ضياء الدين علي ** لأن الكرة مكسب وخسارة، ولأن لاعبي الوصل لم يبخلوا بأي جهد للوفاء بكل معاني التمثيل المشرف في بطولة كأس زايد للأندية العربية، فهم يستحقون مقولة «شكراً ما قصرتم»، لاسيما وأنهم حفظوا لكرة الإمارات تواجدها حتى الدور ربع النهائي، ولا ننكر في الوقت نفسه أن الأمل والحلم كانا أكبر من ذلك بكثير، لأن البطولة التي حملت في ثوبها الجديد اسم الزعيم والرمز الخالد للإمارات والعرب، كانت جديرة بأن يكون أحد فرق الدولة شريكاً في مباراتها النهائية، لاسيما وأنها ستقام في استاد هزاع بن زايد.** ومن باب الشفافية في تقييم المشاركة الإماراتية، علينا أن نعترف بأن «العين والجزيرة والوصل» لم تكن البطولة العربية ضمن حساباتهم هذا الموسم، وكلنا نتذكر كيف تم استيلاد البطولة من جديد بعد أن تولى تركي آل شيخ رئاسة الاتحاد العربي لكرة القدم، وكيف تم رفع سقف جوائز أبطالها، وكيف ارتفعت أسهمها إعلامياً ودعائياً في كل الدول العربية، وأيضاً كيف تم انتقاء ممثلي الإمارات بالاسم حتى يكون الميلاد الجديد للبطولة قوياً ملفتاً مبهراً، وكل هذا تحقق ومازالت أصداؤه حاضرة في مخيلتنا.** ربما كانت المحصلة التي بين أيدينا الآن هي التي لم يتوقعها أحد من المراقبين، بمعنى أن الرهان من اللحظة الأولى كان على العين والجزيرة بنسبة أكبر من الوصل، نظراً لتراجع مستواه عما كان عليه في الموسم الماضي، فإذا ب «الزعيم» و«فخر العاصمة» يودعان البطولة من دور ال 32 أمام وفاق سطيف الجزائري والنصر السعودي، بينما اجتاز الوصل الاتحاد السعودي في هذا الدور، ثم الأهلي المصري في دور ال16، حتى خرج مؤخراً على يد الأهلي السعودي في دور ال 8، وعساها من المفارقات أن يصل «الإمبراطور» إلى هذا الدور المتقدم من دون أن يحقق فوزاً واحداً، حيث كان تأهله عبر تعادلات لعبت فيها الأهداف المسجلة في أرض الخصوم لعبتها لمصلحة ممثل الإمارات.** أخيراً دعونا في هذه اللحظة ندقق في المشهد الكروي جيداً، من المنتخب وحلمه الذي انتهى بكابوس في كأس آسيا، إلى الأندية وخروجها توالياً من البطولة العربية، ونتابع ما ستفعله فرق العين والوحدة والوصل في دوري أبطال آسيا، الذي شهد دوره التمهيدي خروج النصر على يد باختاكور الأوزبكي، فكلها اختبارات ومحكات من شأنها أن تحكم على المردود الحقيقي لكرة الإمارات، بعيداً عن كل «ترهات» المسابقات المحلية. deaudin@gmail.com
مشاركة :