فوة..مدينة سحرت سليم الأول وعمائرها ازدهرت في العصر المملوكى

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

وراء كل مدينة حكاية تسكن في اسمها..حقيقة أكدها التاريخ عبر صفحاته وأزمنته المختلفة، وإذا لم تقتنع بهذا فإن مدينة فوة شاهدة على ما قلناه، حيث كشف لنا تاريخها د محمد عبد اللطيف أستاذ الآثار الإسلامية والقبطية بجامعة المنصورة ومساعد وزير الآثار السابق.تقع مدينة فوة كما قال عبد اللطيف على فرع رشيد شمال محافظة كفر الشيخ وتمتد على ساحل النهر بحوالى 3كم وهى ثالث مدينة مصرية من حيث احتوائها على عدد كبير من العمائر الدينية والمدنية التى ترجع إلى العصر الإسلامى بعد مدينتى القاهرة ورشيد.وتعتبر مدينة فوه من المدن المصرية القديمة ومن المرجح أنها كانت عاصمة الإقليم السابع فى الوجه البحرى بمصر الفرعونية وبوى هو الاسم القديم لمدينة فوه، وذلك استنادًا على ما ذكر فى بردية مصرية قديمة يعود تاريخها إلى عام 123 ق. م، وقد قلبت الباء فاء كما قلبت فى فاو والفيوم وادفو وأطفيح وغيرها من أسماء المدن المصرية القديمة والفوه هى العروق التى تصبغ بها الثياب الحمر.وقد ازدهرت مدينة فوه فى العصر المملوكى فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون 710 هـ/ 1310م وقد زارها السلطان سليم الأول عام 923هـ/ 1517م فأعجب بها وبما فيها من الخيرات وقال أن هذا الإقليم لا نظير له فى كثرة الخيرات ثم اتجه إلى رشيد ثم سلك البر إلى الإسكندرية.   أما فى عصر محمد على فقد أصبحت فوه إحدى قلاع الصناعة المصرية فقد أنشأ بها مصنع الطرابيش الذى اشتهرت به وكذلك مصانع الغزل. وقد تحدث علماء الحملة الفرنسية فى كتاب "وصف مصر" عن مدينة فوه قائلين: "إنها تقع على شاطئ النيل وتكاد تكون موازية للإسكندرية وهى ليست مزدحمة بالسكان بالنسبة لاتساعها وكانت فى القرن 15م مستودعا لكل التجارة التى كانت تتم بين الإسكندرية والقاهرة.ولكن بسبب الإهمال فى العصر التركى بدأت تعانى الترع التى يتم بواسطتها نقل التجارة بين فوه والإسكندرية مما استوجب الأمر أن تمر البضائع المرسلة من القاهرة عن طريق النيل حتى رشيد، ثم تنقل من هناك بالبحر حتى الإسكندرية وبسبب ذلك تدهورت فوه بشدة بينما أدى ذلك إلى ازدهار سريع لمدينة رشيد حيث نقل إليها قناصل أوروبا مقارهم بعد أن كانوا من قبل يقيمون فى مدينة فوه.ومدينة فوه تحتل المرتبة الثالثة فى مدن مصر بعد القاهرة ورشيد من حيث احتوائها على عدد كبير من الآثار الإسلامية،حيث أنها تضم العديد من المساجد والزوايا والقباب والعمائر التى تنسب إلى العصرين المملوكى والعثمانى وجددت فى أزمان لاحقة، ومن أهم آثارها مسجد الأمير حسن نصر الله ومسجد ظهير الدين أبو المكارم ومسجد داعى الدار ومصنع الطرابيش والتكية الخلوتية ووكالة حسن ماجور وغيرها كثير،وفوه الآن هى أحد المراكز المهمة التابعة لمحافظة كفر الشيخ.

مشاركة :