علي مبخوت: رحيل زاكيروني كان ضرورة بعد كأس الخليج

  • 2/24/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

منذ أن ضاع حلم آسيا، وفي اللحظة التي ودع فيها المنتخب الوطني نهائيات «الإمارات 2019» من نصف النهائي، انهالت أسهم النقد على لاعبي «الأبيض»، منها من اتهمتم بالتقصير، وأخرى طالبت بـ «حساب عسير»، رغم أنهم أنفسهم من تغزل فيهم المنتقدون بـ «أبيات الشعر»، ونسجوا لهم «كلمات المديح»، قبل مباراة واحدة، عندما قاتلوا أمام أستراليا بدور الثمانية، وتحمل بعضهم نزف الدماء رافعين شعار الوفاء. دارت نقاشات وفتحت المجالس في البيوت وكذلك في القنوات، لكن إلى الآن لم يعرف أحد من «الجاني» ومن «المجني عليه»، هل لاعبو «الأبيض» في قفص الاتهام؟ أم أنهم في حاجة إلى من يترافع عنهم؟ من يرتدي «الروب الأسود» وينادي ببراءتهم من التهم المنسوبة إليهم! علي مبخوت نجم المنتخب والجزيرة يعد أحد من وجهت لهم سهام النقد، حاكموه أمام الشاشات من دون سماع مرافعة الدفاع، أو أن تخرج الكواليس وتتعرف الساحة الرياضية على الأسباب الحقيقة للسقوط من نصف نهائي البطولة القارية. وعندما يتحدث نجم وهداف في قيمة علي مبخوت، فإنه يلمس «كبد» الحقيقة، ويبقى حديثه «ذو شجون»، خاصة إذا تعلق الأمر بالبطولة الآسيوية. توجهت «الاتحاد» إلى نجم الجزيرة وحاورته، لكي تكون منبراً له، يتحدث من خلاله إلى الساحة الرياضية، ليس لتبرئة نفسه من تهم لا أساس لها من الصحة، لأنها في الأصل ليست موجودة، ولكن ليخلي ذمته من شهادة للتاريخ، كونه كان في قلب الحدث، وشاهد عيان على فصول الرواية من البداية إلى النهاية. حوار مطول لم يكتف فيه بالتسديد في كل الاتجاهات، لكنه صوب كراته إلى الهدف مباشرة، فجر بعض المفاجآت بشأن رأيه في زاكيروني، وضرورة رحيله بعد كأس الخليج بالكويت، وكذلك رده على مرضى الشهرة، كما فضل أن يطلق عليهم. في البداية، أكد مبخوت عدم تقصير أي لاعب في حق منتخب بلاده، مؤكداً أن الجميع قام بدوره على أكمل وجه، رغم المباراة الأخيرة التي جاءت فيها الخسارة بنتيجة ثقيلة.. وقال: عطفاً على الأداء العام منذ ضربة البداية، لم يتوقع أي شخص وصول «الأبيض» إلى «مربع الذهب»، إلا أن المنتخب بعزيمة أبنائه ورغبتهم في إسعاد جماهيرهم تحقق له ذلك، ووصلنا إلى أفضل أربعة منتخبات على مستوى القارة، ولكن الخسارة الثقيلة غطت على كل شيء. وأضاف: تعرضنا للنقد اللاذع والاتهامات الباطلة، والتي لا تمت للحقيقة بـ «صلة»، وأعتقد أن من يشكك في ولاء أي لاعب من لاعبي الإمارات لمنتخبه، فهذه هي الخيانة بعينها، وهذا هو قمة الظلم الذي يخرج على لسان مرضى الشهرة الذين يعشقون الصعود والظهور، حتى لو كان ذلك على حساب منتخب بلادهم، والمثير أن أولئك الذين يتحدثون عن الانتماء، هم من يفتقدونه ولا يعرفون معنى هذه الكلمة. وفجر مبخوت مفاجأة من العيار الثقيل، عندما أكد أن من بين هؤلاء المنتقدين الذين أطلق عليهم لقب مرضى الشهرة، من يتمنى خسارة منتخبه، حتى يخرج ويهلل ويصرخ على الشاشات، ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وشدد على أن الجماهير واعية، وتعرف جيداً من المقصر، ومن قام بواجبه. وعن أسباب الإخفاق في نصف نهائي كأس آسيا، قال: كلنا مسؤولون، لاعبين وجهازاً وكل شخص مسؤول عن كرة الإمارات، فلا يوجد فرد معين يتحمل المسؤولية، ولا لاعب بذاته أو مدرب أو جهة محددة، والمسؤولية تقع على الجميع، تجاه ما حدث، وإن كنت أرى أن الوصول إلى نصف النهائي شيء جيد، إلا أن نتيجة المباراة وحساسيتها جعلت الجميع يشعر بـ «الغصة». أما عن أداء المنتخب بشكل عام خلال البطولة، فقال هداف «الأبيض»: نعرف جيداً أن الأداء كان متذبذباً، ولم يرض طموحات الجماهير، ولكن في النهاية المحصلة بالنتائج، وفي الوقت نفسه فإن اللاعبين ليسوا المسؤولين عن هذه الصورة، وكلها تعليمات المدرب، ولا يمكن لأي لاعب أن يغض الطرف أو يرفض رأي مدربه! رحيل زاكيروني وفيما