الحكاية الشعبية «ألف حكاية وحكاية» مشروع جمع وتدوين جماعي بالشراكة بين جامعة البحرين والثقافة الشعبية للدراسات والنشر والمنظمة الدولية للفن الشعبيIOV جهد لم يكن هينا، بعد أن كان حلمًا راود الدكتورة ضياء عبدالله خميس الكعبي أستاذة السرديات والنقد الأدبيّ الحديث المساعد، في كلية الآداب، جامعة البحرين، التي فتحت لنا قلبها لتحدثنا عن هذا المنجز، والجهد المبذول منذ البداية و الخطوات الأولى حتى لحظة طباعته كمولود مهم للمكتبة التراثية في البحرين خصوصا والخليج العربي عمومًا. { في المجموع الحكائي الشعبي فكرة عميقة كيف اهتديت إليها؟ إنَّ فكرة هذا الكتاب صادرة عن إيماني بأهمية المتخيّل الشعبي نظرا إلى اشتغالي منذ سنوات عدة على السرديات، والسرديات الشعبية هي جزء ومكوِّن رئيسي من السرديات الكونية الكبرى. إذ يشتمل المتخيل الشعبيّ الجمعيّ على أهمية استثنائية كبرى نظرًا إلى أهمية الأنساق الثقافيّة التي يصدر عنها، وهي أنساق ثقافيّة تختزل علاقة الإنسان بمنظومة الكون من حوله. ولعلَّ أهمية هذا المتخيّل هي التي جعلتْ مفكرًا عربيا كبيرًا هو الدكتور محمد عابد الجابري في كتابه «العقل السياسيّ العربيّ» يدخل المتخيّل بوصفه مكوِّنًا ثقافيًّا أصيلا من مكونات الحضارة العربيّة الإسلامية. إنَّ الجابريّ يكون بذلك قد أعاد الاعتبار إلى هذا المتخيّل الثقافيّ بعد أن أخرجه في كتابه الأول «تكوين العقل العربيّ»، وها هو ذا يراجع مشروعه، ويجبره الحضور العميق للمتخيّل العربيّ الإسلاميّ على إعادة الاعتبار إليه. في أوائل أربعينيات القرن العشرين ترجم المشروع القوميّ الأمريكي للترجمة كتاب «الجامع في الفولكلور الروسي» للروسيّ يوري سوكولوف نظرًا إلى أهمية المتخيل الشعبيّ الروسيّ في استنطاق سمات الشخصية الروسيّة، في عصر كانت فيه الحرب الباردة مشتعلة بين الولايات المتحدة الأمريكيّة والاتحاد السوفيتي. فما الذي جعل الولايات المتحدة الأمريكية تنبري لترجمة كتاب روسي يأتي في صميم علم الفولكلور، إنَّ السبب هو معرفتها العميقة بالخطورة الكبرى التي يشكلها المتخيل الشعبي الروسي، ولا نستطيع دراسة شعب من الشعوب أو أمة من الأمم في العالم كله من دون استنطاق أساطير ومروياتها السردية الكبرى التأسيسية. لذلك أقول، مخطئ من يعد المتخيّل الشعبيّ مجرد أشكال تعبيرية ساذجة أو حكايات سمر أو يختزله في وصفه حكايات تُروى للأطفال قبل النوم. الحكايات الشعبية أعمق من ذلك بكثير، وهي تشتمل على وعي الجماعات الشعبية التي أنشأت سردياتها الكونية الخاصة بها، وهي سرديات على درجة كبيرة من العمق الفلسفي والثراء الثقافي. { متى تحديدا تشكّلت لديكِ فكرة هذا المشروع الجماعي؟ وكيف؟ في سنة 2007 دار حوار بيني وبين الشاعر البحريني الكبير الأستاذ علي عبدالله خليفة بشأن تدوين الحكاية الشعبية البحرينية، ولفت الأستاذ علي عبدالله خليفة، وهو العاشق الأصيل للثقافة الشعبية البحرينية انتباهي إلى عدم وجود تدوين متسع للحكايات الشعبية البحرينية رغم ثرائها وتنوعها الخلّاق، وأشاد بالمجاميع الحكائية الشعبية التي دوّنها جامعون بحرينيون على مدى عقود من الزمان. وكان حديثنا عن ضرورة تدوين الحكاية الشعبية البحرينية باللهجات الشعبية المحكية من دون تحويلها إلى الفصحى سعيًا للحفاظ على