نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي في يوم الثلاثاء الماضي الموافق 19 فبراير محاضرة بعنوان " الذكرى المئوية للتعليم في مملكة البحرين: البدايات الأولى لتعليم البنات "للأستاذة فوزية مطر" والدكتورة سبيكة النجار وأدارت الحوار الأستاذة بثينة خليفة قاسم. واستهلت الأستاذة فوزية مطر المحاضرة بلمحة سريعة على تاريخ التعليم في المملكة حيث بدأ التعليم على شكل حلقات لدى ما يسمى بالمطوع يتم تلقين الأطفال من بنات واولاد فيها سور من القران الكريم ليتم تخريج الأولاد للكتاب لتعلم القراءة والكتابة ويتم تخريج البنات منهم للجلوس في المنزل والتوقف عن التعليم بشكل كلي، فلم يسمح للبنت بتعلم الكتابة والقراءة انذاك فقد كان تعليم البنت يقتصر على اعدادها لتكون ربة بيت وام، ورغم ذلك كان هناك محاولات بسيطة من بعض العناصر النسائية لتعليم البنات اكثر من ذلك في المحرق وعدد من المناطق الأخرى التي كانت تمثل الساحة الثقافية ومن ابرز العائلات التي بدأت الحراك الثقافي عائلة الزياني الكريمة التي ساعدت نسائها في الأنخراط في التعليم في وقت مبكر. كما انتشرت المجالس للعديد من العائلات الكريمة في المملكة لتعليم البنات الكتابة والقراءة وكانت المجالس أحدى التجارب المبكرة التي لاقت استهجان بعض رجال الدين لتنتهي وتتوقف. أما فيما يخص القرى في المملكة فقد وجدت الفتيات فرصة أكبر وأوسع للتعلم في حلقات القرآن، وفيما يخص أول مدرسة نظامية هي المدرسة التي انشاتها البعثة الامريكية التبشيرية في البحرين وهي مدرسة "جوزة البلوط" والتحقت في المدرسة الفتيات من سن العاشرة فما فوق، وفي عام 1902 تم تخصيص غرفة للبنات وغرفة للأولاد وفي عام 1907 تم انشاء مبنى للمدرسة ليتغير اسم المدرسة في العام 1922 الى مدرسة الرجاء. اما فيما يخص التعليم الحكومي النظامي فقد بدأ التعليم الحكومي الرسمي للأولاد في العام 1919 بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى شكل المثقفين مع بعض التجار في مدينة المحرق هيئة خيرية للتعليم وتم فتح مدرسة لتعليم الأولاد ثم توسع الأمر لتعليم البنات كذلك. ونال المشروع مباركة الحكومة الرشيدة. وقد تدرجت الفكرة بالعديد من المراحل التي مثلت بصمات مهمة لاقناع الأهالي بارسال بناتهم للمدارس النظامية الحكومية وتم افتتاح اول مدرسة حكومية نظامية في المملكة والخليج بمسمى مدرسة الهداية الخليفية للبنات عام 1928 وترأست المدرسة الأستاذة فاطمة البيات. وواصلت الدكتورة سبيكة النجار الحديث عن تاريخ تعليم البنات في المملكة ووتحدثت عن انشاء المدارس النظامية الثانوية للبنات وكيف كانت الصعوبات التي واجهتها الفتيات مع أهاليهم للمداومة على حضور الحصص الدراسية، وتتابعت المراحل لتصل لفتح مدرسة للتمريض ومنح ثلاثة طالبات بحرينيات بعثات تعليمية للحصول على الشهادة الجامعية. كما أضافت الدكتورة النجار أن القطاع الخاص ممثلا في شركة بابكو كان مشاركا في التعليم بتوظيف نساء بحرينيات في الشركة، وكانت أهم المعوقات التي واجهها التعليم النظامي الحكومي انخفاض خريجات المرحلة الابتدائية على الرغم من كثافة اعداد الملتحقات بالاضافة لارتفاع نسبة التسيب نظرا لأسباب متعلقة بالعادات والتقاليد. وكان من المعوقات المهمة أيضا صعوبة التحاق البحرينيات في مهنة التدريس لصعوبة التنقل بين المدن لعدم توفر وسائل المواصلات المناسبة، كما كان يستمر اليوم الدراسي الى المساء فقد كان اليوم الدراسي يقسم على فترتين مما يسبب القلق للأهالي. وفي الختام أشارت الدكتورة النجار إلى بصمات طالبات الثانوية في الخمسينيات وتميز العديد من الكاتبات البحرينيات الاتي تميزن بالجرأة والوعي وقوة التأثير بالكلمة فناقشن قضايا اجتماعية مهمة عاصرها المجتمع في ذلك الوقت.
مشاركة :