في الوقت الذي انطلقت فيه «حملة إبصار الوطنية لاكتشاف عيوب الإبصار المبكر لدى الأطفال»، كشفت مصادر لـ «الحياة» أن عدداً من أولياء الطلاب في المدارس رفضوا السماح بالكشف على أطفالهم دون سبب. وكشف الأمين العام للجمعية ومدير الحملة محمد توفيق بلو لـ «الحياة»، وجود تباطؤ في الحصول على المعلومات من مدارس تعليم جدة، مرجعاً ذلك إلى عدم علمهم بتفاصيل الحملة حتى الآن. وقال: « في الأيام المقبلة سنعمل على إيجاد أنجع الوسائل والسبل لتسريع آلية حصر المعلومات عن المدارس لتوفير الأعداد والتجهيزات اللازمة لكل مدرسة، خصوصاً المدارس البعيدة التي تقع في ضواحي محافظة جدة والقرى المجاورة. وعن التحديات التي تواجه الحملة في بعض المدارس، أوضح بلو أن هناك الكثير من المشكلات التي يواجهونها أبرزها، ضعف سرعة الإنترنت، وعدم توافر عدد كامل من الأفياش والتوصيلات والتجهيزات الكهربائية في الفصول الدراسية، وعدم جاهزية المكان، والانضباط في إدارة الوقت (أكثر من ست دقائق) ليس لعدم تمكن الفاحصة، وإنما لتردد الطفل أو خوفه حتي تتم تهدئته. وأشار إلى أن حداثة مهارة الفاحصين إحدى المشكلات التي يواجهونها، إذ بلغ متوسط فحص الطفل الواحد 10 دقائق وفق المعايير العالمية للبرنامج المستخدم، وأن الحد الأقصى هو ست دقائق، وسيستلزم بعض الوقت لتمرس الفاحصين وزيادة سرعتهم في إنجاز الفحوص وفق الوقت المقدر لكل طفل لزيادة سرعة إيقاع الحملة. وقال إن الحملة بدأت أول الفحوص في المدارس الأهلية بطاقم مكون من ثماني من منسوبات برنامج مكافحة الإعاقة السمعية والبصرية بإدارة الصحة العامة ومدارس البنين بفاحصين متطوعين من أخصائيي بصريات بعض المستشفيات الحكومية، موضحاً أنه تم فحص 324 طالبة و120 طالباً، وأظهر أول مؤشر أن أكثر من20 في المئة منهم بحاجة لإحالة طبية إلى عيادات عيون. وطالب بلو مديري المدارس في محافظة جدة بالتواصل مع الجمعية في حال جاهزيتها بغرض جدولة الفحص خلال الفترة المقررة من وزارة التعليم، موجهاً دعوته لإدارات المسؤوليات الاجتماعية بالشركات، والقطاع الخاص بالإسهام في الحملة لما لها من نتائج إيجابية على صحة المجتمع خصوصاً أطفالنا. فيما تواصل الحملة جولتها على مدارس محافظة جدة خلال الأيام المقبلة لفحص المزيد من الحالات، لا سيما وأن الجميع سيعمل بعد نهاية الحملة إلى وضع استراتيجة للحد من «العمى» ومشكلات العيون في السعودية من خلال إنشاء قاعدة بيانات لوضع عيون الأطفال في مرحلتي رياض، والابتدائية، وذلك بعد الانتهاء من «حملة إبصار الوطنية» التي انطلقت في وقت سابق. وسبق أن رصدت جمعية إبصار مبلغاً يتجاوز ثمانية ملايين ريال كلفة الحملة الوطنية، وحددت نهاية المرحلة الأولى للحملة بـ 11 من شهر رجب المقبل، ووضعت ست دقائق من الوقت لاختبار الطفل بطاقة قصوى لكل فاحص تصل إلى 30 طفلاً في اليوم الواحد على مدى ثلاث ساعات. وأوضحت الجمعية أن فحوص العيون في المدارس ستكون من التاسعة صباحاً إلى الـ12 ظهراً، فيما ستحدد الجمعية عدد الفريق لكل مدرسة بناءً على عدد الأطفال في المدرسة. وأكدت أنه تم الانتهاء من تدريب 28 أخصائي بصريات، و10 أطباء عيون، و59 من قطاعات الصحة العامة، وثمانية من الصحة المدرسية والتعليم، إضافة إلى تنفيذ ثماني دورات تطبيقية في مقر الجمعية للوصول إلى أفضل الآليات، وقياس الزمن الفعلي لفحص الطفل السليم. يذكر أن «حملة إبصار الوطنية لاكتشاف عيوب الإبصار المبكر لدى الأطفال» تعتمد على أحدث تقنيات الكشف المبكر من خلال برنامجها «آي سباي» وهو أحد أهم منتجات الجمعية التي فازت بحقوقه الطبية على مستوى العالم، ويستهدف استنتاج مستوى إبصار الطفل، والحد من خطورة أمراض العيون التي تؤدي إلىعمى الأطفال، لا سيما كسل العين والحول، إذ يسهل التعامل معها ببساطة جداً عند اكتشافها.
مشاركة :