يخص رأيه في الإيطالي زاكيروني، قال: أنا كلاعب لا يمكنني أن أنتقد مدرباً أو تقييمه، ولكن أتحدث مشجعاً لمنتخب بلدي، حيث لم يكن فكره متماشياً مع كرة الإمارات، ونحن نحب الكرة، وهذا الجيل تحديداً يعشق اللعب الجميل، وسبق وأن أبدع من خلال هذا الفكر الذي يعتمد على التمرير، واللعب على الهجوم، ولكن الطريقة الدفاعية لا يمكن أن تساعدنا، وبالفعل أفقدتنا هويتنا التي كنا نتميز بها ونتغلب بها على أعتى وأكبر المنتخبات في القارة. وأضاف: بكل صراحة كان يجب أن يرحل زاكيروني، بعد الانتهاء من المشاركة في كأس الخليج «خليجي 23» التي أقيمت في الكويت، حيث لاحظ الجميع أن فكره لا يتناسب مع كرتنا، فنحن لا نحب الدفاع الإيطالي ولا نتميز به، الشيء الذي جعل الجميع يلعب علينا، ووضعنا دائماً في موقف دفاعي أمام المنافسين مهما كانت قوتهم. استعداد ليس بحجم الحدث وعن الاستعداد لكأس آسيا بشكل عام والمرحلة الأخيرة بشكل خاص، أكد مهاجم الجزيرة أن التحضيرات لم تكن ضعيفة أو قوية، لكنها لا تتناسب مطلقاً مع حجم البطولة، وكان يجب خوض وديات قوية تؤهل اللاعبين مثلما فعلت باقي المنتخبات التي شاركت في البطولة، وقال: بكل تأكيد المباريات القوية تساعد اللاعب والمدرب في الوقت نفسه، حيث تسهم في مزيد من الاحتكاك الفني، وكذلك الإعداد النفسي بمواجهة منتخبات تضاهيك في القوة، أو حتى أفضل منك، فلا مانع من ذلك لاختبار القوة وتجهيز اللاعبين. وشدد مبخوت على أن حالة الإحباط من جراء أداء «الأبيض» قبل البطولة كانت السبب الأساسي وراء غياب الجماهير في البطولة، حيث سيطرت حالة من الإحباط الشديد على أنصار المنتخب، وكان الأمر السائد أن «الأبيض» لن يذهب بعيداً في البطولة، ولكن وصل إلى الدور نصف النهائي، وحضرت الجماهير بقوة، ومع كل أسف لم نستطع رسم البسمة على وجوههم في هذا اللقاء الصعب والحساس، مؤكداً أن الجماهير معذورة تماماً في حالة الإحباط التي سيطرت عليهم. الروح لا تكفي ونفى مبخوت أن يكون الوصول إلى نصف النهائي، هو أقصى طموحات اللاعبين وقال: بكل أمانة كان هدفنا الكأس، حتى وإن كان الأداء لم يرضنا، وكنا نعرف أن الشكل العام لن يرضي الجماهير، وتوقعنا كل السقطات، سواء بالتعادل في الافتتاح أو أمام تايلاند، ورغم ذلك قاتلنا، وبذلنا أقصى ما في طاقتنا، ولكن هناك أمور تكون خارجة عن إطار الروح القتالية فقط، وتحتاج إلى شكل مختلف وأداء من نوع آخر. وفيما يخص طرق علاج أخطاء الماضي قال: يجب إصلاح المنظومة بأكملها ويجب فتح باب الاحتراف الحقيقي أمام اللاعب الإماراتي، خاصة أن الاحتراف الخارجي أمر مفيد للغاية ويصقل المهارات، خصوصاً أننا نملك المواهب القادرة على خوض هذه التجارب والنجاح فيها، مؤكداً على ضرورة الاختيار الصحيح للمدرب القادم مشيراً إلى حتمية اعتماد مدرسة تتناسب مع فكر اللاعب الإماراتي. المدرسة الهولندية ويرى مبخوت أن المدرسة الهولندية هي الأنسب لكرة الإمارات في الوقت الراهن، وقال: حققت هذه المدرسة نجاحات كبيرة مع الأندية، وتعتمد في الأساس على الأداء الجماعي والكرة الجماعية والهجومية في الوقت نفسه، الأمر الذي يخرج كافة الطاقات المكتومة لدى اللاعب الإماراتي، مشيراً إلى أن هناك مشواراً طويلاً في الفترة المقبلة يجب التخطيط له بعناية فائقة، خصوصاً أن الجماهير لن تتنازل عن الصعود إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. ورغم أن كأس آسيا مقبلة بعد أربع سنوات، فإن هداف «الأبيض» أكد أنها حلمه الأكبر، وفوز الإمارات باللقب ليس أمراً مستحيلاً كما يتخيل البعض، بشرط التجهيز بشكل جيد ودقيق للفترة المقبلة، كما أنه سوف يقاتل، لكي يتواجد مع الجيل المقبل الذي سوف يشارك في البطولة. وطالب مبخوت بضرورة الاعتماد على الشباب في الفترة المقبلة، شرط أن يتم اختيار أصحاب الشخصية داخل الملعب وخارجه، لكي يمكنهم العطاء، وأنه لا يمكن للاعب ضعيف الشخصية أن يعطي، حتى وإن كان يملك الموهبة.

مشاركة :