أدّى رئيس الوزراء السوداني الجديد محمد طاهر ايلا اليمين الدستورية، في حين نزل محتجّون مجدّداً إلى الشارع للمطالبة برحيل الرئيس عمر البشير الذي كان أعلن حال الطوارئ في كامل البلاد وأقال الحكومة السابقة. وكان محمد طاهر ايلا شغل في السابق منصب حاكم ولاية الجزيرة. كما أدّى وزير الدفاع اللواء عوض ابن عوف اليمين الدستورية بصفته الجديدة كنائب اول للرئيس وذلك بعد اقالة سلفه بكري حسن صالح وهو حليف قديم للبشير وكان يعتبر من الشخصيات النافذة في النظام. وأدّى 16 من ضباط الجيش وآخران من الجهاز الوطني للاستعلامات والأمن، اليمين كولاة للولايات الـ18 في السودان. وكان البشير أعلن الجمعة في خطاب إلى الأمّة فرض حال الطوارئ لمدة عام وحلّ الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات. وقال البشير في مراسم أداء الولاة اليمين أول من أمس: «اليوم مرحلة جديدة في تاريخ السودان». واضاف وهو مرتدياً الزي العسكري «وهذه المرحلة تتطلب جهداً خاصاً من ناس خاصين وهي مرحلة تحتاج الى أناس من امثالكم على رأس الولايات. المرحلة تتطلب جهداً مضاعفاً يضمن الأمن والاستقرار». ويتوقّع أن يعلن قريباً عن تشكيلة الحكومة الجديدة بعد التغييرات التي أدخلها في أعلى هرم السلطة في محاولة للاستجابة للتظاهرات التي تهزّ البلاد منذ أكثر من شهرين. وتظاهر الأحد المئات في أم درمان قرب الخرطوم للاحتجاج على حالة الطوارئ التي فرضت الجمعة. وقال الصادق الحسن وهو أحد المتظاهرين في أم درمان «تظاهرة اليوم مختلفة عن تظاهرات الايام السابقة اليوم نتحدى اعلان حال الطوارئ ونريد ان نرسل رسالة للبشير بأن الطوارئ لن توقفنا عن بلوغ هدفنا في اسقاط النظام». من جانبها قالت المتظاهرة سوسن بشير «نريد أن نقول له (الرئيس البشير) اليوم حال الطوارئ لن تقف حائلاً بيننا وبين هدفنا في إسقاطه». ونظّمت تظاهرات أيضاً في الخرطوم في حيّي شمباط وبوري حيث استخدمت قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين، وفق شهود. وفي حي بوري أحرق المحتجّون عجلات مطاطية وأغصان اشجار وأغلقوا الطرقات بالحجارة في حين تجمّع محتجون آخرون في حي المعمورة الراقي، وفق شهود. ومنذ بدء الاحتجاجات تمّ قمع التظاهرات بشدّة في كامل أنحاء البلاد. ووفق حصيلة رسمية قتل 31 شخصاً منذ 19 كانون الاول (ديسمبر) الماضي. لكنّ منظمة «هيومن رايتس ووتش» تقول إنّ 51 شخصاً قتلوا في الاحتجاجات، بينهم أطفال وكوادر طبية. واعتبرت مجموعة الأزمات الدولية أنّ الوضع يمكن أن يتدهور أكثر مع فرض حال الطوارئ. وقال موريتي موتيغا من المجموعة إنّ «البشير سيحتكر السلطات وسيؤدّي هذا إلى مواجهة مع حركة الاحتجاج التي يمكن ان تصبح أعنف». في الأثناء وعد رئيس الوزراء الجديد بالعمل على إيجاد حلّ للأزمة الاقتصادية. وقال بعد أداء اليمين: «نأمل أن نتمكن من معالجة القضايا التي تهمّ المواطنين سواء كان ذلك في المعاش أو الخدمات (...) وفي توفير فرص العمل الكريم لشبابنا». وعلاوة على خفض الدعم عن الخبز، حُرم السودان من ثلاثة ارباع احتياطيه من النفط منذ استقلال جنوب السودان عنه في 2011، وهو يواجه تضخّماً بلغ نحو 70 بالمئة سنوياً ونقصاً كبيراً في العملات الاجنبية. ويواجه السودانيون يومياً ارتفاع الاسعار ونقص المواد الغذائية والمحروقات.
مشاركة :