا وسوالفهم»، لنتمكن من بسط أرضية صالحة للكسب الحلال٬ وترسية مبادئ العدل والمساواة وتكافؤ الفرص... إنها عملية بناء وطن تضع القنوات مفتوحة والمناصب مسموحة لكل فرد يتسم بالسمات القيادية لتحقيق الإصلاح المبتغى تحقيقه، وهي في مجملها لا تخرج عن «الإدارة الجيدة» التي افتقدنا أبسط أبجدياتها حتى في إدارة «سوالفنا»... الله المستعان. terki.alazmi@gmail.com Twitter: @Terki_ALazmi
مشاركة :