تتوقع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) أن ينفصل جبل جليدي ضخم يصل حجمه لضعف حجم مدينة نيويورك عن الجرف الجليدي في القارة القطبية الجنوبية قريباً، كنتيجة للصدع المتسارع الانتشار هناك، بحسب تقرير لصحيفة «الغارديان» البريطانية.وظهر تشقق على طول الجرف الجليدي المعروف باسم «برانت» في أنتاركتيكا لأول مرة في أكتوبر (تشرين الأول) من عام 2016، وفقاً لـ«ناسا». ويمتد التشقق إلى الجهة الشرقية من الجرف الجليدي حالياً، ومن المتوقع أن يتقاطع هذا الصدع، المعروف باسم «هالويين» مع شق آخر كان مستقراً على مدى السنوات الـ35 الماضية، لكنه يتحرك الآن نحو الشمال بمعدل 2.5 ميل في السنة، وفقاً للتقرير.وبمجرد أن يلتقي كل من التشقق الأول والثاني، وهو ما يمكن أن يحدث في غضون أسابيع، من المفترض أن ينفصل جبل جليدي يبلغ على الأقل 660 كيلومتراً تدريجياً عن القارة.وتحدث عادة هذه العملية بشكل طبيعي مع الرفوف الجليدية ولكن «التغييرات الأخيرة غير مألوفة في هذا المكان، ويمكن أن تؤدي إلى زعزعة استقرار الجرف الجليدي (برانت)»، بحسب «ناسا».وأفاد كريس شومان، عالم جليدي في وكالة ناسا وجامعة مقاطعة ماريلاند بالتيمور: «إن فقدان الجليد المحتمل في المستقبل يوحي بأن المزيد من عدم الاستقرار في هذا الجرف ممكن».وفي حين أن الجبال الجليدية حول العالم تعتبر كبيرة بمعظم المقاييس، فإنها تتضاءل بسبب التشققات التي تشهدها هذه الجبال مؤخراً.وأوضح التقرير أن مستقبل الرفوف الجليدية في أنتاركتيكا على المدى الطويل سيكون له تأثير كبير على ارتفاع مستوى سطح البحر حول العالم.وذكر تقرير صدر عن علماء أميركيين وبريطانيين في العام الماضي أن الجليد في أنتاركتيكا يذوب بمعدل قياسي، مما يشكل تهديداً كبيراً للمدن الساحلية.ووجدت الدراسة التي قاموا بها أن ذوبان الصفائح الجليدية قد تسارع بثلاثة أضعاف في السنوات الخمس الأخيرة.وأكدت أنه ما لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة للحد من الاحتباس الحراري العالمي، يقدر العلماء أن ذوبان الجليد في القارة القطبية الجنوبية سيضيف أكثر من 25 سم إلى إجمالي مستوى سطح البحر بحلول عام 2070.
مشاركة :