في وقت أفرج فيه تنظيم «داعش» عن خمسة من مواطني بلدة حديثة في محافظة الأنبار، وهم الدفعة الثانية ممن جرى اختطافهم أخيراً، استقبل مستشفى الفلوجة جثث مواطني النجف وكربلاء الذين أعدمهم «داعش» بعد خطفهم في منطقة النخيب، الأسبوع الماضي.وقال مدير مستشفى الفلوجة التعليمي مازن جبار كاظم في تصريح، أمس، إن «المستشفى استقبل خمس جثث تعود لمواطنين من محافظة النجف وكربلاء». وأضاف كاظم أن «هؤلاء الأشخاص أعدمهم تنظيم (داعش) قرب بحيرة الثرثار شمال الأنبار».واستقبلت حديثة بالأهازيج أبناءها الخمسة الذين أطلق تنظيم «داعش» سراحهم بعد عملية خطفهم الأسبوع الماضي أثناء جمعهم نبات الكمأ في الصحراء. ورداً على سؤال عن إطلاق «داعش» مواطني حديثة وقتل مواطني النجف وكربلاء، أكد الشيخ حميد الكرطاني، أحد شيوخ الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الهدف واضح الآن وهو محاولة اللعب بالورقة الطائفية، لكن من زاوية مختلفة عما كان عليه الأمر في الماضي»، مشيراً إلى أنه في السابق «كان التنظيم الإرهابي ينظر إلى مواطني المحافظات الغربية من منطلق موالاته أو الوقوف ضده وليس من منطلق طائفي، وهو ما جعله يقتل السُنّة مثلما يقتل الشيعة». وأضاف الكرطاني أن «الذي اختلف الآن هو محاولته البحث عن حاضنة يمكن أن تقبل وجوده وتحركاته، وهو ما جعله يدغدغ عواطف الجمهور بإطلاق سراح المختطَفين السنّة، بينما يحاول اللعب بالورقة السياسية حالياً عبر زيادة تأزيمها بقتله المواطنين الشيعة، وهي سياسة بات الجميع يعرف دوافعها، ولن يستجيب لها أحد».في السياق نفسه، أكد كريم النوري، القيادي السابق في الحشد الشعبي وعضو منظمة بدر، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تنظيم القاعدة كان قد عوّل كثيراً على الورقة الطائفية قبل ظهور (داعش) بسنوات، وكانت قمة ما عمله هو تفجير مرقدي سامراء، غير أن هذه الورقة احترقت تماماً ولم تعد لها أية قيمة الآن». وأضاف النوري أن «دماء السنّة والشيعة اختلطت معاً في معارك التحرير ولا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، إذ إن (داعش) انتهى ولم يعد قادرا على المواجهة إلا عبر أساليب التخفي»، مبيناً أن «إطلاق سراح مواطني حديثة وقتل مواطني النجف ليس أكثر من محاولة بائسة، لأن (داعش) الذي طالما ادعى تمثيل المكون السني أوغل في أبناء هذا المكون قتلاً».وأوضح النوري أن «كل العمليات التي يقوم بها (داعش) هي عمليات تجري في الظلام، مما يعني عدم امتلاكه القدرة على مواجهة القوات الأمنية العراقية علناً، وبالتالي فإن الكلام عن عودة (داعش) أمر بات مستهلكاً سوى أن الأميركيين يريدون تسويق هذا المفهوم في سبيل شرعنة وجودهم في العراق».وكان زاهر الجبوري عضو اللجنة الأمنية في محافظة النجف أكد من جانبه أن ستة من صيادي السمك وقعوا صباح أمس في كمين لـ«داعش» أثناء توجههم إلى بحيرة الثرثار، وقُتلوا جميعاً بعد فتح المجموعة الإرهابية النار عليهم.وأضاف الجبوري أن ستة شبان آخرين من جامعي الكمأ وُجِدوا مقتولين رمياً بالرصاص عند أطراف البحيرة ذاتها بعد ساعات من اختطافهم مساء أول من أمس على أيدي مجموعة إرهابية. وحمّل الجبوري القوات الأميركية مسؤولية عودة انتشار إرهابيي تنظيم «داعش» في واديي حوران والقذف والصحراء الغربية.إلى ذلك، اتفقت حكومة إقليم كردستان مع دائرة الطب العدلي في بغداد، على تبادل الوثائق والمعلومات بشأن المواطنين الذين فُقِدوا إثر هجمات «داعش»، لكي تعمل دائرة الطب على كشف مصيرهم. وقال مسؤول هيئة التحقيقات وجمع الوثائق، حسام عبد الرزاق، في تصريح أمس: «نحن نقدم ما نملكه من عينات ووثائق أرشيفية حول الأشخاص المفقودين بغرض إجراء الفحوصات ومنها فحص الـDNA، وتتضمن المرحلة الثانية فتح القبور وإخراج الرفات لأخذ عينات منها». وفي عام 2014، وقع أكثر من 6300 إيزيدي في قبضة «داعش»، وبعد تحرير نحو 3 آلاف و300 منهم، والعثور على 68 مقبرة جماعية، لا يزال مصير ثلاثة آلاف مجهولاً.
مشاركة :