تظل المملكة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز، دولة مواقف ثابتة ورؤية واضحة، مواقف لا ترتهن للمتغيرات السياسية، والمحاور الإقليمية والدولية، بل ترتكز على أسس راسخة قام عليها هذا الكيان الشامخ، وسار على هديها قادة البلاد واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن، وكل ما يخدم قضايا الأمة العربية والإسلامية، ويعزز الأمن والسلام العالميين.وانطلاقا من كل هذا وذاك جدد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في كلمته أمام القادة العرب والأوروبيين في قمة شرم الشيخ، التأكيد على مواقف المملكة الثابتة من قضايا المنطقة، مشددا على محورية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، وعلى الالتزام بمحاربة الإرهاب وداعميه ومموليه، وعلى رأسهم نظام طهران الذي يشكل رأس الأفعى في هذا الوباء العالمي، ومجددا تمسك الرياض بالحل السياسي للأزمة اليمنية، محملا المليشيات الحوثية المدعومة من إيران مسؤولية استمرار معاناة الشعب اليمني.ومما لا شك فيه أن قمة شرم الشيخ على قدر كبير من الأهمية لما يجمع بين الدول العربية والأوروبية من قواسم مشتركة، بحكم الجوار، تتطلب مزيدا من التنسيق والتشاور المستمر من أجل تقريب وجهات النظر وإيجاد رؤية موحدة باتجاه حل أمثل لمختلف القضايا الراهنة ذات الاهتمام المشترك.ولا تبتعد جولة ولي العهد الآسيوية عن هذا السياق، إذ تؤمن المملكة بضرورة التوازن في علاقاتها بين الشرق والغرب، دون ارتهان لأي من القطبين، متطلعة لما يخدم مصالحها ويسهم في تحقيق رؤيتها (2030) لمرحلة ما بعد النفط.
مشاركة :