صورة المروية الشفاهية الشعبية كما قيلت، وكان حديثنا كذلك عن ضرورة إجراء مثل هذا المسح الميداني الشامل لمختلف مناطق مملكة البحرين قبل أن يغادرنا بعض الرواة وخاصة كبار السن ممن يحتفظون في ذاكرتهم بحكايات يعود عمر بعضها إلى أكثر من ثلاثة قرون. لقد كان هذا الحوار الملهم بيني وبين الأستاذ علي عبدالله خليفة هو الشرارة الأولى التي حفّزتني لإجراء تدوين متسع للحكايات الشعبية البحرينية، وهو تدوين قائم على مسح ميداني يضم مختلف مدن البحرين وقراها، ومن خلال فريق كبير من الباحثين والباحثات يزيد عددهم على مائة باحث. واعتز اعتزازًا كبيرًا أن هؤلاء الباحثين، وقد وثّقت جمعهم بأسمائهم هم من طلابي في مقرر «الأدب الشعبيّ» الذي يُعد مقررًا إجباريًا لطلاب بكالوريوس اللغة العربية وآدابها بجامعة البحرين. وكم كانت سعادتي بالغة عندما فاجأني بعض طلابي بأنهم يريدون جمع مزيد من الحكايات الشعبية في إجازاتهم الدراسية. وقد كانوا يخبرونني بهذا الأمر، وألمح في عيونهم شغفًا كبيرًا وحماسة أشعلتني لإتمام الوعد الذي قطعته على نفسي بأن يكون هذا الجمع هو الأولوية الأولى لي في مشاريعي البحثية. وقد انضم إلى هذا الفريق بعض الطلاب من الجامعة الذين أرادوا الإسهام في هذا المشروع الوطني الكبير، ودافعهم الأول والأخير هو حب البحرين. { هل وجدتِ ثراء في الحكايات الشعبية البحرينية؟ تمتاز مملكة البحرين بتعدد بيئاتها البحرية والزراعية والصحراوية وكذلك تنوّع العمران المدني فيها والعمران القروي إلى جانب احتوائها في نسيجها السكاني على فسيفساء متنوعة من أعراق وأجناس تصاهرت وتجاورت وتعايشت على هذه الأرض المباركة. وهذه الجماعات المتنوعة عرقيا ومذهبيا لها نتاجها السردي الشفاهي الذي هو أحد أشكال التعبير في الأدب الشعبي، ومن ثم تعد الحكاية الشعبية البحرينية سجلاً شفاهيا حافظًا لتراث الآباء والأجداد منذ أقدم العصور يحكي عن علاقاتها بالكون والعالم والمجتمع في أنظمته السياسية والدينية والثقافية والاجتماعية. ولقد وجدتُ في الحكايات الشعبية البحرينية في الكتاب تنوعًا مذهلاً فهناك حكايات متصلة بالسير الشعبية العربية ومنها سيرة أبي زيد الهلالي، ونجد أن أحد الرواة أسماه «بازيد بن حسن الهلالي»، وهناك حكايات شعبية مرجعيتها حكايات ألف ليلة وليلة، ومن الجميل في الجمع أن إحدى الراويات وهي من قرية الزلاق وتبلغ من العمر حوالي سبعة وسبعين عامًا قد روت بعض الحكايات نقلاً عن جدتها التي تنتمي إلى قبيلة عربية معروفة كانت مطوَّعة (معلمة قرآن)، وبحسب رواية هذه المرأة أن جدتها كانت تقرأ بعض الكتب ولديها حكايات شفاهية متوارثة عن ألف ليلة وليلة. ولدينا في الحكايات عدد كبير من الرواة كبار السن، ما يعطي الجمع نوعًا من الأصالة والتميز. { احتفلت جامعة البحرين بالشراكة مع أرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV) بتدشين كتاب «الحكايات الشعبية البحرينية، ألف حكاية وحكاية» ما رمزية التدشين في جامعة البحرين بالتحديد؟ احتفلنا برعاية سعادة رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة بتدشين هذا المشروع الوطني الريادي، والحقيقة أن سعادة رئيس الجامعة بحكمته وبعد نظره أصر على أن ينطلق تدشين هذا الكتاب من جامعة البحرين، لأن المشروع انطلق منها فصاحبة المشروع هي أستاذة بالجامعة ومنفذو الجمع هم طلاب جامعة البحرين. ولذلك تأتي رمزية هذه الاحتفالية الأكاديمية الثقافية. احتفلنا في الجامعة بإنجاز أكبر مجموع حكائي شعبي وأول مسح ميداني للحكايات الشعبية على مستوى الوطن العربي يتم بالشراكة بين جامعة البحرين وأرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي برئاسة الأستاذ علي عبدالله خليفة. وقد قمتُ بتأسيس هذا المشروع الميداني الجماعي والإشراف عليه في خطواته جميعها من خلال الإشراف على مائة طالب وطالبة من طلاب قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة البحرين. وكان نتاج هذا المشروع خمسة مجلدات من القطع الكبير في ألفين وخمسمائة صفحة بما في ذلك مرويات متعددة للحكاية الشعبية الواحدة. وقد استخدمت كلمة «ألف حكاية وحكاية» على شاكلة «ألف ليلة وليلة» تعبيرًا عن العدد الكبير لهذه الحكايات الشعبية البحرينية وليس إحصاءً دقيقا لعددها. { ما الصعوبات التي واجهتكم في هذا المشروع؟ لقد عمل طلابي بصبر وعشق جميل، وواجهوا صعوبات عدة في التدوين، وخاصة رفض بعض النساء تسجيل أصواتهن لأسباب دينية وأخرى متعلقة بالعادات والتقاليد والأعراف الاجتماعية. وقام طلابي بإجراء مسح ميداني يكاد يكون شاملاً لمختلف الأماكن في البحرين، وهذا يعني أن هذا الجمع اشتمل على تنوع لهجي كبير. وقد أعددتُ هذا الفريق إعدادا ميدانيا ومنهجيا جيدًا في الطرائق الحديثة للتدوين والجمع الميداني فضلاً عن إمدادهم بالمنهجيات الحديثة للمقاربات النقدية المتصلة بالثقافة الشعبية مع التركيز على المنهجيات والمقاربات في مرحلة ما بعد الحداثة وما بعدها وصولاً إلى مرحلة الدراسات الثقافية cultural studies. وكنت دائما أخبر طلابي أنني أريد أن أخلق منهم باحثين ميدانيين وباحثين أكاديميين يوظفون المنهجيات الحديثة في مقارباتهم لثقافتنا الشعبية التي تستحق الاشتغال عليها بعشق. وأعتز كثيرًا بإسهامي البسيط في تأسيس عدد من الطالبين الجامعين البحرينيين في مجال الجمع والاشتغال الأكاديمي الرصين للثقافة الشعبية البحرينية. وأنا عازمة بمشيئة الله تعالى على استكمال مشروع توثيق أنواع مختلفة من الثقافة الشعبية البحرينية ميدانيا والاشتغال عليها منهجيا سواء في دراسات منفردة أقوم بها أو من خلال الشراكات البحثية الجماعية. وهنا لا بد أن أسجل كلمة شكر وامتنان بحق الدكتور عبدالعزيز صويلح أستاذ التاريخ القديم الذي قدّم لطلابي في فصل من الفصول دورة مكثفة شاملة عن المسح الميداني وفقا لشرائطه العلمية الدقيقة. لقد اشتغلتُ مع طلابي في هذا المشروع عشر سنوات متواصلة من الجمع، وعندما عرض عليّ الأستاذ علي عبدالله خليفة سنة 2014 أن يقوم أرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي بدعم هذا المشروع الوطني ماديا ولوجستيا وجدت أن المشروع في طريقه إلى التحقّق الكتابي. وفي هذه المرحلة من المشروع ضاعفتُ الجهود الخاصة بي وبطلابي، ولم يكن العمل في الكتاب بالسهل الميسر مطلقًا؛ فقد احتاج إلى تنقيح هذه المجموعة الحكائية الشعبية الضخمة جدًا ما يزيد على ثلاث سنوات من التدقيق والتنقيح الذي قمتُ به بنفسي، واضطررت إلى طباعة الجزء الأول من الجمع الميداني بنفسي إلكترونيا، وقد اشتغلت وحدي في هذه المرحلة الصعبة جدًا التي احتاجت مني إلى تفرغ تام للعمل في إجازاتي الخاصة، ثم تلت مرحلة التنقيح المرحلة الأخيرة وهي التحكيم العلمي لهذا العمل من خلال هيئة علمية مختصة ضمت نخبة من علماء الفولكلور العرب برئاسة الأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس رئيسة لجنة التحكيم بأرشيف الثقافة الشعبية. { من الذي أسّس مقرر «الأدب الشعبي» في جامعة البحرين؟ تعتز جامعة البحرين بأنها من أولى الجامعات العربية تنبها إلى ضرورة إدراج مقرر «الأدب الشعبي» كي يكون في سياق المقررات الأكاديمية لطلاب بكالوريوس اللغة العربية وآدابها. وفي هذا الشأن لا بد من الإشارة إلى الجهد الكبير الذي بذله الناقد والأكاديمي البحريني الأستاذ إبراهيم عبدالله غلوم من أجل إدراج مقرر «الأدب الشعبي» في بكالوريوس اللغة العربية وآدابها سنة 1983. وبالفعل تمكّن بعد جهد كبير ومقاومة شديدة من جعله مقررًا أكاديميا منذ أكثر من أربعة وثلاثين عامًا. فله عميق الشكر والتقدير والامتنان. { ما الأهداف الكبرى التي يسعى هذا المشروع الوطني الريادي إلى تحقيقها؟ يسعى هذا المشروع الوطني الكبير إلى توثيق ذاكرة الحكاية الشعبية البحرينية قبل اندثارها: فمع كل راوٍ يموت تندثر مكتبة كاملة من السرد الشفاهي. وهذا يعني أن جزءًا كبيرًا من ذاكرتنا يموت ويتلاشى؛ فحفاظًا على هذه الذاكرة الشعبية البحرينية من الموت والاندثار، ومن أجل أن تكون حاضرة لأجيال سعينا إلى بذل مجهود بسيط لإنعاش ذاكرة الحكاية الشعبية البحرينية تمهيدا لدراستها درسا أكاديميا منهجيا معمقًا. يسعى هذا المشروع الوطني كذلك إلى الحفاظ على الهوية البحرينية وإبرازها بتنوعاتها واختلافاتها، وهي سمة المجتمع البحريني المتسامح المتعايش مع أطياف متنوعة في أديانها ومذاهبها وعرقياتها الإثنية. وللحكايات الشعبية دور كبير في إبراز هذه التنوعات الخلّاقة والمساعدة في تعزيز انتماء هذه الجماعات المختلفة للمواطنة والهوية البحرينية التي تعد أبرز ركائز المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين. { هل هذه النسخة من الكتاب متاحة للمتلقي العادي؟ ولماذا توجد في الكتاب مرويات متعددة للحكاية الواحدة؟ إنَّ هذه الطبعة من هذا المشروع الحكائي الشعبي هي طبعة أولى محدودة خاصة فقط بمراكز الأبحاث والجامعات والمؤسسات المعنية بالثقافة الشعبية. ولذلك أوردتُ فيها روايات متعددة للحكايات الشعبية الواحدة نظرًا إلى دور التأويل في قراءة أنساق الحكاية الثقافية. وستتلو هذه الطبعة طبعة أخرى مخصصة للمتلقي العادي غير المختص. كما أنَّ هذا المشروع الحكائي الشعبي مكون من خمس مراحل تالية وجميعها ريادية وتُنجز للمرة الأولى، وقد أنجزنا منه المرحلة الأولى والمرحلة التالية هي فهرسة هذه الحكايات الشعبية بالتعاون مع أرشيف الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي وفق التصنيف العالمي للحكايات الشعبية العربية الذي ابتكره البروفيسور حسن الشامي أستاذ علم الفولكلور بجامعة انديانا بالولايات المتحدة الأمريكية. { ما الذي تطمحين إليه في مجال الثقافة الشعبية البحرينية؟ -أطمح إلى أن يُنشأ لدينا في البحرين متحف تفاعلي خاص بتوثيق المرويات الشعبية البحرينية على اختلاف تنوعاتها بالصوت والصورة، ما سيؤدي إلى تناول المرويات الشعبية البحرينية بخصائصها النطقية، وأطمح كذلك إلى أن تنشأ لدينا مختبرات بحثية أكاديمية خاصة بالسرديات الشعبية البحرينية، وهي مختبرات بإمكانها مستقبلاً توثيق شراكات بحثية مع مراكز التراث الشعبي الخليجية والعربية وحتى التعاون الدولي. { هل هناك كلمة شكر تودين تقديمها؟ الشكر الجزيل لجامعة البحرين وللأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة رئيس جامعة البحرين على إيمانه بهذا المشروع الوطني ودعمه الكبير له، وعلى الجهد الكبير الذي يبذله لجعل جامعتنا الوطنية في مصاف الجامعات الرصينة عالميا، كما أشكر الأستاذ علي عبدالله خليفة رئيس المنظمة الدولية للفن الشعبي الداعم المادي واللوجستي لهذا المشروع الوطني، ولأعضاء الهيئة العلمية الأستاذ الدكتور محمد النويري والأستاذة الدكتورة نور الهدى باديس والأستاذ عبدالقادر عقيل والأستاذ نوّاف النعار والأستاذ عمرو الكريدي، والشكر موصول كذلك إلى أستاذي الدكتور إبراهيم عبدالله غلوم مؤسس مقرر الأدب الشعبي بجامعة البحرين والدكتور عبدالعزيز بوليلة عميد كلية الآداب وأستاذي الدكتور علوي الهاشمي وزميلي الدكتور خليفة بن عربي على تشجيعهم المستمر للشراكات البحثية الجماعية الرصينة. الشكر العميق لطلابي الباحثين والباحثات الذين اشتغلوا على هذا المشروع الوطني الاستثنائي بعشق وشغف عميق طوال عشر سنوات هي عمر هذا المشروع الريادي. والشكر العميق للرواة الذين جاءت أسماؤهم مذيّلة في كل حكاية، هؤلاء الرواة الذين سنلمس في سردهم للحكايات الشعبية البحرينية شغفا أصيلاً جميلاً مرويا من ثرى هذا الوطن الطاهر.. شغفا يأخذنا إلى عوالم متعددة من المتخيل على اختلاف مرجعياته. ولكل من أنجز حفل التدشين الأستاذ غسّان الشهابي والأستاذة لمى يوسف والدكتور مصطفى العبّاسي والمخرج محمد يحيى وعبادة الحسن. { كم استغرقت من الوقت في مراجعة المجموع الحكائي الشعبي؟ - استغرقت حوالي أربع سنوات في مراجعة هذه الموسوعة الحكائية الضخمة جدا من الفرز الذي استوجب مني استبعاد بعض الجموع الحكائية نظرًا إلى تكرارها وقد راجعت حوالي خمسة آلاف صفحة حذفت نصفها بسبب التكرار. { كيف وفّقتِ في إيصال هذه الفكرة إلى طلابك الذين عملوا بإرشادك وتوجيهاتك؟ عرضت على طلابي نماذج من الجموع الحكائية الشعبية العالمية والعربية، وأخضعتهم لتدريب ميداني مكثف لكيفية الجمع وفقا للطرائق المنهجية الحديثة، ثم جعلتهم يذهبون إلى الميدان وبدأوا في الجمع، بدأنا بجموع بسيطة وانتهينا فيما بعد إلى تكثيف الجمع. وعدد كبير من طلابي كانوا يخبرونني بعد انتهاء المقرر، أن هذا المقرر استثنائي جدًا وبحثه الميداني هو أجمل بحث أنجزوه طوال مسيرتهم العلمية، وبعد انتهاء المقرر كنت ألمح في أعينهم ذلك الشغف العميق والإيمان الحقيقي بأهمية المتخيل الشعبي. { هل واجهتك صعوبة في دعم طباعة الكتاب؟ الحمد لله لم أواجه أي صعوبة مطلقًا، إذ تكفلت الثقافة الشعبية والمنظمة الدولية للفن الشعبي برئاسة الأستاذ علي عبدالله خليفة بتكاليف المشروع رغم كلفته الباهظة جدًا ثم طباعة الكتاب التي تمّت من خلال مشروع النشر المشترك مع الناشر الأستاذ ماهر كيّالي من المؤسسة العربية للدراسات والنشر. { هل أنتِ راضية عن تناول الإعلام لمطبوعك على مستوى التلفزيون والصحف؟ حتى الآن لا نزال في بدايات تدشين الكتاب، وهناك تغطية إعلامية لهذا المشروع في التلفزيون والصحف والجرائد المحلية، وأرجو أن تُخصص حلقة تلفزيونية لهذا المشروع الريادي المهم على مستوى الوطن العربي تتم استضافتي فيه مع طلابي والقائمين على هذا المشروع الوطني الذي يحمل اسم مملكة البحرين ويرسخ صورة التسامح والتعايش، هذا المشروع المهم لا بد أن تُسلط عليه الأضواء فهو جهد أكاديمي كبير ويستحق، وتمّ خلال سنوات طويلة من الصبر والاشتغال الجاد والدؤوب. وأنا شاكرة لطلابي في المقررات التي أدرسها حاليا حيث أطلقوا عبر تويتر هاشتاق «ألف حكاية وحكاية»، والأستاذ علي عبدالله خليفة كان مسوقا فاعلاً للمشروع بخطوات رصينة حقيقية، وقريبا جدا سأسوق لهذا المشروع الوطني الريادي الاستثنائي. { هل من كلمة أخيرة تودين الحديث عنها؟ كلمتي الأخيرة هي شكر جامعة البحرين ورئيسها الأستاذ الدكتور رياض يوسف حمزة، قال لي عندما تصفح الكتاب: أي عقل جبار هذا الذي أنتج مثل هذا المتخيّل الشعبي ومنه ألف ليلة وليلة؟ رئيس الجامعة إنسان على درجة عالية من الثقافة والوعي الثقافي الحقيقي وجدتُ لديه الاحتضان لمثل هذه المشاريع التي تُعنى بالثقافة الشعبية، وأنا واثقة بأن جامعة البحرين ستشهد في المستقبل القريب مناقشة أول أطروحة فيها في مجال الثقافة الشعبية. أشرف الآن على أبحاث التخرج، وعدد كبير من طلابي اختاروا السرديات الشعبية ومنها الحكايات الشعبية مجالاً لاشتغالاتهم. وأحيي في هذا المجال هيئة البحرين للثقافة والآثار بجهود الشيخة مي بنت محمد آل خليفة والشيخة هلا بنت محمد آل خليفة على مشروع ريادي هو «التاريخ الشفاهي»، كما أحيي إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة على تدشين مدرسة خاصة بفنون الحكي ضمن اشتغالات معهد الشارقة للتراث، وبدعم ورعاية من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس للاتحاد حاكم إمارة الشارقة شخصيا. سيرة ذاتية الدكتورة ضياء عبدالله خميس الكعبيّ العنوان البريدي: د.ضياء عبدالله خميس الكعبي قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية الآداب، جامعة البحرين. ص.ب: 32038 الصخير - دكتوراه الفلسفة في اللغة العربيّة وآدابها من كلية الدراسات العليا بالجامعة الأردنيّة (تخصص النقد الأدبيّ الحديث - السرديات)، عنوان الأطروحة (تحولات السرد العربيّ القديم، دراسة في الأنساق الثقافية وإشكاليات التأويل)، عام 2004م بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. - الماجستير في اللغة العربية وآدابها (تخصص النقد الأدبيّ الحديث - السرديات)، عنوان الرسالة (صورة المرأة في السرد العربيّ القديم، دراسة في كتب الجاحظ والأغاني والسير الشعبيّة العربيّة) بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، الجامعة الأردنية، عام 1999. - أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربيّة والدراسات الإسلاميّة، كلية الآداب، جامعة البحرين منذ سنة 2004. - دبلوم تطوير الممارسة الأكاديميةPost Certificate in Academic Practice (pcap) من جامعة York St John University، بريطانيا عام 2009. - عضو هيئة تحرير مجلة «ثقافات»، وهي مجلة أكاديمية محكمة صادرة عن كلية الآداب، جامعة البحرين، 2006-2008م. - عضو