المعزّون في خيمة «شهداء العنود»: «الطائفية» ورقة خاسرة في يد «الإرهاب»

  • 6/5/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

< تدفق المعزون من مختلف المناطق السعودية ودول الخليج العربي عصر أمس، على خيمة عزاء «شهداء العنود»، لمواساة ذويهم والتعبير عن الوقوف صفاً واحداً في مواجهة الإرهاب والطائفية ومحاولات إثارة الفتنة، موجهين صفعة جديدة لمخططات التنظيمات الإرهابية في شق وحدة السعوديين عبر اللعب على «وتر الطائفية». وكان الحضور المناطقي والقبلي لافتاً في مخيم العزاء، فيما ألقى بعض المعزين كلمات مواساة لأسر الشهداء، عبر المتحدثون من خلالها عن أن «الجرح واحد والألم واحد». كما استنكروا «كل محاولة للمساس بالنسيج الواحد للمجتمع السعودي، الذي يقوى بتنوعه وتعدده». ويستمر العزاء إلى السبت المقبل في المخيم، الذي يعمل فيه زهاء ألف شاب متطوع. ويتوقع أن يكون اليوم الجمعة وغداً السبت ذروة العزاء، مع وصول المزيد من المعزين من مناطق مختلفة في المملكة. وفي الدمام، يتوقع أن يشهد جامع الإمام الحسين في حي العنود حضوراً كثيفاً من المصلين اليوم الجمعة، في محاولة للرد على الإرهاب التفجيري الذي حاول استهداف الجامع الأسبوع الماضي. ويلمس المتجول في شوارع المنطقة الشرقية، حضوراً أمنياً كثيفاً، وسط تعاون لافت من جانب المواطنين والمقيمين مع نقاط التفتيش، الذين أكدوا أهمية تشديد الإجراءات لإجهاض خطط الإرهابيين. وتزايد الحضور الأمني عصر أمس، مع اقتراب يوم الجمعة، الموعد الذي بات افتراضياً للعمليات الإرهابية التفجيرية، بعد أن شهد الجمعة الماضي تفجير جامع الإمام الحسين في حي العنود بالدمام، والجمعة الذي سبقه تفجير مسجد الإمام علي بن أبي طالب في بلدة القديح (محافظة القطيف)، وأسفرت العمليتان الانتحاريتان عن 26 شهيداً، وعشرات المصابين. إلى ذلك، حذرت عائلات شهداء تفجير القديح من «قوى الشر والظلام»، التي ربما تستغل أسماء الشهداء في «إثارة البلبلة والفتنة وضعضعة النسيج الاجتماعي والوطني»، مؤكدين أنهم لا يطالبون أحداً بثأر أو انتقام، لافتين بعد أسبوعين من وقوع الجريمة، التي أودت بحياة 22 شهيداً، فضلاً عن عشرات المصابين، إلى أنهم تركوا مسؤولية البحث عن القاتل والممولين والمحرضين للدولة. وأصدر أعيان وعائلات شهداء القديح أمس بياناً (حصلت «الحياة» على نسخة منه) أوضحوا فيه أن «المخططين للجريمة الآثمة التي استشهد فيها كوكبة من المؤمنين، وهم يؤدُّون الصلاة في مسجد الإمام علي بالقديح، وقبلها جريمة الدالوة، ثم ألحقوا بهما جريمتهم في مسجد الإمام الحسين بمدينة الدمام، يهدفون إلى تمزيق الأمة وتخريب البلد، بجر أبنائها إلى الاحتراب بينهم، سنة وشيعة». وأشار الموقعون على البيان إلى مخططات الإرهابيين من خلال التفجيرات، حين ذكروا «إن كل حملات السب والشتم والقدح والتحريض، والتبديع والتكفير، سواءً أكانت على المنابر أم في الصحف المغرضة أم القنوات الفضائية الحاقدة، ووسائل التواصل، فشلت في أن تنال من لحمة الإخاء المكين بين أبناء الوطن، فلم يبق إلا أن انتقلت من دور الدس والتحريض، إلى دور التنفيذ العملي لجرائم القتل واستباحة بيوت الله، ودماء المصلين فيها، عسى أن يتحقق ما تريد، في محاولة مفضوحة لإيقاع الشيعة في فخ الفتنة، كي يتهموا إخوتهم السنة بارتكاب هذه الجرائم، فيحققون ما يصبون إليه ويخططون». وأكدوا أن «هذا الوطن بسنته وشيعته، بوعيهم لخطورة ما يحاك لهم، فوَّتوا عليهم الفرصة حتى الآن بحمد الله ومنِّه، وتجلّى هذا الوعي بأبهى صوره في تقاطر الحشود الكبيرة والوفود الكثيرة إلى سرادق العزاء في القديح، من مناطق المملكة كافة، معزِّين ومواسين ومنددين بهذه الجريمة الشنعاء، ضاربين بذلك أروع الأمثلة على التضامن والتعاضد والإخاء». إلا أن عوائل الشهداء لم يستبعدوا في بيانهم أن تقوم «هذه الشرذمة الضالة بتصعِيد جرائمها، في مساجد أهلنا أهل السنة وتلصقها بالشيعة، منبهين إلى «وجوب الحيطة وتوخِّي الحذر. وفيما أكدوا أنهم تركوا «البحث عن القاتل والممولين والمحرضين للدولة»، شددوا بالقول: «لا نطالبُ أحداً بثأر أو انتقام، ونرفض أي راية تستغل أسماء شهدائنا في إثارة البلبلة والفتنة وضعضعة النسيج الاجتماعي والوطني، مدعيةً رد الحق لشهدائنا والنيل من أيِّ فئة، حتى لا ندع مجالاً لهذه الثلة الإرهابية المبغوضة، باستغلال الموقف والميل في جريمة أخرى على مكونٍ آخر من مكونات الوطن، في محاولةٍ لإثارة وتوجيه أصابع الاتهام للشيعة، في محاولاتهم البائسة لإشعال نار الفتنة»، مؤكدين ضرورة «حفظ النظام الاجتماعي في الوطن، ومن الوارد جداً أن يرتكب الأعداء حماقة وينسبوها للشيعة»، داعين إلى «التنبّه والحذر من قوى الشر والظلام. وقى الله البشرية من شرور هؤلاء الأشرار ورد كيدهم إلى نحورهم».

مشاركة :