الجزائر.. تظاهرات حاشدة ضد ترشح بوتفليقة لولاية خامسة

  • 3/9/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة – كونا) — تطورات متلاحقة غير مسبوقة تشهدها الساحة الجزائرية تميزت بخرج مئات الآلاف من الجزائريين اليوم الجمعة إلى مختلف احياء الجزائر مرددين شعارات مناهضة لترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة وذلك رغم تحذير الاخير أمس من “فوضى” و”فتنة”. وللجمعة الثالثة على التوالي وبمشاركة وصفت بالقياسية خرج مئات الآلاف من الجزائريين اليوم الى الشوارع ضمن مشهد سياسي ومرحلة توتر لم تعشها البلاد منذ سنوات. ومنذ إعلان ترشحه لولاية خامسة أصبح بوتفليقة هدفا لاحتجاجات غير مسبوقة هي الأولى في تاريخ حكمه تطالبه بالرحيل وعدم الترشح في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها أبريل المقبل. وثمة اجماع على ان مسيرات اليوم سواء في الجزائر او مختلف الولايات تختلف عن مسيرات 22 فبراير والاول من مارس من حيث المشاركة القياسية والتنظيم والتنسيق حيث لم تشهد الجزائر منذ استقلالها خروج متظاهرين بهذه الاعداد الى الشوارع للاحتجاج ورفع مطلب واحد وهو “رحيل الرئيس بوتفليقة وتغيير النظام”. وقد امتلأت شوارع الجزائر العاصمة بالمتظاهرين وسط تعزيزات امنية مكثفة واعلنت جميع شرائح المجتمع الجزائري انضمامها للاحتجاجات والتحاقها بالحراك الشعبي بما فيها الاحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والنقابات الوطنية والمنظمات الجماهيرية في وقت يشهد فيه حزب الاغلبية انشقاقات وتصدعات على خلفية ترشح بوتفليقة لولاية جديدة. وقد تميزت مظاهرات اليوم بحضور قياسي للنساء الجزائريات في عيدهن العالمي حيث اكدن رغبتهن المشاركة في المظاهرات الرافضة لترشح الرئيس بوتفليقة وشهدت حضور رموز نسوية ومجاهدات على غرار جميلة بوحيرد وزهرة ظريف بيطاط بالإضافة الى زوجة الزعيم حسين آيت أحمد الرئيس الشرفي لأقدم حزب معارض في الجزائر (الأفافاس) الذي اعلن الاربعاء الماضي سحب نوابه من البرلمان بغرفتيه. كما شارك في المسيرات رؤساء احزاب المعارضة التي شاركت في الاجتماع التشاوري يوم امس الخميس وعدد كبير من الشخصيات السياسية يتقدمهم رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور. ومن بين السلوكيات التي ميزت المسيرة حمل الكثير من المشاركين خصوصا العنصر النسوي ورودا حمراء وملونة في اشارة الى سلمية المظاهرات كما ارتدت البعض منهن اللباس التقليدي الجزائري (الحايك) في مبادرة استحسنها الجميع. وحاول بعض الشباب تأطير المسيرات من خلال تشكيل سلاسل بشرية لمنع اي تسلل للمتظاهرين الفوضويين او التسبب في احداث اعمال شغب مع الالتزام ببعض التعليمات التي تضمن مواصلة المسيرات بطريقة سلمية وحضارية بعيدا عن كل الاتهامات بالفوضى والتخريب. وقد تزامنت هذه التطورات مع اعلان قياديين بارزين وبرلمانيين عن الحزب الحاكم استقالاتهم من مناصبهم كذلك احتجاجا على ترشح الرئيس بوتفليقة لولاية جديدة خلال الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل المقبل. ومن جانبه قال عضو المكتب السياسي والمنسق السابق لحركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري (أفلان) عبدالكريم عبادة إنه قرر الانسحاب من القيادة الموسعة لهيئة تسيير الحزب بعد 24 ساعة من تنصيبه برفقة أعضاء آخرين. وأعرب عبادة في بيان وقعه باسمه الشخصي عن رفضه “لاستغلال اسمه من طرف أي جهة كانت” مؤكدا أنه “يتبرأ من استغلاله أو لمساره التاريخي كغطاء سياسي في أي مناورة سياسية أو حزبية تقوم بها أي جهة كانت لاسيما في هذا المنعطف التاريخي الحاسم للجزائر”. وأوضح أنه وجميع الأعضاء بحركة التقويم والتأصيل للحزب “متجذرون ضمن صفوف الشعب الجزائري الأبي في حراكه الحضاري المشرف الرافض لولاية جديدة للمترشح بوتفليقة”. كما أعلن عدد من نواب الحزب صاحب الأغلبية في الحكومة والبرلمان استقالتهم من (أفلان) مؤكدين في بيان أنهم “يفضلون الالتحاق ودعم الحراك الشعبي المناهض للولاية الخامسة”. وجاء البيان مرفقا بقائمة تحمل أسماء برلمانيين وقياديين بينهم عبدالقادر شرار ومحمد بوعزارة وعيسى خيري وبوعلام جعفر وحكيمي صالح ونادية حناشي وعبدالرحمن السهلي. واحتج النواب على “الطريقة التي يتم بها تسيير شؤون الحزب وفي مقدمته مسؤولها الأول ورئيس البرلمان الحالي معاذ بوشارب ” معتبرين إياه “غير شرعي ويفضل السطو على إرادة المناضلين وإجبارهم على ترشيح الرئيس المنتهية ولايته بطريقة ارتجالية دون استشارة القاعدة”. ويعتبر (أفلان) بمثابة قائد التحالف الرئاسي الذي قام بترشيح بوتفليقة لولاية جديدة حيث ناشده في العديد من المناسبات من أجل ضمان الاستمرارية قبل أن تلتحق به أحزاب (ارندي) و(أمبيا) و(تاج) إلا أن الأمور سارت عكس ما كان يتوقعه هذا التكتل الذي يواجه معارضة شرسة من الشعب الجزائري الرافض لهذا الترشيح. وكان بوتفليقة حذر في رسالة أمس بمناسبة يوم المرأة العالمي من “الفتنة” و”الفوضى” ودعا في رسالته “إلى الحذر والحيطة من اختراق هذا التعبير السلمي من طرف أية فئة غادرة داخلية أو أجنبية قد تؤدي إلى إثارة الفتنة وإشاعة الفوضى”. كما حذرت السفارة الأمريكية في الجزائر أمس رعاياها المتواجدون في الجزائر من مظاهرات اليوم في جميع أنحاء الجزائر والتي تندد بترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية جديدة. وخرجت مسيرات شعبية في الجزائر منذ 22 فبراير الماضي في مختلف ولايات الجزائر للمطالبة بتراجع بوتفليقة عن الترشح لولاية جديدة ورحيل النظام.

مشاركة :