هيئة تحرير مجلة «سمات» الإلكترونية الصادرة عن كلية الآداب بجامعة البحرين منذ 2013م. - عضو المجلس العالمي للغة العربية، بيروت، لبنان 2009. - عضو الجامعات البريطانيةThe Higher Education Academy عام 2009. - عضو الجمعية المصرية للنقد الأدبيّ 2010م. - عضو أسرة الأدباء والكتاب البحرينية 2011. - عضو لجنة الفرز وعضو لجنة التحكيم لجائزة الشيخ زايد للكتاب لعام 2015. - عضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب من 2016- 2018 الإنتاج العلمي: الكتب والأبحاث والندوات والمؤتمرات: الكتب: 1- السرد العربي القديم: الأنساق الثقافية وإشكاليات التأويل، بيروت:المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2005. 2- السرديات الشعبية العربية، التمثيلات الثقافية والتأويل، بالاشتراك مع الدكتور معجب العدواني، ط1. بيروت: مؤسسة الانتشار العربي،2014. 3- الخطاب السجالي في الثقافة العربية، مقاربات تأويلية، بالاشتراك مع الدكتور معجب العدواني، ط1. بيروت: مؤسسة الانتشار العربي، 2014. النشر، 2005. 4- كتاب «الحكايات الشعبية البحرينية، ألف حكاية وحكاية، مشروع جمع وتدوين جماعي»، ط1. بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والثقافة الشعبية للدراسات والنشر والتوزيع، 2018. كتب بالاشتراك: 1- «الغذَّامي والممارسة النقدية والثقافية»، بيروت: المؤسسة العربية للدراسات والنشر،2005. 2- الكتاب التكريمي لعبدالله الجفري الصادر عن نادي مكة الأدبي 2009. 3- الكتاب التكريمي للأستاذ الدكتور نهاد الموسى- الجامعة الأردنية الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية ببيروت - مارس 2011. 4- سرديات الجزيرة والخليج العربي، تحرير وتقديم محمد الشحات.(سينشر خلال أشهر). 5- كتاب أسرة الأدباء والكتاب بمناسبة تأبين الروائي البحريني عبدالله خليفة، وعنوان الكتاب إضاءات السرد في أدب عبدالله خليفة، بحوث وشهادات، 2015. بحثي كان بعنوان «الرواية وأدلجة التاريخ، مقاربة تأويليّة ثقافيّة لخطاب عبدالله خليفة الروائيّ». الأبحاث العلمية المحكمة: 1- «خطاب التحامق والجنون في السرد العربي القديم: قراءة في التمثيلات الثقافية»، بحث علمي محكم منشور في المجلة العربية للعلوم الإنسانية، جامعة الكويت، العدد،101.2008. 2- «الهوية والتناص في روايات خليجية: قراءة ثقافية في التمثيلات السردية عند رجاء عالم وفريد رمضان وحسين المحروس»، بحث محكم منشور بمجلة مقاربات المغربية المحكمة للعلوم الإنسانية مايو، العدد الثالث، المجلد الثاني، 2009. 3- السرديات السلطانية العربية، مقاربة ثقافية تأويلية لكتاب كليلة ودمنة، بحث علمي محكم، حوليات آداب عين شمس، أبريل،2014م. 4- الشيخ عيسى بن علي آل خليفة من خلال معاصريه: دراسة في التمثيلات الثقافية وإشكاليات التأويل، مجلة الوثيقة، العدد الثاني، المجلد 33. يوليو 2016. 5- سرديات اليمن الكبرى «أخبار عَبيد بن شرية الجرهمي» و«التيجان في ملوك حمير» أنموذجًا، مجلة كلية دار العلوم، جامعة القاهرة، العدد 111. جمادى أولى 1439هـ- فبراير 2018. أبحاث المؤتمرات والندوات: 1- «خطاب الأحلام والرؤى والمنامات: قراءة ثقافية في تداخل الأنواع السردية»، بحث منشور في كتاب مؤتمر النقد الثاني عشر (تداخل الأنواع) بجامعة اليرموك، يوليو 2008. 