تفاعل نزلاء السجون في منطقة مكة المكرمة مع المبادرات التي أطلقتها مديرية السجون بالمنطقة ضمن المبادرات والفعاليات لملتقى مكة الثقافي "كيف نكون قدوة؟"، والتي جاءت في مبادرتين قدمتهما إدارتا السجون في محافظتي جدة والطائف تحت شعار "أطلق إبداعك" بسجون جدة، و"إشراقة" بإدارة السجون بالطائف. وتقدمت إدارة السجون بالمنطقة العام الحالي للمشاركة في الملتقى بتلك المبادرات سعيا إلى الوصول إلى أمن مجتمعي، من خلال تقنين دوافع ومسببات الجريمة، وتعزيز الجوانب النفسية والاجتماعية لتعديل سلوك النزلاء وتطوير أفكارهم، إضافة إلى حث النزلاء والنزيلات على التحول الإيجابي، وإعادة تأهيلهم ليكونوا عناصر فعالة في المجتمع وتنمية المهارات الشخصية التي يتطلبها سوق العمل. وبدأت الإدارة العامة لإصلاحية جدة، فعلياً، في تنفيذ عدة برامج تدريبية، على مهارات تساعد النزلاء والنزيلات على الكسب المشروع، ومنها: البرنامج الحرفي ومعهد الفنون الذي يضم 24 نزيلا حاليا في دورة لمدة 45 يوما، إضافةً إلى أنه تم البدء بإقامة دوري رياضي يهتم بمهارات رياضة كرة القدم يستمر لمدة 30 يوما بلغ عدد الملتحقين به 300 نزيل، وكذلك البرنامج الحرفي ومعهد الفنون الذي يضم 24 نزيلا حاليا في دورة لمدة 45 يوما. أما الملتحقون بالبرامج التدريبية والتأهيلية التي تنفذها مديرية السجون، بالتعاون مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، ضمن مبادرات ملتقى مكة الثقافي "كيف نكون قدوة"، فقد بلغ 86 نزيلا، فيما وصل عدد النزلاء المتلحقين ببرامج التعليم العام ضمن مبادرات ملتقى مكة الثقافي بالتعاون مع وزراة التعليم، فقد بلغ 158 نزيلا في مراحل التعليم العام، والتحق كذلك عدد 65 نزيلا بالمرحلة الجامعية. وتستهدف "أطلق إبداعك" ٤٠٠ نزيل ونزيلة كل ثلاثة أشهر في الإدارة العامة لإصلاحية جدة، وتستمر على مدار العام. وفي ذات السياق، تم البدء فعلياً بمبادرة "إشراقة"، وهو مركز استحدثته المديرية العامة للسجون، ويهتم بتقديم العلاج للنزلاء المقبوض عليهم في قضايا تعاطي المخدرات منذ بدء توقيفهم، وهو عبارة عن جناح للإقامة الدائمة للنزلاء المتعافين يقوم على فلسفة المجتمعات العلاجية. والتحق بالبرنامج حتى الوقت الحالي 38 نزيلا، ويمثل المركز مجتمعاً مصغرًا مثالياً يتعلم فيه النزيل المسؤولية والمشاركة، ويتدرب فيه على التفاعل المناسب مع بقية النزلاء، ويشارك في العناية بالجناح، بالإضافة إلى البرامج العلاجية الطبية والنفسية والاجتماعية والإرشاد الديني والمهني، لردم مسببات الإدمان، وتحصّين المتعافي من الانتكاسة، والعمل جار لاستقبال دفعات جديدة للالتحاق ببرامج المركز. ويسعى المركز إلى خلق مجتمع آمن متعافٍ من المخدرات وأضرارها، والعمل على مد يد العون والمساعدة لكل من وقع في مستنقع المخدرات، وتخفيف أعباء الدولة في التكاليف المترتبة على جرائم المخدرات، سواء داخل السجون أو خارجها. كما يسعى المركز إلى القضاء على العودة إلى جرائم المخدرات، بل حتى على غيرها من الجرائم وإصلاح السجناء والعودة بهم إلى مجتمعاتهم أعضاءً صالحين مصلحين من خلال ما يقدم لهم ضمن البرامج العلاجية، والقضاء على الكثير من المشاكل الاجتماعية والصحية والنفسية لدى مدمني المخدرات وإشغال وقت النزيل من خلال البرنامج العلاجي بما هو نافع ومفيد، بما يزيد رصيده من المؤهلات والخبرات العملية. ويحتوي المركز على مرافق خارجية تتناسب ومهمة المركز، ومنها: "مكاتب إدارية، وقاعات علاج، وقاعات اجتماعات، ومختبر، وعيادات تمريض ومركز تموين"، وكذلك عدد من المرافق الداخلية مثل: المصلى والملاعب الرياضية والمجالس وغرف الطعام وغرف للنوم، وتعمل كلها بالتكامل فيما بينها لتحقيق أهداف المركز. كما يضم المركز فريقاً يعتمد على علاج النزيل نفسياً واجتماعياً، والعلاج المعرفي السلوكي في التعافي، وهذه من الطرق الحديثة لعلاج المدمن التي أعطت نتائج إيجابية، والجلسات الفردية والإرشاد الديني والخطط المعتمدة في التعافي من الإدمان. وتستهدف "إشراقة" 70 نزيلاً، وتكون مدة البرنامج ثلاثة أشهر يخضع فيها النزيل لحزمة من البرامج المكثفة لتطوير سلوكه وتعزيز القيم.
مشاركة :