شركة أرامكو السعودية عملاق صناعة النفط تشهد تحولات كبيرة وديناميكية من أجل صناعة المستقبل وفقاً للمتغيرات العالمية وبما يتماشى مع رؤية المملكة، بدأت الشركة في التحول من منتج للنفط إلى الاستثمار فيه من خلال عمليات التكرير والصناعات البتروكيميائية واستغلال المخزونات الكبيرة من الغاز الطبيعي، تبنت أرامكو استراتيجية طموحة تهدف إلى تعظيم واستدامة الإيرادات عبر تنويع مصادر الدخل والتوسع عالمياً وظهرت ملامح تلك الاستراتيجية خلال زيارات سمو ولي العهد لعدد من الدول حيث كانت أرامكو حاضرة في جميع الاتفاقيات الاقتصادية التي تم التوقيع عليها مع تلك الدول، الاقتصاد أصبح هو المحرك الرئيس لبناء علاقات دبلوماسية رفيعة المستوى لأن الدول أدركت أن الخلافات والجمود في العلاقات لا تحلحلها إلا المصالح الاقتصادية، أرامكو السعودية تتوسع في آسيا باستحواذها على حصة من مجمع جيجيانغ الصيني للتكرير والبتروكيميائيات وقبلها في الهند وباكستان وكوريا، قبل عدة أشهر استحوذت بالكامل على مصفاة "بورت آرثر" بطاقتها الاستيعابية التي تصل إلى 600 ألف برميل يومياً، وهي الأكبر في الولايات المتحدة، وتسمح للسعودية بالحصول على موقع استراتيجي يمكنها من نقل نفطها الخام إليها وتصفيته ومن ثم بيعه في أسواق أميركا الشمالية، استحواذ أرامكو على سابك سوف يعزز قدرتها على تطوير الصناعة البتروكيميائية وقبلها قامت بالشراكة مع سابك في إنشاء مجمع لتحويل النفط إلى بتروكيميائيات، وغيرها من الشراكات الاستراتيجية مع شركات عالمية للاستثمار داخل المملكة مثل شراكتها مع شركة داو الأميركية في مشروع صدارة وكذلك شراكتها مع سوميتومو في مشروع بترورابغ، أيضاً هنالك مشروع عملاق مع توتال الفرنسية لإنشاء مجمع للبتروكيميائيات، ومشروع مع نفس الشركة لبيع الوقود بالتجزئة في السعودية، وفي خضم كل هذه التحولات والمشروعات العملاقة والاستراتيجيات الطموحة للشركة إلا أنها لم تتخلَ عن مبادراتها المميزة في خدمة المجتمع من خلال استقطاب الشباب وتعليمهم في أرقى الجامعات العالمية وتدريبهم عملياً وغرس قيم العمل والالتزام بالأنظمة والمحافظة على البيئة فأخرجت لنا أجيالاً وقادةً يساهمون الآن في بناء ونهضة المملكة. عجيبٌ أمر أرامكو السعودية، مع كل ذلك الحراك الاقتصادي الكبير لم تألُ جهداً في التزامها بمسؤولياتها أمام الدولة في المشاركة ببناء المشروعات الحكومية مثل جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وملعب الجوهرة وغيرها الكثير والكثير.. ومع هذا كله، لم تنسَ أرامكو السعودية التزامها أيضاً بالمسؤولية الاجتماعية والتي تتبناه الشركة منذ نشأتها كجزء رئيس من مهامها في عموم مناطق المملكة، لفت نظري قيامها في الأسبوع الماضي بمبادرة جميلة وهو أمر غير مستغرب عليها باستضافة أبناء شهداء الحد الجنوبي لحضور مباراة الكلاسيكو بين ناديي الهلال والاتحاد في ملعب الجوهرة وهذه لفتة حانية في غاية اللطف والأهمية أضفت من خلالها لمسةً رقيقة لأبناء الشهداء وتكريمهم لما سطره آباؤهم شهداؤنا العظام وكان له الأثر الكبير في نفوس الأبناء والاعتزاز بتضحيات آبائهم دفاعاً عن هذا الوطن الغالي، هذا الشعور النبيل نتمنى أن تتبناه الشركات الأخرى والمشاركة في تكريم أبناء الشهداء.
مشاركة :