2- «آليات الخطاب السجالي Polemical Discourse في النقد العربي الحديث: النقد الثقافي في تطبيقاته العربية أنموذجًا»، بحث مقدم إلى «ندوة الخطاب السجالي، كلية الآداب - جامعة سوسة- تونس من 2 إلى 4 أبريل 2009». 3- «النقد الثقافي cultural criticism في تطبيقاته العربية في النقد العربي الحديث: تفكيك الأسس المنهجية وآليات التلقي والتأويل». بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي الأول لكلية الدراسات الأدبية واللغوية- جامعة جدارا (الخطاب الأدبي واللغوي بين الثقافة والتخصص)- 7 إلى 9 أبريل 2009. 4- «الذات والآخر في السير الشعبية العربية: دراسة في التمثيلات الثقافية»، بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي السادس- كلية دار العلوم من 27 إلى 29 ديسمبر 2009. 5- «منهجية النقد الثقافي وتطبيقاته: السرد العربي القديم أنموذجًا: تصوُّر مقترح»، بحث مقدم إلى الندوة العلمية الدولية «قضايا المنهج في اللغة والأدب، النظرية والتطبيق»، قسم اللغة العربية- جامعة الملك سعود، مارس 2010. (ندوة علمية محكمة). 6- «جدل الهويات القاتلة وتحبيك التاريخ: قراءة ثقافية تأويلية في خطاب أمين معلوف الفكري والسردي»، بحث مقدم إلى المؤتمر الدولي الخامس للنقد الأدبي، التأويلية والنظرية النقدية المعاصرة، الجمعية المصرية للنقد الأدبي،14- 17 ديسمبر 2010. 7- «جدلية الشعبي والنخبوي في الثقافة العربية: قراءة في التمثيلات النقدية والثقافية للسرديات الشعبية العربية»، بحث مقدّم إلى الندوة الدولية «الثقافة الشعبية وتحديات العولمة»، أرشيف الثقافة الشعبية للدراسات والبحوث بمملكة البحرين بالتعاون مع المنظمة الدولية للفن الشعبي (IOV)، المنامة، البحرين، نوفمبر2012م 8- «رؤى ما بعد النسوية واتجاهاتها: مقاربة في المصطلح والنسق الثقافي» ضمن ندوة «النسوية بسلطنة عمان»، وزارة الثقافة العمانية، من 3- 6 مارس 2013. 9- «خطاب التأويل والتأويل المضاد: قراءة في استراتيجيات الخطاب السجالي لكتابي «السفور والحجاب» و«الفتاة والشيوخ» لنظيرة زين الدين(1908- 1977). بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، ضمن الكتاب التكريمي للأستاذ الدكتور نهاد الموسى(آفاق اللسانيات)، مارس 2011. 10- «نحو بناء استراتيجية ثقافية للمرأة العربية، الإطار والطموحات»، بحث منشور بجريدة الفلق العمانية الإلكترونية، مارس 2011. 11- «تمثيلات الخليجي في السرد النسوي الخليجي: التذكير والتأنيث الثقافي وإشكاليات الآخر»، مهرجان القرين الثقافي، الكويت، الندوة الأساسية (المستقبل وصورة العربي في رواية الآخر)، يناير 2015. 12- «تمثيلات التربية الأخلاقية في الثقافة الشعبية الخليجية، ثقافة الصحراء أنموذجا»، المؤتمر الخليجي الخامس للتراث الشفهي والتاريخ، هيئة أبوظبي للثقافة والسياحة، أكتوبر 2017. 13- «الرواية الجديدة وإشكاليات السرد التاريخي الصوفي»، مؤتمر الشارقة الخامس عشر للسرد، الرباط، المملكة المغربية، سبتمبر 2018. Dheya Abdulla Khamis Al- Kaabi أستاذ مساعد السرديات والنقد الأدبي الحديث قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، كلية الآداب، جامعة البحرين. البريد الإلكتروني: dheyaalkaabi@gmail.com
مشاركة :