لم تمر أسابيع قليلة على تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وطهران، حتى تفجرت قنبلة من العيار الثقيل من شأنها أن تنسف هذه العلاقات، بعد أن كشفت وثائق استخباراتية أن إيران متورطة في التجسس على المغرب. واستنادا إلى وثائق مسربة نشرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن إيران تولي اهتماماً كبيراً لمنطقة شمال إفريقيا، وخاصة المغرب، حيث يتواجد شيعة يدينون لها بالولاء. وذكرت يومية "المساء" المغربية، التي أعادت نشر الخبر أمس أن فضيحة تجسس إيران على المغرب كشفتها الصحيفة البريطانية الواسعة الانتشار والتي أفادت أن عملاء يعملون في جهاز أمن الدولة في جنوب إفريقيا كشفوا في مراسلاتهم المسربة أن سبب التركيز الإيراني على المغرب يأتي بسبب ما وصفوه بتواجد مجموعة شيعية مغربية. وقالت ذات المصادر إن مخابرات دولة جنوب إفريقيا، المعروفة اختصارا باسم "إس إس أي"، راقبت أكثر من أربع سنوات نشاط إيران بالمغرب، بطلب من وكالة المخابرات الأميركية وكذا البريطانية. وأضافت أن تاريخ هذه الوثائق المسربة يعود إلى الفترة الممتدة بين سنتي 2006 و2014. ويشار أن الرباط وطهران اتفقتا، أخيرا، على استئناف علاقتهما الدبلوماسية بعد قطيعة دامت لأكثر من خمس سنوات. وأبدت عدة أوساط مغربية تخوفها من هذه الخطوة، خاصة بعد ثبوت تورط إيران في تحريض ودعم الأقليات الشيعية التي تعيش في البلدان العربية والإسلامية. وكانت مصادر مختلفة كشفت عن تطلعات إيرانية بنشر التشيع في شمال إفريقيا، وهو ما كان أكده أحد الضباط الكبار بالمخابرات السورية، والذي كان نجح في الفرار من دمشق، حيث كشف لوسائل إعلام مغربية أن هناك مخططاً سورياً إيرانياً استهدف أمن المغرب، كما كشف أيضا أن الطرفين معا خططا لتشكيل خلايا نائمة بالمغرب عن طريق دعم لاجئين سوريين وأناس متشيعين.
مشاركة :