"سوربون أبوظبي" تعرض أعمالاً فنية لنزلاء "إصلاحية الوثبة"

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

مجموعة من الأعمال الفنية لنزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية (الوثبة)، زينت حرم جامعة السوربون أبوظبي للمرة الأولى في الإمارات، ضمن معرض «أوجه التسامح» الذي انطلق أمس، ويستمر حتى 3 مارس المقبل، ويضم 35 عملاً فنياً لفنانين إماراتيين ومن جنسيات مختلفة، حرصوا على التعبير عن رؤيتهم للتسامح النابعة من خبرتهم الشخصية، وسعيهم لتكريس مفهوم التسامح، سيراً على النهج العام لدولة الإمارات التي خصصت 2019 عاماً للتسامح، من خلال المعرض الفني الذي نظمته السوربون أبوظبي، بالتعاون مع جاليري «لابرول للفن التشكيلي» في أبوظبي. إبداعات النزلاء يقول الرائد عبد الجليل إسماعيل، رئيس قسم التنسيق والتأهيل في مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية في شرطة أبوظبي: «إن من دواعي السرور المشاركة في هذا المعرض الفني المقام في حرم جامعة السوربون أبوظبي، بالتعاون مع جاليري «لابرول للفن التشكيلي»، باعتبار ذلك فرصة لإبراز ابتكارات وإبداعات النزلاء من خلال لوحات فنية، خاصة أن لدينا مكاناً مخصصاً، «مرسماً مجهزاً»، لمساعدة النزلاء في إنجاز هذه الأعمال الفنية للتعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم». وأكد إسماعيل أن الفن هو أحد طرق الإصلاح والتهذيب السلوكي للإنسان، لكون الفن في الأساس هو أحد صور الجمال الداخلي، حيث يمكن لكل إنسان مهما كان وضعه يتمتع بهذا الجمال الداخلي أن يعبر عن ذلك بحسب موهبته أو الفن الذي يبرع فيه، وتجسيده على شكل أعمال فنية مختلفة مثل اللوحات، مشغولات الخزف، المنحوتات، وغيرها من أشكال الفنون. ولفت إلى أن الوجود في هذا المعرض يعد فرصة طيبة لإبراز تلك القدرات الخاصة للنزلاء، ودعمهم بما يرتقى بهذه القدرات، ويؤكد دور شرطة أبوظبي ومسؤوليتها في رعاية وإصلاح وتهذيب نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية، ما يعكس سمعة دولة الإمارات في مجال التسامح وحقوق الإنسان، مبيناً أن هناك أفكاراً ومقترحات يتم تداولها الآن مع سوربون أبوظبي لتطوير جوانب الفن في المؤسسات العقابية والإصلاحية، ونطمح إلى إيجاد مركز لمختلف أنواع الفنون، عبر فريق مشترك مع الجامعة التي تقدمت بمقترح لعمل برنامج دائم للفن داخل سجن الوثبة، وهو ما سيتم مناقشته خلال الفترة المقبلة. إعداد وتأهيل من ناحيته، أكد الملازم عبد الله الدرعي، بقسم التأهيل والإصلاح من المؤسسة العقابية والإصلاحية «الوثبة»، أن الأعمال المقدمة من قبل النزلاء للمشاركة في المعرض تستهدف التأكيد على قيم التسامح في المجتمع، ودعم مواهب نزلاء المؤسسة، مبيناً أن قسم التأهيل والإصلاح في المؤسسات العقابية والإصلاحية بإعداد وتأهيل النزلاء وتدريبهم، من خلال التعاون مع الشركاء لتنفيذ برامج تدريبية هادفة. وإضافة إلى البرامج التعليمية تهتم مديرية المؤسسات العقابية والإصلاحية بتوفير أماكن وورش تدريبية للنزلاء لمزاولة الحرف اليدوية والمهارات، مثل الرسم والنحت وأعمال الفنون. ويعد المرسم أحد الورش التدريبية الهادفة التي يشارك فيها النزلاء لإبراز مهاراتهم وأعمالهم، ويعتبر المرسم مكاناً لتفريغ طاقات النزيل الفنية والإبداعية بالشكل الذي يعبر فيه بالفن عما يدور في خياله. «عام التسامح» وتقول كلود حبيب، بمؤسسة جاليري «لابرول للفن التشكيلي» التي أنشئت في أبوظبي 2009، ومُدرّسة الفنون بجامعة السوربون أبوظبي: «إن فكرة إقامة المعرض جاءت احتفاءً بعام التسامح، ولذلك قررنا القيام بمبادرة مختلفة، وهي استضافة أعمال لنزلاء المؤسسة العقابية والإصلاحية (الوثبة)، حيث رحبت الجامعة بهذا المقترح، وتم التواصل مع المسؤولين، وتمت استضافة أعمال لـ 5 نزلاء و5 نزيلات من المؤسسة، حيث وجدنا تعاوناً كبيراً من قبل المسؤولين هناك، ورغبتهم في التأكيد على قيم التسامح الذي يعيشها المجتمع الإماراتي، بحيث يتم عرض أعمال النزلاء الفنية ضمن أحد معارض الفن التشكيلي». وأوردت أنهم يسعون إلى تكرار هذه التجربة مستقبلاً احتفاءً بـ«عام التسامح» الذي أسس له المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، حيث صار المجتمع الإماراتي الذي يضم أكثر من 200 جنسية رمزاً حياً للتسامح والتعايش وتبادل الثقافات والأفكار المختلفة القائمة على الحب والاحترام. إيجابيات وتورد حبيب، «أن من إيجابيات هذه المبادرة، الكشف عن مواهب منسية»، ما يعطي معنى عميقاً للتسامح، التي ترسخت عبر هذا المعرض الذي شارك فيه 10 أشخاص من نزلاء المؤسسات العقابية والإصلاحية (الوثبة)، قدموا 10 أعمال، إلى جانب 25 عملاً آخر لفنانين من الإمارات وجنسيات مختلفة تعيش على أرض الإمارات وخارجها، فهناك مشاركون من روسيا، إيطاليا، والسودان، وغيرهم من دول العالم، حيث شاركت فنانة من فرنسا، وقدمت عملاً فنياً خصيصاً لهذا المعرض، يؤكد مفهوم التسامح في الإمارات، ويتمثل في فيديو بتقنية «الهيلوجرام»، عبرت فيه عن تجمع الحمض النووي للإنسان وكأنه يتفكك ثم يتحول لأفراد كثيرين، يمثلون معنى التسامح، ثم يتجمع هؤلاء الأشخاص ليمثلوا المجتمع الإماراتي. تقدير مجتمعي قال الملازم حمد الدرعي: «إن مشاركة النزلاء في مثل هذه الفعاليات المجتمعية تعد جزءاً من عمليات التأهيل التي يخضعون لها خلال وجودهم في المؤسسات العقابية والإصلاحية، بحيث يتعرف الآخرون على هذه المواهب، وتلقى التقدير المجتمعي، ما يترك أطيب الأثر في نفوس النزلاء، ويساهم في صقل مواهبهم وقدراتهم الشخصية، لاسيما حين يتم عرض هذه الأعمال على نطاق واسع، مثل الأعمال العشر التي تعرض على الجمهور على مدى أيام عدة في حرم جامعة السوربون، خاصة أن 2019 يحمل بشرى للمشاركة في كثير من الفعاليات المشابهة، ويعد المعرض الفني المقام حالياً في سوربون أبوظبي بداية الغيث».

مشاركة :