أكد علماء من وكالة ناسا الفضائية الأميركية أنّ جبلا جليديا بضعف حجم مدينة نيويورك على وشك الانفصال عن القارة القطبية الجنوبية. وحسب العلماء الذين يراقبون فهناك شرخ كبير يمتد على طول أطراف المنطقة الجليدية. وحسب صور الأقمار الصناعية التي نشرتها وكالة الفضاء الأميركية مؤخرا والخاصة ببرنامج "برانت آيس شلف" في القارة القطبية الجنوبية يمكن رؤية تصدع في المنطقة، وقد أشار العلماء إلى أنّ الشرخ كان مستقرا منذ نحو 35 عاما لكنه بدأ يمتد إلى الشمال بسرعة تبلغ نحو ميلين ونصف الميل سنويا. والمشكلة أنّ هذا الشرخ يتسارع نحو شرخ آخر يعرف باسم "شرخ هالوين"، الذي يقع على بعد أقل من 3 أميال، إذ يستمر "شرخ هالوين" الذي لوحظ للمرة الأولى في أكتوبر-تشرين الأول للعام 2016 في الانتشار شرقا، وعندما يتقاطع الشرخان في الأيام أو في الأسابيع المقبلة، من المحتمل أن ينفصل جبل جليدي بطول 660 ميلا مربعا عن القطب الجنوبي. هذه الانشقاقات التي تحدث على مستوى القطب الجنوبي والتي يسميها العلماء بـ "الولادة" قد تؤدي إلى الانهيار الكامل للمنطقة مستقبلا حسب دومينيك هودجسون، الباحث البارز في المسح البريطاني في القطب الجنوبي، والذي قال: "في أسوأ الأحوال يمكن أن يؤثر هذا التصدع ما تبقى من جرف برنت الجليدي مما يؤدي إلى انهياره الكامل"، مضيفا: "من المرجح أن يشهد الأمر تسارعا في ذوبان الجليد في الأنهار انطلاقا من المنبع، مما سيساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر". هذا الجبل الجليدي الجديد سيكون الجبل الأكبر الناجم على الانفصال عن جرف برانت الجليدي منذ أكثر من 100 عام، ورغم الهشاشة التي قد تصيب المنطقة جراء التصدعات والانشقاقات، فوكالة الفضاء الأميركية ناسا تؤكد أن جبلًا جليديًا من هذا الحجم لن يتمّ تصنيفه ضمن قائمة أكبر 20 جبلًا جليديًا في القطب الجنوبي. للمزيد: ذوبان الجليد في القطب الجنوبي سيغير خريطة العالم أولى اللقطات للجبل الجليدي الضخم المنفصل عن القطب الجنوبي مساحة أحد أكبر الجبال الجليدية في التاريخ بلغت 2200 ميلا مربعا، وهو ما يعادل مساحة ولاية ديلاوير، وقد نشأ نتيجة انشقاق جرف جليدي لارسن سي بالقارة القطبية الجنوبية في العام 2017. عملية ولادة الجبال الجليدية تعتبر ظاهرة طبيعية وتحدث خلال دورة حياة الكتل الجليدية، لكن العلماء يقولون إن تغير المناخ يتسبب في شروخ على مستوى الجليد على مستوى القارة القطبية الجنوبية. حسب العالم دومينيك هودجسون فقد شهدت العقود الأخيرة، تسارع معدل ذوبان الجليد في العديد من المناطق، وانهيار الكتل الجليدية بالكامل في بعض الحالات، وقد تم ربط هذا الأمر في معظم الحالات بمزيج من الاحترار الجوي المحسوس في المحيطات في المنطقة؛ ما تسبب في ذوبان الكتل الجليدية من الأعلى والأسفل. بالنسبة للعلماء الذين يعملون في القارة القطبية الجنوبية، إضافة إلى الباحثين في المسح البريطاني في القطب الجنوبي، الذين ينشطون في محطة أبحاث "هالي السادس" على جرف برانت الجليدي، قد تكون لهذه الظاهرة عواقب وخيمة على الطبيعة. محطة هالي البريطانية للمسح حيث يجري العلماء أبحاثا كثيرة حول علوم الأرض والغلاف الجوي والفضاء، مفتوحة على مدار العام بسبب نشاطها، ولكنها اضطرت إلى اغلاق أبوابها مرتين في السنوات الأخيرة بسبب الظروف الجليدية المقلقة.
مشاركة :