يركض عبد الله السعيد بمجرد أن يرى الكرة وصلت إلى قدم حسام غالي.. فهو يعرف أن التمريرة قادمة، طويلة، ودقيقة.. ويعرف لاعبو الأهلي أن المغامرة مطلوبة.. أن التمريرة التي تكون طولية، صحيح قد لا تصل لمحطتها وتبدو أمام الجماهير كرة خاطئة وسيئة، لكنها لو وصلت ستتحول إلى هدف.. وملك التمريرات الطولية في مصر هو حسام غالي.. ربما تتذكر تمريرات خاطئة له، لكن يجب أن تتذكر أيضا أن هذا اللاعب دقة كراته تبلغ 85%، وقد فاز بكأس أمم إفريقيا، بدوري الأبطال، بالدوري، بالكأس، وبكل ما بلغت يداه. لهذا كان غالي هو رجل FilGoal.com في نوع مختلف من التقارير.. أسئلة فنية يمكن أن نتعلم منها.. كيف يتميز حسام عاشور في استرجاع الكرات من الخصم، كيف يسرق متعب المدافعين، كيف تراوغ مثل حفني، متى تستخدم يدك العكسية على طريقة أحمد الشناوي.. واليوم كيف تلعب بتلك الثقة يا حسام؟ (1) يقول حسام غالي لـFilGoal.com: من الطبيعي أن أتحلى بصفة الثقة في النفس.. وهي الأهم فيما يخص قيادة فريق. أنا لاعب في الفريق الاول منذ 15 عاما.. رحلتي كانت طويلة.. مع الأهلي، في هولندا، إنجلترا والسعودية. تعلمت من مانويل جوزيه، من رود خوليت في فينيورد.. اكتسبت خبرات من تجارب إيجابية وسلبية، خبراتي ارتفعت، وجعلتني أشكل ثقافة جيدة عن كرة القدم والتعامل فنيا ومعنويا. أؤمن تماما أن اللاعب الذي يهتم ويعطي للتدريبات قيمتها وقدرها ويبذل قصارى جهده فيها، فإنها تجعله دائما جاهزا لأصعب المواقف مهما كانت. متى تحتفظ بالكرة؟ (2) يرد غالي: عندما نلعب أمام خصم يعتمد على الدفاع المنخفض، تكون الرقابة لصيقة على مهاجمي الأهلي، وقتها يجب أن أقف على كرتي قليلا. ويردف هنا يجب أن تقرأ اسلوب دفاع الخصم جيدا، ثم تحدد.. ربما الأنسب أن أرسل الكرة للجناحين حتى نبدأ التحرك الهجومي معا، ربما الأنسب أن أرسلها طولية للعمق، أو أتمهل أكثر حتى يفلت أحد رفاقي. المهم دوما، ألا يتحول الاحتفاظ بالكرة إلى لعب بطيء.. وعلاج هذا بسيط. وأوضح صحيح أن عليك الوقوف على الكرة، لكن في الوقت نفسه عليك أن تعرف كيف تتصرف بها سريعا حتى لا يتحول تحكمك في الكرة إلى سلبية. قبل أن تصلك الكرة، ارفع عينيك لقراءة الملعب والتعرف على موقع كل لاعب سواء زميل لك أو من الخصم.. ارفع عينيك لترسم خارطة للملعب، وقتها سيكون تصرفك بالكرة أسرع بكثير حين تصلك. ماذا عن التمرير السريع؟ (3) يرد سريعا في الهجمات المرتدة، أيضا النظر قبل تسلم الكرة يصنع الفارق هنا. كرة القدم لعبة الحواس الكاملة، ذهنيا ونفسيا وعضليا وعقليا وجوارح مختلفة تتفاعل مع بعضها البعص تعطيك في النهاية ما تريده كلاعب. في المرتدات تظهر براعة غالي في التمريرات الطولية، فكيف ينجح في إرسالها؟ يفصح غالي أتدرب على التمريرات الطولية كل يوم منذ كنت ناشئا.. لكن هناك بالقطع أمور أخرى مهمة. أتحدث مع اللاعبين كثيرا، في التدريبات أتعلم متى أمرر لهم، وكيف يتحركون، وكيف يستقبلون الكرات لأن هذا يختلف في تقنية التمرير. (4) ويكشف الثنائي عبد الله السعيد ووليد سليمان دوما ما يركض فور وصول الكرة إلى قدمي.. فكل منهما يفهم بشكل رائع ما أنوي القيام به دائما. وكيف تنظم صفوف الفريق ينظر غالي جواره، ويقول: اسمح لي أن أجعل زميلي سعد سمير يرد على هذا السؤال.. سعد.. سعد.. كيف أعطيكم التعليمات في الملعب وأنظمكم؟. يرد سعد سمير: عبر التفاهم والتعاون والتنسيق والتوجيه الرشيد.. ففي الدفاع تطلب ممن هو مسؤول عن تلك العملية بالقيام بأدوراه وفي الهجوم تنصح من عليه المهمة بأن ينطلق في المكان والتوقيت المناسب وهكذا. ويعلق غالي باسما إنها الخبرة بالإضافة إلى إيماني المطلق بأمر مهم.. إذا كان الفريق كله في حالته ويؤدي بشكل جيد فإن جميع اللاعبين سيظهرون في أحسن حالي حتى لو كان فيهم واحد بعيد عن حالته.. أما لو كان الفريق في حال سئي، فإن أفضل اللاعبين سيظهر بصورة سيئة. أخيرا.. ألا تخاف من ارتكاب أخطاء في الملعب؟ بالطبع لا أخاف الأخطاء.. لو خفت لوقعت في تلك الأخطاء، أما الثقة المتولدة عن خبرات ومهارات تجعلك تلعب بشجاعة.