أنديتنا بين مطرقة الاستثمار وسندان الإفلاس!

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما نتحدث عن وضع الأندية البحرينية المحلية فإننا حتمًا سوف نغوص في أعماق مخيفة وسنعيش أفلام رعب غريبة ومشاهد عجيبة وروايات من الخيال تفوق التصور والتوقع. معظم أنديتنا المحلية للأسف تعيش حالتين من الإفلاس ما هما؟ بعض تلك الأندية تعيش حالة الإفلاس المادي، وهناك أندية أخرى تعيش حالة الإفلاس الفكري! وكلتا الحالتين من الإفلاس لاتؤديان الى تحقيق الطموح والآمال التي تعيشها وتحلم بها الجماهير الرياضية البحرينية بشكل خاص والشعب البحريني بشكل عام. لو استعرضنا الأندية المفلسة ماديا والتي تعيش في حالة يأس من عدم التمكن في تحقيق التطور المنشود لفرق النادي الرياضية وإقامة الفعاليات الأخرى المختلفة. وتقف إدارات تلك الأندية حائرة من أمرها في ظل شح الدعم الحكومي السنوي وضعف الاستثمارات التجارية لهذه الأندية، وفي ظل سلبية تلك الإدارات وفشلها الذريع في عملية جذب الاستثمارات التي تجلب المادة الى خزائن الأندية لكي تستطيع تجاوز أوضاعها المادية التي يرثى لها حتى أصبحت في وضع لايحسد عليه!! ولو تعمقنا قليلا في وضع تلك الأندية سنجد هناك تأخرا واضحا في صرف رواتب موظفي وعمال الأندية بالإضافة الى تراكم الديون والرواتب والمكافآت الخاصة بالمدربين واللاعبين والتي قد تصل الى عدة شهور إن لم تكن عدة سنوات! منطقيا، كيف سيطالب رؤساء واعضاء تلك الأندية (المفلسة) من الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين بتحقيق النتائج المطلوبة في ظل هذا الوضع المأساوي داخل أروقة تلك الأندية! في حين نجد على الطرف الآخر بعض الأندية والتي تحظى بالعديد من المشاريع الاستثمارية التجارية التي تدر على خزينة النادي مئات الآلاف من الدنانير الذي يجعل وضعها المادي مطمئنا ومستقرا، ولكن تلك الأندية تعيش حالة من الإفلاس الفكري وتفتقد الى العمل الإداري الاحترافي المنظم، بل نجد حالة من التخبط الإداري والعشوائية في أساليب العمل الإداري داخل أروقة الأندية. وهذا الوضع كذلك لايؤدي الى تحقيق الأهداف والبطولات المنشودة والتطور المطلوب. بل هناك تمسك وتشبث (واضح للعيان) من أعضاء مجالس الإدارات بالكراسي (السحرية) والتي أصبحت حكرًا وملكًا لبعض الشخوص المعروفين في الوسط الرياضي! بل ومكابرتهم (غرورا) بعدم فشلهم مما أدى الى وضع حولهم لوحات إعلانية تحمل عبارات: (لاتقترب إداري شرس)! أو (لا للإنتقاد والنصائح)! ويحدث ذلك في ظل غياب (المرحومة) الجمعيات العمومية لتلك الأندية الغير مأسوف على وضعها الذي لايسر صديق أو عدو. خلاصة الهجمة المرتدة: الشارع الرياضي البحريني وضع الأمل الكبير في الله عزوجل وثم في وزير شؤون الشباب والرياضة الجديد (الشاب الطموح) أيمن بن توفيق المؤيد في إصدار قرارات وقوانين جديدة لتفعيل دور الجمعيات العمومية (المغدور بها) وإلزام الأندية المحلية بفتح باب الحصول على العضويات التي تمكن أعضاء ومنتسبي تلك الأندية في المساهمة والمشاركة في صنع القرارات الحاسمة والمصيرية لأنديتهم وإتباع عملية الحساب والعقاب لمجالس الإدارات المنتخبة من خلال انتخابات نزيهة تتسم بالشفافية والابتعاد كليا عن أساليب التعيين والتزكية والتي أدت الى تدهور أوضاع معظم الأندية البحرينية المحلية. وللحديث بقية إذا ظل الوضع على ما هو عليه حاليا. ولا نخاف في خدمة بحريننا الغالية لومة لائم.

مشاركة :