أكد الوفد الصيني المشارك في المحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، في واشنطن، إن الجانبين حققا تقدمًا مهمًا بالنسبة للعديد من الموضوعات، التي جرى بحثها خلال زيارة الوفد الصيني لواشنطن. وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية، اليوم الإثنين، إن التقدم حدث في موضوعات، مثل نقل التكنولوجيا وحماية حقوق الملكية الفكرية وتجارة المنتجات الزراعية وأسعار الصرف؛ ما يخفف من حدة الحرب التجارية الدائرة بينهما منذ شهور. وتبادلت الدولتان، قبل شهور، فرض رسوم على أكثر من 360 مليار دولار من التجارة فيما بينهما؛ ما ألقى بظلاله السلبية على الأسواق المالية العالمية. وتطالب واشنطن بتغيير ممارسات صينية تعتبرها غير عادلة، ومنها ما تقول إنّها «سرقة» التكنولوجيا الأمريكية والملكية الفكرية. كما تطالب واشنطن بكين برفع معوقات تعترض عمل الشركات الأجنبية في السوق المحلية الصينية، بينما عرضت الصين زيادة وارداتها من السلع الأمريكية، لكن من المتوقّع أن تعارض المطلب الأمريكي بإدخال تعديلات كبيرة على سياساتها الصناعية، مثل خفض الدعم الحكومي. وفي ديسمبر الماضي، علّق ترامب لثلاثة أشهر قراره زيادة الرسوم الجمركية على ما قيمته 200 مليار دولار من السلع الصينية المستوردة، من 10% (حاليًّا) إلى 25%، لإتاحة الوقت أمام المفاوضات. كان وفد صيني بقيادة نائب رئيس الحكومة، ليو هي، قد زار واشنطن لإجراء محادثات لمدة ستة أيام مع الجانب الأمريكي، برئاسة الممثل التجاري الأمريكي، روبرت لايتزر، ووزير الخزانة، ستيفن مونشن؛ لبحث الملفات العالقة في هذا الشأن. وبدأت الولايات المتحدة والصين، رسم الخطوط العريضة لالتزاماتهما المبدئية حيال أبرز المشكلات في نزاعهما التجاري؛ ما يعد أفضل تقدُّم حتى الآن نحو إنهاء الحرب التجارية المستمرة منذ نحو سبعة أشهر. وألمحت معلومات إلى أن واشنطن وبكين توصلا إلى الخطوط العريضة لما يمكن أن يُشكِّل توافقًا مع سعي الجانبين للتوصُّل إلى اتفاق بحلول أول مارس المقبل؛ حيث تنتهي هدنة استمرت 90 يومًا، اتفق عليها ترامب مع الرئيس الصيني شي جين بينج على هامش قمة العشرين. وبحسب المصادر «المطلعة» على سير المحادثات، فإنّ المفاوضين بدأوا إعداد ست مذكرات تفاهم بشأن قضايا أساسية هي النقل القسري للتكنولوجيا والسرقة الإلكترونية وحقوق الملكية الفكرية والخدمات والعملة والزراعة والقيود غير الجمركية على التجارة. وتغطي هذه المذكرات القضايا الأشد تعقيدًا التي تؤثر على العلاقات التجارية بين البلدين، وتهدف من وجهة النظر الأمريكية إلى إنهاء الممارسات التي دفعت ترامب من البداية إلى فرض رسوم على الواردات الصينية. يأتي هذا فيما أوضح أحد المصادر (بحسب رويترز) أنّ المحادثات ما زالت معرضة للإخفاق، رغم تأكيده أنّ العمل على مذكرات تفاهم هو خطوة مهمة نحو دفع الصين إلى الموافقة على مبادئ عامة والتزامات محددة بشأن القضايا الرئيسة. وتسعى بكين وواشنطن للتوصُّل إلى تسوية لخلافاتهما التجارية خلال المحادثات؛ لتجنُّب تصعيد المواجهة التجارية، كما تسبق فرض المزيد من الرسوم الجمركية على واردات السلع الصينية، فيما أبدى ترامب مؤخرًا ما يمكن اعتباره انفتاحًا على تمديد الموعد النهائي لإتمام المفاوضات. وعقب جولة من المفاوضات استضافتها بكين الأسبوع الماضي، قال ترامب، في تغريدة على «تويتر»: «المفاوضون حول التجارة التقوا في الصين؛ حيث كانت الاجتماعات حول التجارة مثمرة جدًّا»، موضحًا أنّ الرسوم الجمركية الحالية يدفعها الصينيون إلى الولايات المتحدة. إعلاميًّا، عبرت وسائل إعلام صينية عن تفاؤلها بشأن التوصل إلى حل لهذه الأزمة، لكن صحفًا أمريكية ذكرت أن التقدم الذي تحقّق ضئيل في أصعب القضايا التي تتطلب إصلاحات بنيوية عميقة من قبل السلطات الصينية.
مشاركة :