طرابلس - قال مصطفى صنع الله رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إن حقل الشرارة النفطي، أكبر حقل في البلاد، لا يزال مغلقا بسبب استمرار وجود مجموعة مسلحة بالداخل. والحقل الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 315 ألف برميل يوميا مغلق منذ ديسمبر/كانون الأول عندما سيطر عليه حراس ورجال قبائل من أجل تحقيق مطالب مالية قبل أن يبسط الجيش الليبي سيطرته عليها. ورفض صنع الله في تسجيل مصور نشر الأحد دعوات إلى فتح الحقل من قوات الجيش الليبي التي سيطرت عليه وأعلنت أنه أصبح آمنا. وقال صنع الله في الشريط المصور الذي بث على الإنترنت "الحقل مازال مقفلا بسبب وجود مجموعة المدنيين، هذه الميليشيا المسلحة الموجودة وبعض العسكريين معهم أيضا". وبدا الجيش الليبي في يناير /كانون الثاني هجوما قالت إنه يهدف لتأمين حقل الشرارة وحقل الفيل القريب منه ومحاربة المتشددين في الجنوب. وأرسلت في فبراير/ شباط قوة إلى الحقل وسلمت في الأسبوع الماضي السيطرة عليه إلى حراس أمن المنشآت النفطية الذين كانوا سببا في إغلاقه وذلك بعد مفاوضات معهم حول مطالبهم. ودعت قوات الجيش الليبي المؤسسة الوطنية للنفط بعد ذلك إلى رفع حالة القوة القاهرة. لكن صنع الله قال إنه لم يتم الوفاء حتى الآن بالشروط التي وضعتها المؤسسة لمثل هذه الخطوة مثل سلامة العمال ومغادرة المجموعة المسلحة المسؤولة عن إغلاق الحقل. وأضاف "الحقيقة الحقل مش آمن حتى الآن". وقال إن المؤسسة الوطنية للنفط على اتصال بقوات الجيش الليبي. وأضاف أن المؤسسة محايدة وتتعامل مع كل الأطراف في الصراع الليبي، مفسرا اتصالاته مع القوات المسلحة الليبية. ويقوم الجيش الليبي بالفعل بتأمين موانئ نفط في شرق البلاد وأعلنت الأسبوع الماضي أيضا السيطرة على حقل الفيل الذي ينتج نحو 75 ألف برميل يوميا. وقال مهندس بحقل الفيل النفطي طلب عدم نشر اسمه إن الإنتاج لم يتأثر ومستمر بطاقة 75 ألف برميل يوميا وهو المستوى المعتاد، ونفى تقارير وسائل إعلام محلية أفادت بوقوع اشتباكات داخل الحقل الموجود في عمق جنوب ليبيا. ويشن الجيش الليبي بقيادة القائد العسكري خليفة حفتر هجوما في جنوب ليبيا منذ الشهر الماضي. و قال المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري إن القوات سمحت لطائرات شركات النفط المتجهة إلى حقل الفيل وحقل الشرارة القريب باستئناف الطيران. وفرضت القوات الليبية هذا الشهر حظرا على تحليق الطائرات دون إذن منها ونفذت ضربات جوية قرب حقل الفيل بعد أن وصلت طائرة تحمل قائدا منافسا من طرابلس التي يوجد بها مقر الحكومة المعترف بها دوليا، ويدعم حفتر حكومة منافسة تتخذ من الشرق قاعدة لها. ويمثل النفط شريان حياة في ليبيا وتعمل كل الأطراف المتصارعة على الساحة الليبية للسيطرة على الموارد النفطية في بلد يعيش أزمات منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي في 2011.
مشاركة :