أعلنت إسبانيا أمس تفكيك شبكة لتجنيد نساء لحساب تنظيم داعش خصوصا عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، وأوقفت 4 أشخاص، بينهم اثنان في مدينة مليلية التي تحتلها إسبانيا شمال المغرب. وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الحرس المدني تمكن أمس، بمدينة مليلية ومنطقة كتالونيا، من تفكيك شبكة متخصصة في تجنيد متطرفين للانضمام إلى مجموعة «داعش» الإرهابية. وأوضحت الوزارة في بيان لها أنه جرى إلقاء القبض على شخصين في مليلية، وعلى الشخص الثالث في برشلونة، أما الرابع فألقي عليه القبض في خيرونا. وأضاف المصدر ذاته أن المتطرفين الموقوفين في مليلية هما «المسؤولان عن إحداث وإدارة عدد من مواقع الإنترنت تبث كل أشكال الدعاية للمجموعات الإرهابية، لا سيما (داعش)». وأشارت الوزارة إلى أن الشخصين كانا يركزان على تجنيد النساء وتأطيرهن قبل أن يلتحقن بهذه المجموعة الإرهابية في بؤر النزاع، مشيرة إلى أن الموقوفين كانا يعقدان اجتماعات بمنزليهما لإقناع مجندين محتملين بالالتحاق بهذه المنظمة الإرهابية. وذكرت الوزارة أن الموقوفين الآخرين اللذين ألقي عليهما القبض في كل من برشلونة وخيرونا كانا يقومان، أيضا، بـ«أنشطة مكثفة مناصرة للتطرف» ويعملان عن طريق صفحات على «فيسبوك» أقامها الشخصان اللذان جرى توقفيهما في مليلية، مبرزة أن عناصر الحرس المدني قاموا بتفتيش مساكن الأشخاص الموقوفين، وفقا لما أوردته وكالة الأنباء المغربية أمس. وكشفت وسائل الإعلام في منطقة كتالونيا (شمال شرقي إسبانيا) أمس، أن أحد الشخصين المعتقلين بالمنطقة، في إطار تفكيك هذه الشبكة الإرهابية، تنطبق عليه أوصاف «الثعلب المنعزل»، وهو الشخص الذي يمكن أن ينفذ عملا إرهابيا بشكل منفرد في أي لحظة وفي أي مكان. وأوضحت المصادر ذاتها أن المشتبه بهما مختلفا التوجهات والطباع؛ إذ يتميز الأول بشخصية ديناميكية، ويستخدم الوسائل المعلوماتية والشبكات الاجتماعية للنشر والدعاية بهدف استقطاب المتطوعين للالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي، فيما يمثل الآخر نموذج الإرهابي المنعزل الذي يتحين الفرصة لتنفيذ عملياته بمفرده من دون سابق إنذار. وحسب تقرير لوكالة «أوروبا برس» الإسبانية، فقد جرى القبض على المشتبه بهما، الأول في برشلونة والآخر في خيرونا (شمال)، في إطار عملية استهدفت شبكة تقوم بتجنيد متطرفين لإرسالهم للقتال إلى جانب تنظيم داعش في سوريا. ووفقا للمصدر ذاته، فقد التحق بتنظيم داعش في سوريا خلال الشهر الماضي، 50 مجندا انطلاقا من إسبانيا، وهو أدنى مستوى منذ الإعلان عن تأسيس ما يسمى «داعش» عام 2014. يذكر أن هناك تعاونا وثيقا بين المغرب وإسبانيا في مجال محاربة الإرهاب؛ إذ أدى تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين إلى تفكيك عدد من الخلايا الإرهابية التي ينشط أعضاؤها في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، وفي مدن مغربية أخرى، لا سيما في الشمال.
مشاركة :